في بلادي
الأكفان تمشي
وحدها
تتأبطها الأرواح
وهي تعانق السماء
في بلادي
الأكفان تمشي
وحدها
تتأبطها الأرواح
وهي تعانق السماء
أعترف الآن يا سادتي
وأشهد أني
كنت قبل اليوم
أملك جوهرة
وكان لها في القلب سلطان
أسكنتها القصر
بوأتها العرش
أعطيتها الصولجان
وأهديتها عقدا من اللؤلؤ
والياقوت والزبرجد والمرجان
وأنشأت لها الحقل
في قلبي
والبستان
وزرعت فيهما من الورود والزهور
البنفسج والياسمين
والفل والأقحوان
ومن الفواكه الأعناب والتفاح
والبرتقال والرمان
*********
أعترف الآن ياسادتي
وأشهد أني
كنت حارسها الأمين
وعاشقها الولهان
وكنت حين تنام
أسهر خوفا أن تهتز الأرض
ويأتي الزلزال
أو تفور وتثور
وينفجر البركان
وكنت أذود عنها الخفافيش
والصقور والنسور
وأسراب الغربان
وكنت فارسها الشهم
حين تشاء
وكنت القرصان
**********
أعترف الآن ياسادتي
وأشهد أني
حين جاء الوعد
وحق الحق
وماج البحر
وجاء الطوفان
وهاجت الذئاب
والسباع والضباع
وجحافل الجردان
كانت هي الفداء
وكانت هي القربان
فضاع السفين وضاع الربان
وانتهى الحلم سريعا
هكذا في الزمان والمكان
وماعاد هناك لا عرش ولا صولجان
ولا ياقوت ولا مرجان
ولا حقل ولا بستان
ولا ياسمين ولا أقحوان
ولا أعناب ولا رمان
ضاع كل شيء يا سادتي
وضاع الإنسان
ولم يبق إلا هيكل
تنخره الآلام
وتدمره الأحزان
*******
فهل ياسادتي الكرام
على أيديكم
ستعود النوارس للشطآن
ويعود البهاء والأمان
سريعا للأوطان ؟
وهل أنتم قادرون
على زرع الخير وقتل الشر
ومحو الطغيان ؟
هل حقا
ستقتلون زارع الفتنة والمكر
والغدر والبهتان؟
هل حقا ستقتلون الشيطان ؟!
وهل على أيديكم يا سادتي
سيكتب على رأس الصفحة الأولى
هذا العنوان
مولد إنسان ؟
أكادير / المغرب
××× 51
على هذا العرشِ
جلستْ
وعلى هذِهِ الحَصى
بَكَيتُ .
××× 52
في البَدْءِ
كانَ حبُّكِ
ثُمَّ
جاءَ الشُّعَرَاءُ .
××× 53
أَجْمَعَ العُلماءُ
على أنَّ حُبَّكِ
كانَ ضرورةً لِتَشكُّلِ الكونِ .
××× 54
انقضَتْ شِفاهُ شَيخوخَتي
على عُنُقِكِ
فانْبَلجَ العِشْقُ
وكانَ الموجُ فتياً .
××× 55
أتعثَّرُ بِفِتنَتِكِ
فأنا أعمى الدَّمِ
أشُمُّ المَوتَ إنْ غِبتِ
وصارَ الوَقْتُ حَجَراً .
إسطنبول
خيالٌ واسع
يصطدم
الأُفق ينكَسِر
يكشف وجه الليل
يلهث الحلم يتبعثر
غيمة
تعدم الجفاف
تنعم الرياح
ببرودة الشجر
تُرفرِفً الرايات
على الشرفات
تبدأ لُعبة القدر
الأرامل
في سُبات
ينتظرنَ
رحيلُ الغيوم
لينعمنَ
بنور القمر
من مجموعتي الشعرية
أسفل عناء العتمة
ماجد الأندلسي
سامسون البحر الاسود
26. 1. 2021
البرد الهارب من ساحة المعتقل
يلوذ بزنزانتي
يرتجف القلب
الذي كف آلاعيبه مع النساء
وصاح بصوت رخيم
أمنحيني عواطف نابضة بالرضا
لنكحل أعمارنا الجاحدة
يا بكماء في منخفض الصوت
الدهشة في داخلي
تبحث عن لذة
عن جمرة في عروقي
عن دفء
عن أيام ضلالتي بالغرام
----------------------------
يحيط فقراء أمانيهم في الحلم ،قد نفذوا من آلاف الأزمات ،هم أحياء قتلى ملابس رثة أسمال مختلفة ،لا يملكون الاّ سلاح أحلامهم ،يقارنون رغباتهم بآمالهم ،المسكونة بالآلام والصرخات الموجعة ،بعض أحلامهم تسكن آلاف الموتى في آخر نفقهم الليلي ،مع أول الضوء تنطلق الاحلام ،تتلاشى كطلقة نار ،جاءوا يجرّون خطاهم في الأزقة ،لتعويض أحلام الليلة الفائتة
أخرست العصافير ،تنازلت عن زقزقتها لجمع الفقراء ،بعض أحلامهم علقت بحبال ملوثة ،بعضها تناثر على الرمل ،ذاب كالملح ،ذهبوا الى حيث لا ينبغي الغياب ،لا ينبغي الجدل ،تكفي عذوبة الليل والاحلام ،تحمل غمغمة الضائعين ،تكفي زقزقة العصافير ،وهي تغادر عتمة قلوبهم ،تترك أشياء كالزجاج ،هم أصدقاء للأزل ،منذ اجتثت حقولهم وتمردت الاعشاب
قبل أن يدجنه الاغنياء ،فرّ الريح من منازلهم ،صدرّه التجار بالقناني ،منذ أن مدّت أيديهم الى النهر وغادرت مياهه ،منذ تسمرت أطفالهم ،على مقعد على الرصيف ،ينظرون للقيم والعابرين ،أتكفي المفاتيح لِتفتح العمر ،بعد سدول الليل؟ ،كانوا أكثر نشوة في الحياة وازدراء المواعيد ،وحيدون كغصن يحنّ لغابته القصية ،ذهبوا الى حيث تلتهم النار ،هذه القرى وتجزّ
رؤوس الاثرياء والسماسرة ولتشتعل الزمان حشرجة الفقراء...
العراق/بغداد
28/1/2021
رسائل من صمت الحمام
--
هي الروح حين تحب تينع فسائل الخير عبر نفخ الروح للروح بقطرة وحيدة منك
وتسطع الحروف..لم اكن اعرف
كيف كانت وقيعتي فيك
مع كل ابتسامة حرف تكبر وهجا ومن فرط حشمتي استتر
من وهج يصيبني كلما تلاقينا بزوايا حروف
هي حارقات للوجد والوجدان .
واكتبني صابرا محتسبا لعل يوما تكونين حادثة وقوعي بين يديك..
اعرف ان حبلا متينا نسجته الاقدار
اعرف ان روحا كملاك الرحمة تغشاني لحظة بلحظة..
اعرف ان سفينة عشقي يوما ستغرق ببحر به امواج حرفك قاتلتي فيك..
تينعين
وتبصمين ومجبول عليك ..في مطرك ارتوائي ..
في عشقك سمفونية حب
طال او قصر
سيغني اغنية الخلود..
قمر الليالي
في طريقها كل العشق
ينور درب عشقي الوحيد
تتزين
واسقط صريعا للجمال
هل كان حبي حبا ام عشقا ؟
ما بال قلبي كلما تذكرتها يتوقف عن الخفقان ..ام انها جنية وانا الجان
ببوثقة العشق جنون وهذيان
ببابها قمة وصولجان
وعرشها قمة من الاتقان
لله درها والبنان
ممشوقة
كل مافيها يثير الولهان
قمم وجبال ووديان
طبيعة تجلت في سحرها عنوان..
ياحمام
بلغي للاعالي سلامي وانشراحي
رغما عنها اداوي جراحي
ببسمة اكوي لوعاتي
جلها من رزق ربي وسكاتي
بلغيها أني حيث انا
اعاثر آهاتي
محتسب عند ربي
جل علاه دمعاتي ..
ياحمام
ياعشقا مستداما
للروح والريحان جنان
بعبق الانا حليم في حبك والسلام
قصيرة هي حبال الكذب في الزمان والمكان
لامكان للقلب لذو الوجهين و له كل الصدام
ببابي فورة وثورة الحب سهام
منك كانت ومازالت تطاردك نبال
ولا قوس لي غير صبر اكتمه لك حنان
في يوم المنى يكون الداء والدواء سوان
وتكفيك رجاحة عقلك لكي يظهر لك
اين انا منك وبالبرهان؟
ياحمام
بلغ حبيبا معتصما ياسلام
لن كان الهجر يريحك فلا ملام
لك كل الثناء للحظر والصوم عن الكلام
فمن بربك يقيم وزنا لك حبا وعشقا كالجبال !؟
لامكان لي برحابك واظنك احجمت عن الهوى صدام !؟
لا زمان يجمع شتاتنا من براثن شكك المستتر حينا كم هو جبان
من لا يقيم نفسا لك وانت من عدم الموت كلك هيام !؟
فصرفا لكل آت ببابك تصدينه يكون حطام
فلا لي ببابك مقام
انت من صددت حبا زمام
ونثرتني بالغرام
بغير وجهة ولا صمام
غريب ووحيد معتم..
وسكران بعشقك أمان...
--
أتأمل وجهك..
فلا أرى سوى
شبح غريب
يدور حول
أفلاكي
يشتت أفكاري
هل أنت.. من
كوكب آخر؟
ملامحك.. كأنها
من أحببت
تفاصيلك.. خطوط
مبعثرة
شجرة عارية
أصفر جسدها
جردتها رياح
الخريف
فلملمت ذراعيها
لتحتضن ماتبقى
من كبريائها
قطرةُ غَيث
عَالقة تَغمُر روح البنفسج.
فِي عَزْفِ الحُبِّ المُستَحِيل.
تَدُق قَلبي، بلَحنٍ يَخرُج من صَدري.
يَتَهجّى الشوق ويَتَبِع رَكب العاشِقين.
عانَدت الرِّيَاح،
ومن غير جِناحٍ أَطِيرُ.
أَعبر غَيمةَ انتِظاري،
وبكَأْسٍ مُتْرَعَةٍ بِرحيق الأَمل.
أَبحث عن ثُقبٍ مُضيء.
أهادِن به الزمن
وأنصت
لِحبيبٍ أورثني الجمال.
لكن الأمنيات تغيب.
أشرت لك بقبلةٍ في الهواء.
مع ابتسامةٍ أضاءتْ ثغر الصباح.
جَعلتني أُصلّي في محرابك.
أتهجّد العشق على أعتاب المساء.
أَغرق في محيطك الهادر.
أقفز من فوق تلة الانتظار.
أقترب
أداعب معك السحاب.
أَيهُا الغائِب
أَحفرْ ضُلوع النسيان.
أتقنت رسم الوهم.
على صدر الصَّمت،
ذهبت ألوك دروبَ الرُّوح الجائِعة.
رذاذ عطرك نثرْته في أنحائي،
ليجمعني بك عبقُه.
أصَارعُ جنونَ السكون.
عندما تجمد نبضي في منّحرٍ،
مبطَّن بالحزن والشجن.
أردد كلامك في نفسي.
واسمك كإرثِ طلاسمٍ
لا تُنزع من فكرِي،
كتأويل عرافة تكتب.
عن نبوءةٍ تنطق بالأكاذيب.
عندما أتاها حديث قلبي.
بغضبٍ حَنون أصارع ظلك.
أصعد سماء سرابٍ مطمورٍ ،
لأبقيك بفؤادي.
وأراك في انعكاس عيني.
اللّهفةِ كغفوةٍ تداعب النعاسِ.
فَوقَ بِساطِ اليقظةِ.
لا أملكُ غير أبجدية شاعِرَة.
في حضرةِ ورقةٍ بيضاء .
أخترقت عذريتها.
لعلي أتذوّقَ طعم القصائد.
أركض وراء الحلم.
مهرولةً متسربلةً بشوقٍ،
ينزع ثوب آهاتي.
بين ضمةٍ تَخترق ذاكرتي.
أنكمش في مخدعي.
أدعو أنا جسدي المتعب.
أُلجم صفعات اشتياقي،
بدعاءٍ أَسرَجتُ له نبْضِي.
أشْحذُ صوتك
وأَحْصِيه في رُبَا ظِلّي.
21/1/2021
يجلس على دكة باب الانتظار
يحدق في الافق و في وجوه الأنام
سأله المارة .. من تنتظر بكل هذا الشوق و اللهفة و المرار
قال أنتظر من ذهب إلى حيث لا يعود
ترجَّل باشْتياقٍ هام صبا ** ترحَّل للعلا .. وافاه حبا
..
ترحل عن ديار كان فيها ** كبدر الليل إذ يمتد رحبا
..
ترحل للسنا قد شفَّ روحا ** وحفَّ ظلاله أُنساً وقربا
..
دؤوب بالصلاة همى اشتياقا ** تهجَّد ليله زلفى وأربى
..
وملء الكف تلقاه انبساطا ** ترى البسمات كالنسمات حوبا
..
فدى عينيه عاش العمر حرا ** وآلى أن يضامَ وخاف ربَّا
..
وآلى أن ينام بنير ذلٍ ** أبى يلقى شروق الشمس غربا
..
أبيٌ عاش لم يرض امتهانا ** ولا طاش النهى ألفاه صبا
..
تصدى للعدا ما لان عزما ** تصدر للسهام صدرن شهبا
..
وبسم الله وافاهم نفيرا ** وما ارتجف المدى بل خَفَّ صَوْبا
..
إلى الرحمن في جنات خلدٍ ** يطير إلى العدا زحفاً ورَكْبا
..
أسودٌ كالجبال سمت ثباتا ** وحسب منية زادته حَدْبا
..
وحسب منية فيها حياةٌ ** وبالإقدام تُصْلى البغي رُعْبا
..
ففيه العز والتمكين حقا ** وحسن الذكر من قد رام رََغْبا
..
فإما في الجنان جنان عدنٍ ** وإما يصطفي أهلا وصحبا
..
كفى فضلا ثواب الله خير ** وأجر شهادةٍ أصفته تِرْبا
..
أيا رباه أتحفه بخلدٍ ** وهبه الرشد إحساناً وعُقبى
..
على خير الأنام سما صلاةً ** فزده الله رب الناس قربا
.
جلساتي مواعيد
خائبة خاوية فاشلة
لم يعد للفراغ
أن يطيقها
سأنتظرك... سأنتظرك..... حتما
ولو قليلا من
الصبر على جمر
من الاشتياق
فمنذ ذاك العمر
يا حبيبتي
وأنا على أرصفة
تلك الشوارع
انتظر وأنتظر
وكلي على
قيد الانتظار
عودي يا صغيرتي
أرجعي لقلبي
فكم ضحكت
كثيرا ...وكثيرا
حين اكتشفت
أن إبتسامتي
تستر فقط
عورات الضياع
-----------------------
وإذ بي ..
أعدو عارية
على جسر منصوب فوق هاوية
عَرَق بارد
يتصبب من جسدي ..
الصرخة تكشف كل شيء
لاعب النرد المهزوم
الريِّس المروؤس ..
أقدام اللاجئين الغارقة في الطين..
دعاة الحلم والرأفة
اكذوبة العودة..
الرماح المسدلة في انقضاض هائج
القاتل المقتول بفعلته
شوَّهت جثته البهائم ..
وذاك المتربع على أريكة الحرير
بهيئة الساخط
يرعبنا الوعد ..
يا " ..ريِّس.."
ومزاح البحر الطائش..
- كيف تحول تاريخنا أضحوكة
وقادتنا مهازل ..!!!!؟
ريِّس سابق واخر لاحق
المنزلة رفيعة..
لكن الوجدان ظالم ..
تمثالك البرونز يختال ..
طويلا..قوياً ..
ينتصب أمامنا كالجلمود
يقبض بهراوة رصاصية رائعة
لو حملتها...
لتكسَّرت يداك ..
ربما ستائر قصرك ثقيلة
جدرانه المحملة بالنفاق
سودتها الاخبار ..!!!
حتى النظرة من عيون الصغار
..تٌصادِر ..!!
فيا اخي العربي الجذل
معقل الروح " ياوطني "
أربتْ على كتفك
فما فوق البكاء ..بكاء
جثث القتلى تتجول في أزقة بغداد
واِربتْ على كتفي ..
حدثني ولا حرجِ
عن الأمطار الكريمة
التي عصفت بالمخيمات السعيدة
ليس هناك أكثر جدِّية
مما اقول " الآن ياريِّس"
اليوم لك وغداً لنا
من " الشام " إلى " بغداد "
من " فلسطين " إلى " اليمن"
لأرض اجدادنا الموغلة في القِدم
- أما لهذا السلم الملعون من نهاية ..؟؟؟
أعطني لجوءاً " سيدي "
قد ضاق عليّ وطني
الترسانة العظمى بانتظارك ..
شٌلَّت يداك ..!!!!!
-------------------
22/1/2012
اسطنبول
أنا لست بجراح القلوب
أحبك تكفي وزيادة
لإرسال اليمام من دمشق
إلى صدري
أريد أن أحبك
والأماكن تتهيأ لحضورك
والحب يزهر في قلبك
ويفوح في صدري
ونكون معا داخل هذا القلب
في أي مكان تحت ظل الياسمين
تعرفين ياسيدتي
عندما أرسم أحبك
ظلها يؤصل إليك
مجدنا في الحب
نسلك أقصر الطرق
ونراها بالقلب أطول
فكلما مرت من طنجة
قافلة للحب تتبعها الورد
وأحلى كلمات الحب الطرقات
و أحبك تزهر في دمشق
ياملك القلم يابوصلة الفجر
عند أصابع يديك تتفجر نعومة الحب
تستسلم شهرزاد لبوحك الوردي
فتتوقف الأصوات على مشارف الهاتف
فقط لغة هيامك تستولي على قلب شهرزاد
وتنصاع لنداء الفجر
فتتكسر الحواجز
وتتمزق الستائر
وتنجلى صلاة العشاق
في محراب ملك القلم
ويتم الإعتكاف داخل بوابة الخصوبة
متسلقا قبتي النهدين
مستسلما لقدسية الحلم الوردي
تتساءل أنفاس سطوري
هل للوفاء مواسم...؟
لا...؟
كيف تأتيني إذاً
بغتة... على حين شوق
تتفقد الإحساس
تعدّ علي دقات القلب
وتقيس جريان الأنباط
ألم يراودك حدس
من توق...؟
وأنت ترمم مفاصل
الأنفاس
ألم ترى أن ضوعك
هناك
بين سكون وحيرة
صخب ورقاد
أتلمس عثرات الصدى
نعوشاً على أكتاف
نسائم موت
لآلاف حكايا
وسير غرام
غزلها القلم ولم يخلص
جفّ الحبر موؤداً
خلص خيط الوداد
بقيت الحكاية هكذا
شرخ على نافذة
لحنين
ومزلاج مكسور الخاطر
وصدىً لأنين
غشاوة حداد على بقايا
من زجاج
تتلاعب بها الريح
يمنة ويسرى
وزئير ذكرى معصوبة
العينين
يحرق دخانها
أنفاسي
فأين مني مواسم الوفاء
أين ربيعها
أضغاث آلام
تزهر أشواكاً لا تثمر
يحبو القلب بين مواسمها
رث الخطى
والشوق اعتراه المشيب
أتت رياح الغياب
على شموع الوصال
صار ذاك السؤال
في دنيا الغياب
وأنفاس السطور
طعماً لأسماك فراق
أبحثُ عن رصيفٍ غيرَ مشغولٍ
كي استريحَ ، لعل الصدفةَ تسعفني
لأجدَ قطعةَ خوفٍ
متروكةً لا تعرفها أصابعُ اليأس
أعالجُ فيها آمالي العليلة
فوقَ سررٍ حافية .
في الجزرةِ الوسطية
أدركت أني لا انتهي ابداً
لأنني من صنعِ قلبي بامتيازٍ خاص .
في رصيفٍ أصلع
راودتني فكرةٌ ، ماذا لو كنتُ امبراطورا لكلِّ العالم
لرميت الاطباءَ في المحيطاتِ طعماً للفقمات
لانّهم الوحيدون يشخّصون الأمراضَ
نحنُ في الأزقةِ متأرجحون ، نريدُ أن نموتَ على سجيتنا
من دونِ تشخيصٍ أو تنضيد..
———————
البصرة / ٢٤-١-٢١
وطفولة في الذاكرة
وأني سيد الخسارات
حين أنكسر كقلم في قدح
وجهت وجهي لقوس قزح
يا ملون الكلمات في فوهة الحزن لون فرحي
أنه العيد
ألف عيد كنت أضحيتا
وماكنت ملك الأراجيح
فمن يدلني
كي أمس الأبتهاج
كفرت بدمعة سالت
على خد أم منكوبة
بحقيقة لا تتجاوز
ليلَ ثائر ..
برأيٍ مشاكس يتوارى
خلف قناع ماكر
كفرت بالطريق الذي
لايؤَمِن لقمة جائع
بكل كاذِب غادر
جعل نومنا بكاء
وصحونا موت
وطريقنا عاثر
كفرت بغدٍ
ليس له حاضر
وبكل أمنية
وأمل ساخر..
شيء ..
أشبه بظلال الحكايات
خائف ..عذب
صوته شلال صاخب
يصقل الصخر ..
قٌبلتٌه مثقلة باللوم والألم
مبطَّنة بحزن الحقيقة
بشجن المعجزات
بيته القمر الفضي
سجين السماء
أمنياته بحر ومراكب ..
قادمة من كل البلدان..
شيء ..
اشبه بصعود الخمرة
الى رأس معتكفها
قَلَبَ العَالَم
و..أثملني..!!!!
صبور ..جميل
أورثني حسن الصمت ..
وبهجة الحلم ..
لغد ..قد لا اعيشه..!!!
كلما أعلنت العصافير زقزقتها الأولى
أشتهي جرح المسافة ..
أهلل لقشعريرة الشتاء ..
لوجهي المنقسم..
بين" اسطنبول والشام "
لسنين العمر الملونة
تركض بي..
حتى آخر نقطة ..
".. انتهاء .."
شيء ..
لا اعرف كنهه
هو نفسه وهو أنا..
مسافران معاً..
من الحياة إلى الحياة..
-------------------
18/1/2021
اسطنبول
المعذبون بالقهر
ذلك الليل العنيد
لم يمنحنا كغيرنا
من أكياسه المترعة بالاحلام
غير سخامه المتسخ
وكوابيسه المفزعة
ترهق نفوسنا وجلا
فنغمض عيوننا قسرا
في انتظار غد مشرق
يحيي ميت طموحاتنا
بدفء المنى
نحن المشردون بالغربة
المنبوذون بالكره
ذلك القدر الحاني
لم يمن علينا كالآخرين
من صناديقه الباذخة بالعطايا
سوى خنق أنفاسنا
بضنك الحرمان
فنلوذ بالجنون تارة
نرفه عن واقعنا البئيس
وتارة نحتمي بالتغاضي
عن علقم حياتنا المريرة
البرتقالةُ الزَّرقاءُ التي تأوَّجتْ على شواطئَ طفولتي النديَّةِ،و أنا كفراشةٍ تعشقها الرِّياضُ، وتتنقَّلُ على جناحيها غزالة الصَّباحِ، والتي هشمتها تياراتُ هذا العالم الباردِ و سلبتها ألقها رياحهُ المسمومةُ ، لا أدري كيفَ عادتْ إليَّ اليوم زاهرةً تبتسمُ ،حملتها إلى أرضي غيمةٌ مروجٍ سمحاءُ ترنحتْ بين عينيَّ ، حطَّتْ عصافيرها على أغصانِ مهجتي، غيمةٌ مطرزةٌ بالحنين ، تلبسُ معطف أمِّي، تتزنِّرُ بشالها الأخضرِ ، و تتعطرُ بأنفاس ياسمينها ، تضحكُ بين راحتيها زنابق الصبا ،أتراها أشواقُ أمِّي التترى ؟! أم دعواتها المقدسةُ وهي ترتِّلُ للإله ؟!
حتى انهالت مطراً على وجنتيَّ، و راحت تفتحُ أمامَ ناظري دفاترَ الماضي الدافئ ، وتنقشُ على لوح ذاكرتي صورَ أحبتي ، تحكي لي قصصَ جدتي الهادفةَ ونحنُ نتحلَّقُ كانونَ الشتاءِ ، نشرب حليبَ الطموحِ تارةً وتارة أخرى نحتسي حساءَ العزيمةِ ،لنقتلعَ أشواك الفقر التي تفترشُ دروبنا المقفرةَ ، ونبلغَ مرافئ الأمانِ
مرحى لك أيتها الغيمةُ البهيةُ، وأنت تكسرين عقالَ الظلمِ التي تطوَّقني ، وتقصين أمواجَ الحزنِ السَّافرة عنِّي، تضمِّينني لصدركِ الوارف الطهرِ ، و تروين أرضي العطشى للفرح .
لن أبالي بشظايا الحرب أو جمرِ القهر ،ولن أقيمَ في خيامِ اليأسِ السَّوداء و شفاهُ برتقالتي تسكب عصيرها السُّكري المذاق في كؤوس شعري ، و تلونُ ضفافي الشَّاحبة بقزح التفاؤلِ .
أدامكِ الله أيَّتها الغيمةُ الهدباءُ أغنيةً عذبةً، أزرعها في قلبي زيتوناً و أقحواناً
أقيمي بين رمشي والشِّغافِ ليكونَ الربيعُ جاري ، و ليسبحَ العطرُ بينَ حقولي
وقف الشاعرعلى الضفة اليتيمة لنهر اليرمـــوك فليس إلى ضفته الأسيرة سبيل، قريبا من التقائه بنهر الأردن فكــانت"الجولان " أمام ناظريه شمالاً وبحيرة" طبرية" على مرأى بصره غرباً فقال هذه الأبيات:
وقــــفت مُطأطِئا عُنُقاً وهامــــا ودمعُ العين يغلبني سِجامــــــا
وأرسل نظرتي فتعود حيرى ونارٌ في الجوى زادت ضرامــا
على اليرموك قد ناخت ركابي و أرسلت التحية والسلامـــا
إلى " الجولان " منكسراً أسيراً ولوبِعُلوِّهِ طـــــــال الغمامـــــا
فما ردّ التحية لهف َ قلبي أمن خجلٍ تُرى عاف الكلامـــــا؟
ولاحت أخته في الغرب تزهــــو بزرقتها فزادتني هيامـــــــا
فقلت وعبرتي تنثالُ حــــرَى ونار الشوق تضطرم ُ اضطراما
على" طبـــــــــريةٍ" مني سلامٌ أحمله ُ النوارس َ واليمامـــــــــــا
لهذا الحســـــــن عن بعد تبدَى وكفك بعدُ لم تمط اللثامــــــــــــا
على أعتابها قد هام قبلـــــي "أخو حلبٍ" وطارحها الغرامـــا
وغادرها إلى كافـــــور يسعى كحاطب ليلهِ يخشى ظلامــــــا
رأيت " الحمة " العفراء دوني ببطن الواد تأنفُ أن ُتضامــــــــا
يكبلها من الباغــــــي سياجٌ و فوق جبينها يحثو الرغامــــــــا
تطاول بيننا حَــــدٌ وجـنــــد ٌ وقالـــوا:- لا تُطل فيها مقامـــــا
وقوفك ريبــــة ومثار شكٍ فهذي الأرض قد صارت حراما
على أبنا ئها، وغدت حــلالاً لغاصبها فـيـــــــــوسعها انتقاماً
إلى " حرمون " قد يممتُ وجهي وفـــــوق الرأس قد عقد العماما
أيا شيخ الجبال فدتك روحي أسيراً قد وقفتُ له احترامــــــــا
يلوم وحـــوله الاّذان ُصمٌ فلا يدري لمن ُيزجي الملا مـــا
وحلتْ خلفه " حوران ُ" نشوى ضفائرها مُذَهبَة ً تسامـــــــــى
تداعب سهلها أمواجُ قمح ٍ فتغمره رواء وانسجامــــــــا
تألق وجهها الحنطيُّ صيفاً وأشرق ثغرها الزاهي ابتساماً
وقفت ومِلءُ نفسي همهماتٌ من التاريخ أذكُرها لمامـــــــا
تحفزني وتلهمني ولـيـــــــدًا وتسمعني النشيد المُستهامــــا
أطير لوقعه طرباً وشوقــــــاً وأنشدُ لحنه ُعاما فعامـــــــــا
"على اليرموك قف واقرا السلاما" وقلَد فوق جبهتهِ وسامـــــا
فخيل الروم قد نكَصَتْ عليه وولت تذرع الأرض انهزامـا
سل" الواقوصة " الحمراء عنهم وكيف تجرعوا الموت الزؤاما
وسل " حطين " عن نصر مبين ٍ أعز الله فارسها الهمامــــــــا
