كان يوما قاسيا ’ يومها رن الهاتف باكرا’ ظنه أبي ابن عمه شريك اسمه و عمره ’ كان يمازحه كل صبيحة باتصالاته المتكررة ’ لكن هذه المرة كان أبي صامتا و صمته يقتلني ’ قطع الاتصال بسرعة و انتفض كعصفور جريح ’ و نادى بكلمة واحدة (يا ابن أمه) ’هز صراخه بيتنا ’هم بالخروج و أمي تنادي عليه مابك يا رجل ؟ إلى أين؟ و ماذا حدث ؟ لم لم يدرِ ماذا يقول’ و كيف يقدر على الحديث و إنها لفجيعة كبرى .
عاد إليها ليطمئنها و قال :أنتِ جهزي نفسك و سأعود حالا و هم بالخروج .
كنت أقف عند باب المنزل أجهز نفسي للخروج و لكن المشهد أربكني ’ أمسك أبي بذراعيَ و قال بحدة في وجهي :
اذهبي إلى المدرسة و اهتمي بإخوتك.
لكن يا أبي ؟
افعلي ما طلبت
كم كنت قاسيا يا أبي بنبرتك ’ لكنك تعلم أني لا أتحمل صراخ أحد في وجهي.
أجبته بخوف :
حاضر يا أبي .
خرجنا نقصد مدارسنا و تركت خلفي ألف سؤال محير و ألف دعاء بأن لا يصاب احد من أحبابنا بمكروه و صرخات قلبي ساخنة و جافة.
كان الجميع في الشارع الرئيسي ينظرون إليَ ’ و أنا أحملق بهم ’ و استغرب و كم وددت أن أصرخ في وجوههم أخبروني ماذا يحدث طمئنوا قلبي الجريح.
و كم وددت أن أقول لهم لست هنا بإرادتي .
هناك لمحت طيف آسيا شاحبة الوجه أسرعت إليها و كأن الصورة اتضحت ’ أسرعت إليها
آسيا ...آسيا... ماذا يحدث ؟لا تقولي لي ما أفكر به صحيح ؟
يا لكِ من غبية ’ أم أنك تتغابين.
لماذا أواجه هذه القسوة مرتين .
و كأن آسيا أحست أني في شك من أمري .
مات عمك عيسى هذا الصباح كيف لا تعلمين ...
كانت جملتها قصمت قلبي إلى نصفين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق