أبحث عن موضوع
الخميس، 3 أغسطس 2017
ذاكرة الحجر .................... بقلم : حسن ماكني / تونس
للحجر ذاكرة لا تعرف الغدر
ولا تهمل أمنيّات الحمام
ولا تقصي الغضب من صرخة ثائر
...........
للحجر عناوين الطّغاة
بسمة النّصر في عين المغامر
للحجر لائحة الموتى
وإن مُحِيَتْ من سجّلات المقابر
............
للحجر صوت تخاله صمتا
يعلو كلّما ارتختِ الحناجر
للحجر فصل الكلام
بين ماضينا وحاضر
............
للحجر مواسم الصّبر
و تاريخ المجازر
للحجر ذاكرة الألم
وأطفال كثر
فلا تظنّنه عاقرا...
حجر الاقصى / نص سردي ................ بقلم : مزهر جبر // العراق
حجر الاقصى بكى في الليل والنهار
بكى وحشة الليل وعتمة النهار
هذا البكاء وصل الى من صلى ذات يوم
الى من جاءوا إليه
يصلون فيه
من امكنة الارض جميعها
لكن الحجر كف عن البكاء وأخذ ينصت الى اصوات المصلين
جعجة السلاح، تشوش على الترانيم، وصوت الله
ثم اشتعلت الجدران الداخلية لمسجد الصخرة وحائط البراق
بكلمات، جملها، تراتيل لآيات محكمات
كانت تطوف قبل الصعود الى السماء
عندها أخذ الحجر يؤذن الى الصلاة
حتى حمل الهواء صوت الله وصوت الرب في فضاءات المسجد
ولكن ظل وراء جميع هذه الصلوات والتراتيل واصوات المزامير
شراسة الرصاص، يعلن في الوجود قسوة البشر
وصوت العربان غار في بئر بلاقرار
فهم لم يسمعوا نداء الاقصى وصوت الله وصوت الرب
كأن في آذانهم وقراً، فهم لا يسمعون ولا ينطقون
لسانهم في حلوقهم
توقف بلا حراك
شبابيك الاقصى وابوابه، قالت
ما لم يقله عربان العروش ودهاقنة الرصاص من بني صهيون
ان الكلمات وضمير الارض وروح الله في الانسان
لها من قوة الوجود
ما لم يمتلكه جبابرة السلاح وسدنة الرصاص
حتى ضج المسجد بجمل حملت جميعها حب الله لبني البشر
الذين لا يريدون من الحياة ألا أن يتنفسوا حرية الحياة بلا قتل وأمحاء
لم تنته الصلاة، ظل صوت الله يبث في الانحاء،رغبة الحياة وعشق الارض
كما الفرسان بلا سلاح كان حجر الاقصى يصد موج الشر
هذا الموج الذي تتابعت امواجه، حتى اتعبها التتابع
عندها كان للسطور التى صنعتها جمل الكلمات
مفاتيح السلام
لتنتصر به على شر الاشرار
لتدخل جموع المصلين الى الاقصى
للصلاة وحب الله في الانسان وضمير الارض..
رَعْشَةُ الجَفْنِ...................... بقلم : أَحْمَد بَياض/ المَغْرِب
عَلَى رُوْحِ الشَّهِيْدِ
موْتٌ يُزْهِرُ، عَلَى
شُرْفَةِ مَساءٍ عاجِلَةٍ
ناقُوْسُ لَوْنِ الشَّمْس.
عَلَى أَشْواقِ رِيْحِ الدُّجَى
لَوْنُ الغَسَقِ
وَالرَّمادُ القاتِمُ.
عَلَى نَهْرِ الجَفْنِ
للحنين الخالد
سُباتُ الصَّمْت.
ماتَتْ نَجْمَةٌ
عَلَى ثَمَرَةِ اللَّيْلِ!.......
هَكَذا
أَلْبِسُ
ثَوْبَ الصَّباحِ المُهْتَرِئِ
وَأَبْحَثُ
عَنْ صَلِيْبِ فُنْجانٍ
لاَرْتَوِيَ!.....
وَهِلالُ الفَضاءِ الدَّامِسِ
يُغازِلُ غُرْبَةَ النَّشْوَةِ؛
وَحُبُّكِ اليائِسُ
علَى مَغازِلِ فانُوْسٍ
رَقِيْمِ الضَّوْءِ.
عَلَى رَغْوَةِ الظَّلامِ
سحابَةَ غيْمٍ
وَمِرْآة.....
حلمٌ على شفاه الليل ............... بقلم : عادل إبراهيم ..... حجاج / فلسطين
حلمٌ على شفاه الليل
هي ملاكٌ بين البشر
سأنزع الوشمَ القديم
وأجمع لها الأمطار
وأشطر لها القمر
ولا أبالي
إن صلبتُ من أجلها
أو قصر العمر
يا زائرة حلمي في المساء
سأنتقم من ثرثرة الحماقات
على أحمر شفاهك
بقبلةٍ جاهلية
ثم ألتحف حبك
فأنا لا أكتمل بدراً
إلا في حضن شمسك
وددت لو
أزفُ إلى مسائك
أنتشي بدفئك
أكون فتنة غوايتك
صهيل أحلام جنونك
تذوقيني...
شوقاً في غفوتك
نشوة في ظلك
واعتليني قبل الطوفان
فكل ما أكتبه هو من أجلك
ابتساماتك شلال يأخذني
إلى بحورك الهادرة
سأرحل الى سواحل عينيك
وأكتب حروفي ثائرة
سأجمع من شفاه الليل
حلماً
لأرسمه حول قلبينا دائرة
ياوردتي المفضلة
تبرجي كياسمينة
تتباهى ببياضها كلؤلؤة
ثم تسللي إلىَّ ليلاً كابتسامةٍ
واساليني
عن فراشاتي الملونة
ثم أسكنيني
بجوار تلك الشامة
من قصيدتي السابقة
منفيٌّ أنا من كل الدفاتر
أبحث على أعتاب عينيك
الرجاء
أناجيك شوقاً
وألوذ بالضياء
لن أكتفي ياصغيرتي
أن يكون حلماً
فقط اللقاء
نأتي إلى هذه الدنيا … كالزجاج ! / خاطرة ............... بقلم : ظافر الجميلي // العراق
نأتي إلى هذه الدنيا … كالزجاج !
في البداية … تكون أرواحنا طريّة مطواعة … نسمة هواء تكفي لتصقلنا … تعمل فينا الأقدار أناملها … فتجعلنا كيفما شاءت … ولا نشعر بشيء … فجأة نفتح أعيننا فنرى أنفسنا على ما نحن عليه … ولا نتصورها على غير تلك الهيئة … فنرضى … وكثيراً ما نتوهم السعادة أو نحظى بها فعلاً !
ولكن … وفجأة … تقسو الحياة … وتقرر أنّ أشياءً فينا لا بدّ وأن تتغير … جذوراً لا بدّ وأن تُقتلع … ولكننا لم نعد كما كنّا! لم نعد بتلك الطراوة … لقد أصبحت نفوسنا صلبة … وأرواحنا تأبى التبدّل … فتكسرنا وتنثر أشلاءنا وتعيد جمعها وترتيبها كيفما شاءت … وتنطوي أنّاتنا تحت الرفات …
كـــتـــابــي / خاطرة...................... بقلم : بن عمارة مصطفى خالد / الجزائر.
و أنا بين التفاهة و الحماقة أحس و كأنني معلق في الهواء بخيوط واهية،كالمعدوم شنقا أو كالمقبوض بأنامل حديدية تكاد تفيض روحي و تطمرني في أعماق الأرض،وحوش ضارية تنهشني كالكلاب من كل جانب لا مفر منها إلا إليها،حتى طفقت لا أبرح كتبي أدس فيها رأسي لأشم هواء عذبا صافيا دافعا العطونة و الرعونة كداء بتطبيبه،صار أغلى و أعز من ذي قبل فقد بات ملاذي الوحيد اليوم إذ تراني أهرب إليه كعاشق لعشيقته الطيبة الحسناء،فإني لأداعب أوراقها كما يداعب القيثار مزهوا و البشريلبسني و السعادة تحفني من كل جانب،أغوص بين السطور فأجلب اللآلئ كل مرة حتى أحسب روحي قد سكنت القصور و أوت إلى الجنة و بت من أهل الثراء أو من نزل الجنة،أجد نفسي أنيقا جميلا و أنا بين رفوف الكتب كفراشة ترتع بين الأجمة المزهرة و تلهو بحديقة بديعة،أرى كتابي يتنفس و يتكلم و الروح فيه أحاوره و يحاورني يضحكني و يبكيني و في كل سعادة لا و لن أعثر عليها في واقعي المهترئ،سأحمله في قلبي و عقلي و سأسكنه دمي ما شاء لي الله أن أعيش،فهو مأكلي الماتع و حبي الأبدي الذي لا أعرف له نهاية أو خاتمة.
لولا الحنين.................. بقلم : عبد الكريم الحسون // العراق
لولا الحنين لكنت صلبا كالحجرْ
ما هزني شوق ولا عزف وترْ
لكنني أبكي وأذرف ادمعي
وتشب في قلبي لظى نار القهرْ
ما ان يدق مسامعي صوت الأسى
تبعثه لي ورق تنوح على الشجرْ
هي هكذا روحي رقيق طبعها
كالورد يجرحه النسيم أذا عبرْ
كم مس قلبي خنجر من موقف
فيه أرى قلب البراءة ينكسرْ
والظلم يرقى سلما نحو العلى
والحق يمشي دائما جنب الحفرْ
والناس لا تأبى , تفر من الأذى
ترجوا السلامة لا تبالي بالخطرْ
29/7/2017
مشتاق ياوطن ................ بقلم : محمد الموسى / سوريا
مشتاق ياوطن ابوس ادوس اشم ريحة ترابك
مشتاق ياوطن اغفى على صدرك وانحني على عتابك
ضيغونا ياوطن فرقونا ياوطن وشردونا على بوابك
ياوطن هذا بحجة الحرية وذاك بحجة القضية واثنينهم حطمو خشابك
وما بين مؤيد ومعارض ياوطن ضاعت حكمة حبابك
ياشام وك ياشام ياام االعروبة ياوطن دم شام على حسابك
اكتب ياقلم غيرو التاريخ غيرو صفحة كتابك
ابكيك ياوطن والله كافي انتا تبكي ع شبابك
مشتاق ياوطن يلدموعي من عيونك وحزن قلبي من غيابك
عرب .................... بقلم : زكية الزيناتي / المغرب
كانوا منشغلين باللهو والمشاحنات فيما بينهم طوال الوقت ..تاركين طعامهم وأغراضهم على الأرض بلا حارس عند النبع، حين نال منهم الجوع والعطش، عادوا لتفقد المكان ..لم يجدوا غير بقعة جذباء، وآثار أقدام متسللة، انتبهوا لمنظر قوافل النمل المتراص يحمل مؤونة صيفه، فكروا في بذل جهد جماعي لقطع الطريق عليه، ولكن هل سيجدي ما تبقى من فتات؟
تينا ................ بقلم : قاسم حسين // العراق
كيف لو ؟
تتحرر الروح من الجسد الآن
وتلوذ بك
هل ستمنحينني ولادة أخرى ؟
*
كيف لكم بإقناعها ؟!!
و أنا
بكل جاذبيتي
وأنبهاري وشاعريتي
عالق بين العين والفم
*
جميع الذين,تظهر
الشرارة من بين كفوفهم
من شدة التصفيق لها
أنا الذي علمتهم
*
صديقي الذي خذلني
لم يتعلم الوفاء من أمه
ولهذا السبب بالذات
خذلني وكذب عليها
فهي الآن
تعيش حياتها في كذبة كبيرة
*
لم أهزم ,,كل هذا
يعد تجربة مربحة
على الرغم من ثقلها
*
صديقي وحده تجربة *
و........هنا
أعلن هزيمتي
وأعلن أنتصاري
كيف احتمالي ............... بقلم : غزوان علي // العراق
كيفَ احتمالي وهذا العمرُ يحترقُ
في عـــشقِ إمرأةٍ في الحبِّ لا تثــقُ
ومن هواها رجعتُ اليومَ منهزماً
وبــيــنَ جنبيَّ ما لا تبــصرُ الحدقُ
ولستُ أقوى فسحرُ العينِ زلزلني
وفي دمائي رفيفُ الشوقِ يصطفقُ
قلبي حديدٌ ولكن ذابَ من شغفٍ
أنا الشــجاعُ أمامَ الحبِّ منسـحقُ
كلّي اشتياقٌ فمن يرويكّ ياظمئي
والماءُ في ثغـــرها والســـحرُ والألــقُ
عاندتُ في حبّها نبضي وأخيلتي
صارتْ على طيــفها الأجفانُ تنطبقُ
سبحانَ من لملمَ الأنوارَفي حدقٍ
فيــشغلُ القـــلبُ والأعماقُ تنفــلقُ
لو مسَّ أصبعَها كفّي بلا خجلٍ
تفـــتّحَ الزهـــرُ والقـــدّاحُ والحبــــقُ
لونُ الشفاهِ تحاكي الوردَ طلعتهُ
أمّا الخـــدودُ فمنها النورُ ينبثقُ
ياليتَ للدربِ قُفْلاً كنتُ أوصدهُ
أو ليـــتَ للأرضِ أبواباً فتــنغلــقُ
لكنتُ وسدتها الجفنين من ولهٍ
أو أترك الثغرَ في الخـــدينِ يلتصقُ
شعر ورسم / غزوان علي
نص الرسالة .................. بقلم : نزار الاسدي // العراق
كل الذين رحلوا مبكرين
كانوا اخوة
وما كان الجب ليغويهم
وكم حجوا ...!!!
وكم رجموا ...!!!
لكنهم حينما رحلوا
اخذوا الحجارة معهم
وباقي مقلاع الضمير
لانهم علموا ان حجاجك
قد ضلوا الطريق
وضيعوا المسير
ياقدس
لا تقل ادخلو الباب سجدا
او قولوا حطة
فما عادت الاذان تسمعك
فالخطايا كثيرة
والباب موصد
والأقفال صدئة
والمفتاح ما عاد في جيد امي
بل صار في دبّر الامير
الرسالة واضحة..
يا سيدي القدس
اذهب انت وربك فقاتلا
إنا ها هنا قاعدون
؛
؛
٢٩. تموز. ٢٠١٧
تـــــــرفقـــــي.................. بقلم : .المفرجي الحسيني // العراق
تدرين أنك حلمي !
كاملة الأوصاف
يستحي القمر في محجر عينيك
أسأليه عني
أ تعلمين قلبي كم لأجلك سهر
أحببتك بصدقٍ
خَدَعوك بقولهم حَسْناءُ
تناسيت اسمي
كثرت في غرامك الاسْماءُ
رَأْيتْك تميلِي عني
كنا كيف كنا
نتهادى من الهوى
عودي كيف افترقنا
لم أنس عهدكِ لن أنساكِ
اسيرٌ
أكرمي أسراكِ
أظل في محراب حبِّكِ
مستسلماً لقضاكِ
ترفقي
تعذبين مدلهاُ بهواك
بت ليلي ساهراً
ارعي النجوم لعلي القاك
تسارعين إلى الهروب بخفةٍ
تعذبين فؤادي بقسوةٍ
ارضى منك اشارة او بسمة او همسة
تشدُو ِبها شفاك
إن تهجُريني تُقوِّضي أحلامي
تحطمي آمالي
ترفقي
29/7/2017
لا مدينة تلم العاشقين ................... بقلم : اوهام جياد // العراق
نثروا الرمال فوق جباه الشمس،
الاشواك عارية،
خربشة وسط الطريق ،
الكل يكذب ،
ليس ثمة من يعاني،
ليس ثمة بصمة للهلع،
سطوح لا تحضرها شمس ،
الواقع كذبة لعينة،
لا تصدقها عيون الشمس،
هنا العنوان ظل حائرا,
اضاعته خطاك،
مابين الرجوع ،
ثمة صمت وخشوع،
ومازال للاحزان تتمة،
وركوع تتزاحف اليه اوراقي المتطايرة،
خلف الظل ،
كانت الاحزان تبتسم ،
متيمة هي النجوم ،
اذ الفجر لاح ،
ورؤى يتيمة تظل باحثة،
خلف الظل ،
لا محطة تنتظر ،
ولا امل يرتجى،
هكذا ظل ضياعك ،
وهم ترافقه السنين،
لا مدينة تلم شعثي ،
ولا حلمنا الآسر معنا،
يرانا بكل وجد ،
حلم حنين ،
اعصار يلف المدينة،
تقتلع الرياح أوصالها ،
تحت عباءة الريح كانت الرذائل،
محطات وخمارات لسحرها الليلكي،
وجوار حسان يسكبن الخمر ،
حتى مطلع الشمس،
لتكمل نهاراتهم مابقي من رذائل ،
والاواني الفارغة،
والقلوب النخرة،
وضياع المدينة مابين شتّان.
31/7/2017
لهفة.............. بقلم : أكرم الأشقر / سوريا
لآلي الطـَّل ِّ في خـَدَّيه ِ تزهـــو وتغفو في أسيل ِ وجنتيــــــــه ِ
يتوهُ الصُّبح ُ في داجي الظـَّلام ِ إذا عينايَ لم تلمَحْه ُ فيــــــــه ِ
يؤرِّق ُ خافقي الملهوفَ خـَوفٌ مِن َ النـَّسْمات ِ لو هَبَّتْ عليـه ِ
ويقتـُلـُني الحَنين ُ إن غـَرُبـْــتُ بيوم ٍ عَنه ُ من شَوقي إليــــــه ِ
لقد أودعتـُه ُ روحي وعُمــري رهائن َ تحتمي في راحتيـــــه ِ
فهَلْ يصفو الزَّمانُ دونَ غـَدر ٍ ونحظى بانتصار ِ الحُبِّ فيه ِ؟!
.على حق................ بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق
ثقوبٌ منتصف النهارِ
رغمَ الشمسِ تبدو كالستارِ
معلقةً على نافذةٍ مطلةٍ على الجدارِ
هناك أمام باب الجنةِ
تجتازُ طوابيرُ من النملِ
الى الطرفِ الأخر
بدون أن يعترضَ
على طولِ الطابورِ العسكرُ
باستعدادٍ تامٍ
مع بوقِ السلامِ
العلمُ المنّزلُ من ساريته
وقتَ المغيبِ
حينما أمتد الظلُّ
الى الجهةِ الخلفيةِ
من مكانِ الانتظارِ
تجدُ ترادفَ الخطواتِ
لشخصٍ واحدٍ
على خطِ الأفقِ
عندما يمرّ الزمنُ عليه
يصبحُ الدليلُ تحيةً
وينصهرُ من تلقاءِ نفسه
كلما تلمسهُ أناملُ الذكرى
تتفتتُ حصى اللوعةِ
وتذروها نفخةُ الشفاهِ
الى خارجِ البدنِ٠٠
وشخصٌ أخر
على الجهةِ اليسرى
تراهُ٠٠ يلمعُ ٠٠
يمضغُ تلالَ القمرِ
تزينُ جيدك به
لأنه ألماسٌ مسجى على دكةِ البرزخ
غالي الثمنِ رغم الكفنِ ٠٠
أخيراً صدقوني
وجدتُ أنّ آذانَ المغربِ
اجودُ وأرقى جهازَ فحصٍ
لنضوحِ الليلِ
تحت سريرِ الشوقِ
يفرزُ لك الجديدَ من البالي ٠٠
هل أنا على حق
حينما أقف محايداً
بين النور والظلام ؟!!
٣١-٧-٢٠١٧
نابضة بِك ................. بقلم : شفاه الماهود // العراق
= نابضةٌ بك
لَنْ أَرْسُوَ عَلَى
ضِفافِ يَأْسٍ
لَنْ تَعْتَرِيْنِيَ
رِياحُ الغِيابِ
فَأَنا هِيَ الطِّفْلَةُ الهائِمَةُ
فِي لُجَجِ الحَنِيْن
سَأَنْحُتُ اسْمَكَ عُنْوانِي
عَلَى بَراعِمِ العُمْرِ
وَأُرَتِّلُ حُرُوْفَكَ صَلَواتِي
فَأَنا لا أَنْتَمِي لِغِيْرِ
هَواك دِيْنْ .
نابِضَةٌ أَنا
بِكَ.. لَكَ.. وَمِنْكَ،
سَأَقُصُّ عَلَى الأَشْواقِ أَشْواقِي
وَأَهْمِسُ لِلْبِحارِ
بِأَنَّكَ رِحْلَتِي
وَبِدايَةَ مَرْساتِي
سَأَرْسُمُكَ لَوْحَتِي
أَسْمَيْتُها
عَصْفَ الحَنِيْنِ
أُلَوِّنُها بِكُلِّ جَوارِحِي
وَأُزَيِّنُها بِبَرْقٍ مِنْ أَمَلٍ...
سَأَرْوِي
حِكايَةَ عِشْقِي
بِصَوْتِ السَّحابِ
وَعَزْفِ الرِّياحِ
لِتَعْلَمَ كُلُّ الطُّيُوْرِ
بِأَنَّكَ أنْشُوْدَتِي
وَلِتَشْهَدَ السَّماء
بِأَنَّكَ خاشِعي
ولتدرك السطور
بِأَنَّكَ نَبْعُ كِتاباتِي
ما دُمْتَ نَبْضِي
لا...
لَنْ أُدَوِّنَ نِهايةً
لِرواياتي ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكرا للأستاذ الكبير عصام سلمان
لتنقيحه اللغوي للنَص ...
بالامس اختلفنا ................ بقلم : عجيل العجيلي // العراق
بالامس اختلفنا
انا ووسادتي
واثرت حفيظتها
فاضرمت النار
في بئر اسراري
وعدنا بلا حلم
ولا أمل
وتقطعت بنا سبل
داستها أقدام اقداري
وعادت جروح الشوق
تحتسي نزفها
فتعطلت لغتي
وتعالى صوت أفكاري
فامتلأت كؤوس الصبر
وفاضت قبل موسمها
فاغرق الموج اوكاري
وحسبت أن العشق
يأتي مرة اخرى
ويطرق ابواب نافذتي
ليطفأ ناري وانواري
1 / اب / 2017. ..
سلام لعينيك ..................... بقلم : طه خليل // العراق
سلام لعينيك
أرق من النسيم العليل
واعذب من ماء
دجلة وبردى والنيل
يا مهجة القلب والروح
يا كل عمري
ويا حلمي الجميل
سلام لعينيك
انصع من لؤلؤ البحرين
وأعطر من مسك النجدين
وأكثر بهاءآ من شمس الأصيل
سلام لعينيك
اشهق من قاسيون
وأعرق من الأهرامات
وأطيب من رطب النخيل
سلام لعينيك
بحجم مدن وقصبات العراق
وبعدد خفقات القلب المشتاق
وبوسع فرحة الأم بوليدها
بعد مخاض عسير وطويل
أيها الحبُّ................ بقلم : عادل نايف البعيني / سوريا
عُدْ إلينا أيّها الحُبُّ
فنحنُ بانتظارِكَ ...
تَعَالَ وأَخْرِجْنا
من عَتْمَةِ هذا الرّبيعٍْ
ربيعٍ
جاءنا يابِساً بلا زهورْ
بلا وردٍ أوْ عبيرْ
طَعَنوهُ في الظهْرِ
أيبسوا الشوق بعينيه
ثم قالوا
هذا ربيع الحبِّ جاءْ
أَسْمُوكَ حَبّاً
ثمَّ زادُوا بينَ جُنْحَيْكَ راءْ
صِرْتَ حَرْباً
فما رفَّ لهم هدبُ
ولا غرّد حلمٌ أو رَجَاءْ
وما عُدْنا نَرَى وَرْدا
أو قلوباَ من ضياء
أيها الحبُّ
عد إلينا ..
حُبّا نقيّــا صافِيا
عابقا يالعطر بالآمالِ
بلا نزف أو دماءْ
إياك ِ أعني ................. بقلم : رحيم الربيعي // العراق
لا أبتغي منكِ الوصال وإنما
القلبُ يفضح ُمن يلوذ ُببابهِ
قد غادرَ الأحشاء في دِقاته ِ
يوماً فلا يستغنيِ عن أحبابهِ
قولي بربكِ ماجنيتُ من الهوى
غير المشيب وبان َمن أسبابهِ
انتِ الغرام وفيه كل عزيمتي
كالطفلِ اوغلَ في النهود ِبنابهِ
ياحمرة بالثغر ضاع بعطرها
شهد ٌكخمرٍ قد غدا برضابهِ
فمتى نواري الشوق في قبلاتنا
ونحز رأس البعد في أعتابهِ
اني أحُبك ِ ترجميها وأفهمي
فحواسنا نادت على ترحابهِ
واليك أعني لا لغيركِ أبتغي
شبق كما الملهوف زاد بسابهِ
يا حُلمنا لليوم ِظل مرافقي
كالظلِ لاينفك من اصحابهِ
من عينكِ الكلمات ابلغ وقعها
تحكي هروب الدمع من أهدابه ِ
2017
الدراسة النقدية للكاتبة التونسية الاستاذة خيرة مباركي حول قصيدة ( في ظلمة الجهل ) للشاعر : ضمد كاظم وسمي
البؤرة الابداعية في قصيدة ) في ظلمة الجهل )
بقلم الكاتبة التونسية : خيرة مباركي
في ظلمة الجهل والسّجان يرقبه هكذا حدث الشاعر ضمد كاظم الوسمي .. تشنقه المقاصل ويفزعه الجهل ..لم يستطع أن يخفي هذه الشكوى لأن لغته انفلتت من عقالها وأعلنت عصيانها لتكشف المستور .. بهذا ليس هاجسه اللغة بقدر ماهو هاجسه المتوارى من المعنى .. شكوى الواقع ورثاء الوطن الذي يستحيل هجاءا للراهن ونزفا بأوجاع أثقلت الكيان .. ثم يتحرر شيئا فشيئا من ديناميكية الخطاب لديه إلى ضرب من الثورة والتبرّم من الموجود .. يطلقه زفيرا ويتطور نفيرا .. فتكون بذلك علاقة الشاعر بالوطن البؤرة الإبداعية التي يتشكّل عبرها الخطاب .. لعلّنا ندرك بذلك صوتا جنائزيا يتحول إلى صحوة تتشكل عبر موقف يتسع مداه وتتمدّد جغرافيته ليتوحد الوطن العربي بالمعاناة والألم ينوح ثاكلها من العراق إلى الشامات فاليمن .. ليشكل لوحة تراجيكوميدية تجمع بين الألم والغضب بين البكاء والضحك ففي أمته الجهل أبكاه وأضحكه .. إنها المباشراتية في خطاب الشاعر ..الصورة البسيطة التي تتشكل عبر محاكاة الواقع بعيدا عن تعقيدات الرمز وجموح الخيال ولعلّه الطريف في هذه القصيدة الذي ينبجس من أعطافه التصوير الفني ..فلم تعد طرافة الصورة في مدى التخييل فيها بل من أشياء ندركها ، وكأننا بالشاعر يعوّل على الإيقاع بديلا جماليا عن المشهدية المترسبة في الذهن ..إنّها الصورة السمعيّة التي تجعلنا نحلق مع الشاعر بعيدا في مجاهيله وأغوار ذاته المأزومة المهزومة بالإنكسارات والفسق .. بالجهل والتكفير .. حتى غدا الخطاب الشعري تحويلا للقلق إلى كلام تحويلا فنيا ندركه أولا في تخير البسيط بحرا بما يمتاز به من ازدواجية في التفعيلة مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن عوضا عن فاعلن في العديد من المواضع لتعمق هذه العلل علل النفس ومآسيها .. وما يزيد ويعمق حال الانكسار هذه الدينامية الصوتية بتخير القاف والنون في بداية النص : قاف ( يرقبني، يشنقني ، تُعتقني ، حقنت ، قتل ..) قاف كالقتل صعبة المخرج كاختناق الحلق وإشراق المقلة ، كقلقلة المحتضر .. والنون كحرف خيشومي يحدث في الخطاب غنّة وفي الغنة أنة كاحتضار الوليد ، كالموت كعصف الدهر .. إنها أصوات يرددها في مقام الشكوى ثم يتحول إلى الأصوات الصفيرية ( الفسق ، حزبها ، السدن ،يمسخني ،سوى، ليس ...) وحرف الدال ( الدين ، يدين ، السدن ..) في مقام الهجاء والتقاء الصفير والدّوي لهي العاصفة ..إنه نظم من النحو ورجع من اللحن يقيمانها معادلة شعرية بين الألم والأمل ..بين الانكسار والانتصار ..فسيّان في الدوال السجّان والدهر ..الجهل والموت ..هكذا يعلن الإيقاع ما لم تستطع اللغة المنطوقة إدراكه .. وكأننا نسمع دوي نفسه حين تلفُظ مجانيقها بين بكاء وثورة .. هكذا وجدت النص شاعرنا ضمد كاظم الوسمي ..
القصيدة :
( في ظلمة الجهل ) للشاعر ضمد كاظم الوسمي
*
في ظُلْمَةِ السِّجْنِ وَالسَّجّانُ يَرْقَبُني
غَداً عَلى مَقْصِلِ الْأَعْوادِ يَشْنُقُني
*
ما السِّجْنُ يُفْزِعُني كَلّا وَلا غَدُهُ
لكِنَّ جَهْلَ بَني الْإِنْسانِ يُفْزِعُني
*
هَبْني نَجَوتُ مِنَ السَّجّانِ في زَمَنٍ
وَالدَّهْرُ يَغْفَلُ وَالْأَيّامُ تُعْتِقُني
*
وَلَو حَقَنْتُ دَمي مِنْ جَهْلِ داعِيَةٍ
مَنْ يَحْقُنُ الدَّمَ وَالتَّكْفيرُ يَطْلُبُني
*
بِاسْمِ الْإلهِ أباحوا قَتْلَ عائِلَتي
واللهُ يَبْرَأُ مِمَّنْ جاءَ يَقْتُلُني
*
عَجِبْتُ مِنْ أُمَّةٍ لا تَرْعَوي أَبَداً
في أُمَّتي الْجَهْلُ أَبْكاني وَأَضْحَكَني
*
بِئْسَ النِّفاقُ نِفاقُ الدّينِ يا وَطَني
بِهِ يَدينُ مَليكُ الْفِسْقِ وَالْوَثَنِ
*
ألْجَهْلُ وَالنَّفْطُ وَالتَّكْفيرُ حِزْبُهُما
وَالْغَرْبُ يَبْتاعُ بِالْأَعْرابِ كَالسَّدَنِ
*
حِلْفُ الْفُجورِ عَلى صِهْيونَ مَخْبَرُهُ
وَالْحَبْرُ بِاللِّحْيَةِ الصَّفْراءِ يَمْسَخُني
*
أُصولُ هذي اللِّحى تَاللهِ لَيسَ سِوى
مَنْ جاءَ بِالْكُفْرِ وَالإرْهابِ وَالفِتَنِ
*
بَينَ الْخَرابِ نُفوسٌ ناحَ ثاكِلُها
مِنَ الْعِراقِ إلى الشّاماتِ فَالْيَمَنِ
*
احتليني ................ بقلم : سها النجار / الاردن
مِنْ نَبضي تَوَضَّئي..
يا شَمساً تَسكنُ مِخدَعي ..
صَلاةُ الأَشواقِ , دَنَتْ ..
وَالجَسَدُ , في ثورَةٍ وَ خُشوعِ ..
الَّليلُ أَسدلَ السِتارَ ..
وَ النجومُ تَغزِلُ ـ مِنَ الشوقِ ـ سِتارا
يَحجِبُني عَنْ عِشتارَ ,
كلّي في انتِظارِها ..
زهرةُ عِطرٍ , شذاها عَمَّ الكَونَ ..
صَوتُها , موسيقى عَذبَة ...
وَ لَمساتُها انصِهار
حَسناءُ , تَهواها روحي ..
تُطلق بداخلي إعصارا ..
أَضُمُّها ..
تَمتزِجُ بي ,
جَمرا وَ نارا ..
شَهداً وَ خَمرا ..
تَستَعمِرُني ..
تَحتَلُّني ...
تَستَوطِنُ الوَتينَ ..
احتِلالُها جَنة ... وَ حُضنُها نَعيمْ
بلاَّعة وبلاغة...!................. بقلم : محمد عبد المعز / مصر
صلاةُ الجُمعةِ لِقاءٌ أسبوعي، يجتمِعُ فيه الْــمُسْلِمون، على كلمةٍ سواء، لكن خطيبَ الجُمعة، هبطَ بالمصلين هُبوطاً اضطرارياً، من سماءِ البلاغة، إلى قاعِ البلاَّعة، بصراخٍ جعلَ كلماته بحاجةٍ إلى مَنْ يُسلِّكها، ووعيدٍ بالنار، وكأن الآخرةَ من دون جنة، بترهيبٍ لا علاقةَ له بالترغيب، ونكأ جراحٍ بلا طِــبٍّ، ولا تطبيب...!
وليته اكتفى بذلك، بل جعل الْبِــرَّ بالصَّـاع، والبُــرَّ بَــراً، لأنه لا يَعْرِفُ الْفَرْقَ بين بِــرِّ الوالدين وبُرٍّ يخرجُ بالصَّــاع، في زكاةِ الفِطر، وبَــرٍّ يَجِبُ أن يَنْقِلَ الناسَ إليه، من بحرٍ لُجي، يغشاهُ موجٌ من فوقِــهِ موجٌ، من فوقِــهِ سِحاب، ظلماتُ بعضُها فوقَ بعض، إذا أخرجَ يدَهُ لم يكدْ يراها، ومَنْ لم يجعلْ اللهُ له نوراً فما له من نور...!
الاثنين، 31 يوليو 2017
هلوسات .................. بقلم : عبدالستار الزهيري //العراق
على أمتداد النظر
هناك عند حافة البحر
الشمس تتهادى للمغيب
خيوطها تعانق ماء البحر
أنوارها المعكوسة تداعب
المقل
أنا جالسٌ على رمال الشاطئ
أعاين الأمواج المتلاطمة
بدأت يداي تنسل الى الرمل
لتبني منه قصر
وترسم جميل الصور
وأوراق وورود بيضاء
كبياض قلبكِ الصغير
أيتها الأنثى المغرورة
سأهزم فيك الكبرياء
لتعلني أمامي الولاء
بدأ الليل يسدل خيوطه
وأعمدة العتمة تبدأ
بالحضور
سأبدأ بالكلام
سأسمع من البحر
وأن كانوا نيام
فأنا أتكلم بلغة
الهيام
سيصل صوتي الخافت
للإعماق
سأسمع المرجان هناك
عند شقائق النعمان
سأخبرهم عن سر
الأحزان
وأني لم أراها منذُ
مدة من الزمان
سأدون في سجلاتي
هذه الذاكرة العلقم
سأبدأ بالهلوسة
وسأرمى بالجنان
ولكن سأبوح لمن
يمر من هنا في ذلك
الليل البهيم
او الأرواح والأشباح
سأبوح الى عوالمٍ
تتراقص في أكف
الزمان
سأخبرهم أني كتبتكِ
أحرفا في لغتي الهوجاء
وبيوتَ شعرٍ لقصيدةٍ
عرجاء
أوزن أبياتها بخصلات
شعركِ الذهبي
وأقفيها بأحرفِ اسمكِ
المحفورة في أوردتي
سأكتبكِ نفسا في وحدتي
الا تعلمين أنكِ أذبتيني
كقطعة سكر في فنجان
قهوتكِ
هيا أجمعي بقايا روحي
من قعر ذلك الفنجان
وأعصريها لينساب لكِ
منها حناني وحبي
والهيام
سأكتبكِ أوراق زهرة
نرجسٍ بيضاء
وأصوغ منها قلادة
أزين فيها عنقكِ
فما هي الا هلوسة
كلمات أو ضرب
من الخيال
غربة النشيد .................. بقلم : احمد بياض / المغرب
انتظريني
كشعلة باقية
على شفتي الزفير
وظل القناديل
وفتات المعاجم.
هل ستعود المواسم/شرقا/؟!....
لقد كتبت السنابل
عطش الحياة!.......
في المدى
سنرى
الولادة الباقية
على لثام الموج
ومغول البوارج.....
على دمعة فانوس
وقاموس الأساطير؛
سرمدية نهر
والخريف رقيم
الأوراق التائهة.....
عرق بسوس!.......
هكذا نواصل السير
ونلبس وهاد الجرح
خميرة الدعاء.
هوذا
واللحن
الفريد
على شرفة الأيتام،
شوق على مضمضة النسيم،
موت في بحر الأشياء،
قطاف رايات بلحن الدم.........
سنقول
بحكمة مساء
ممضوغ
بأشواق الغيث:
كان السحاب
ينتظر ألفة الضوء
على أيقونة
تزحف
وراء الشعاع
الفارغ
في إقصاء المغيب.
الأحد، 30 يوليو 2017
كلمــــ صـ غ يرة ـــات................ بقلم : ياسر حماد / فلسطين
رأيتني أسير مع حشود من البشر ، في طريق متعرج مثل تعاريج الجبين ، نحمل فوق رؤوسنا نعوشنا ، والحر شديد ، وكأن الشمس دنت ، والعرق صار من خلفنا سيلاً ، بعد أن سال من بين عروق أقدامنا الحافية! خرجتُ عن الطريق ، وابتعدتُ ، ونظرتُ ، فما رأيتُ من بعيد إلا قابيل يقود المسير ، والغراب من فوقه ، يُذكّره بسوأة فعلته؟! شعرتُ بالخوف ، وإنني هابيل!! ضحكوا من خوفي ، وضحكتُ من جهلهم ، وما ينتظرهم من مصير !!!
قراءة في قصيدة الشاعر صدام كعبابي "أحتاج أن أصرخ "............. بقلم : أوس غريب / سوريا
نصُّ القصيدة :
أحتاج أن أصرخ
إلا أنه لا جدار أمامي
الفراغ المحاط بي
هي المسافة التي كنت ارميها خلف ظهري
ربما هنا يكمن السر
ابحث عن الجدران
للصراخ في وجهها
قبل محاولة تسلقها
أحتاج أن أصرخ
لكي أمنح هذا الفراغ وقع أقدام
وبعض الظل
وليس شجرة أو حتى جدار ..!
ثانياً : القراءة :
الصراخ والفراغ يملآن القصيدة ، جتى لا نخطيء لو قلنا : إنهما يشكلان علاقة سببية، يكون الفراغ فيها سببا للصراخ
ولكن هناك أمر ثالثٌ بحتل غير قليل من مساحة المشهد وهو الجدار الذي يحرص الشاعرعلى استحضاره مفردا ، وجمعا ، بل يحاول أن يستحضر منه ولو نصف جدار والجدار متصل بطرفي العلاقة ؛ الصراخ والفراغ .
تأتي صلته بالصراخ قوية ، و جلية يقول الشاعر :
ابحث عن الجدران
للصراخ في وجهها
قبل محاولة تسلقها
أما صلته بالفراغ فتأتي خفية وغير مباشرة ، تحتاج في الوقوف عليها إلى تأمل واستنتاج
فما هذه العلاقة ، وما حقيقة أطرافها ، وماذا يريد الشاعر منها ؟؟؟
لنبدأ من الصرخة ، لا أدري لماذا أستذكر وعلى نحو كبير لوحة الرسام النرويجي إدفارت مونك " الصرخة "
كأن الشاعر يتحدث عنها في هذا النص ، وكأنها خاطر فني يتوارد على المبدعين ولو لم يلتقوا .
تمثل لوحة مونك رجلا واقفا على جسر ، يمسك راسه بيديه ، وعلى وجهه تعبيرات الهلع والرعب ، لا يلبث أن يطلق صرخة ، تتردد أصداؤها في الخلفية الصارخة بالحمرة كأنها غمّست بالدم
خلف الصارخ يظهر شخصان معتمران قبعات ـ، ـ لعلهما في القصيدة من المخابرات التي تحرس الأوطان من خيالات الشعراء وأحلام الفنانين ـ المهم .
يقول الشاعر :
الفراغ المحاط بي
هي المسافة التي كنت ارميها خلف ظهري
هذا المقطع أيضا يذكر بمونك ، لأن مونك وفي معرص حديثه عن لوحته يقول :
"كانت الشمس تميل نحو الغروب، عندما غمرني شعور مباغت بالحزن والكآبة. وفجأة تحولت السماء إلى لون أحمر بلون الدم. توقفت وأسندت ظهري إلى القضبان الحديدية من فرط إحساسي بالإنهاك والتعب. وقفت أرتجف من شدة الخوف الذي لا أدري سببه أو مصدره. وفجأة سمعت صوت صرخة عظيمة تردد صداها طويلاً عبر الطبيعة المجاورة "
فالحزن والكآبة من جهة والارتجاف من الخوف من جهة ثانية أموركانت ظهر مونيك فجأة وبشكل مباغت برزت وتمثلت له كأنه المسافة التي تحدث عنها الشاعر
والتي كان يرميها خلف ظهره .
أما الفراغ فيمتد في النص عبر مسافتين :
المسافة التي كان الشاعر يلقيها خلف ظهره والتي تتصل بالحزن والكآبة والارتجاف من الخوف التي تفسر حاجته إلى الصراخ
والمسافة الثانية التي يستفيض الشاعر في التعبير عنها فتأخذ مقطعا كاملا من نصه القصير نسبيا ، والتي على ضوئها اكتشفنا علاقة السببية بين الصرخة والفراغ حيث يقول الشاعر :
أحتاج أن أصرخ
لكي أمنح هذا الفراغ وقع أقدام
وبعض الظل
وليس شجرة أو حتى جدار ..!
لنتأمل في عبارة " بعض ظل " ، وفي عبارة " ليس شجرة " ، أاليس في هاتين العبارتين ما يفسر الحزن والكآبة والحاجة إلى الصراخ ، والارتجاف من الخوف
من الواضح أننا أمام خلو كامل من حس الحياة ، وأن الحياة بعيدة و عزيزة إلى درجة أن الشاعر يكتفي بأقل ملامحها " بعض الظل ، وقع أقدام ، جدار
ما الذي فرّغ الفضاء إلى هذا الحد ، هل غُمّس هو الآخر بالدم ، كلوحة مونيك
يكفي أن نعرف أن الشاعر من اليمن لندرك مقدار الدم المسفوك ، ولندرك أي هول ورعب وخوف يكتنفون الصرخة التي يستميت الشاعر لإطلاقها .
هل أخطأ الشاعر في طلب الجدران ، وهل أخطأ في إعرابه عن فقدانها
ربما كل الشعراء العرب غدا سيبحثون عن جدران يصرخون فيها :
ابحث عن الجدران
للصراخ في وجهها
قبل محاولة تسلقها"
كأن الشاعر يقول : سقطت كل الجدران ، دمرت الحرب كل البيوت ، العراء يتمدد ، والموت يقتطف الارواح ، حتى لم يبتق غير الفراغ ، وحتى تتمنى لو تسمع دقة رتيبة لقدم إنسان ، أو جزءا من جدار تتسلقه كما كنت تصنع في طفولتك
الصراخ والفراغ والجدران كأن الشاعر يتبأ لنا بالفناء الكامل للصوت والصدى ، للشجر والظل ، كأن الشاعر يتحسس في بصيرته الملهمة لحظته الأخيرة التي لا يضمن إن كان سيتاح له فيها حتى صرخة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)