فليت الناصر المنصور فينا وليت خيوله تطأ النيامـــــــــا
يا صديقي
لا تسأل أين الطريق
ولا تحاول أن تفهم
ولا تناقش سواد الليل
فلم يعد لدينا شيء يقال
لم يعد لدينا إلا الصمت
واستحالة السؤال
***
فوق سماء المدينة
القمر مخنوق بحبل من حرير
والسماء ملبدة بالغيوم
ولم تعد السماء تشتي علينا
لم تعد تبكي ,
يا صديقي
صارت كل الأشياء هباء
والليل طويل , طويل
***
أعواد المشانق يا صديقي ,
منصوبة على الطرقات
مزروعة داخل الكلمات
والبنادق تحصد الرؤوس
والأحلام مقتولة
وملقاة على الرصيف
وصارت كل الأشياء هباء
وقبض الريح
كل شيءٍ هراء
***
يا صديقي
الليلة شتاؤها طويل
قلا تفكر كثيراً , ولا تسل , ولا تجادل
المناجل تحصد السنابل
في هذا الزمان الغريب
اختلط الحابل بالنابل
وعلى قارعة الطريق
أحلام مخنوقة في الصدور
ومقتولة بالمستحيل
***
في هذا الزمان يا صديقي
كل شيءٍ مباح
حدائق التفاح تترنح
فوق أمواج الممكن والمتاح
وزنابق الحقل تموت
طيور تهاجر تبغي الصباح
وترحل , تهاجر تبغي المستحيل
زنابق الحقل تموت
وحلم مستباح
كل شيءٍ يموت ...
***
ها أنت تمضي , في هذا المساء بمفردك
تمسح دموع قصائدك
وحدك يغسلك المطر , وحدك
في شوارع المدينة الخالية
الخاوية الا من ثلاثة وخمسون
تمشي على الأرض الوعرة
تجلس على مقعدك الرخامي
وحدك تدخن بشراهة سجائرك
تشاهد وجوه المارة
تلوك عيون الدهشة
تبحث عن ابتسامةٍ
تتفتح ثقوباً بالية في جدار الذاكرة
تجتر الذكريات الغابرة
والبحر خلفك في سكون
تبحث عن نقطة ضوء
تدهسك خطاً مسافرة
قدرك أن تحيا هنا
كل مساءٍ تنزف
حتى آخر خيط للحرف
على الطريق
***
أنت في خريف العمر
مدينة أنت تضج بالغرباء
كل مساء تنزف
فماذا عساك أن تفعل
ماذا عساي أن أكتب
وماذا لك أقول ,
والجرح لم يتوقف عن النزف
حدائق النرجس ترحل
تهاجر تحت جناح الليل
فيبتلعها البحر
والعمر راح سدى
وطار في الهواء
****************
طهطا ــ سوهاج ــ مصر
اعتزلتُ الأفراح
أذكر أن مقامي
بين زفر و عبرة
أسلمتُ العنان للشجون
يقال لي باشق،
في الهوى أركبُ المجون
يسحر لحظيَ الغواني
و يهزم رمشي الجفون
قيل لي:" أدمنتَ الهوى
حتى غدتْ أنفاسك
عن جرعةِ الحُلم لا تحيد
فإذا ما غابت
أو مفعولها انتهى قطّعت الشرين والوريد
صرتَ انفعالا ينبش قبر الذكريات
ينفخ الروح في الرميم
تقهر نحسك العنيد
فإذا بك مدمن
تتعاطى خدرا رقميا فريد "
يتراءى ليَ الليل و هْو يلوى ذراع الصبح
يغرق النور في صديد
يسدل الستار على ركح الوصل
يضع يد الابتسام في عقال من حديد
يزرع الهجر
لينبت الشوق سهادا
في سرير النوم الشريد
يفصم الورد عن فقار
تبكيه أكمام ،
قبل الفطام يهيم العطر ليقضي شهيد
وكم قيل لي ....
قيل :أنت الوامق
تسمع الوهم تناغي الجنون
قلت : عفوا ..
إنما أنا ، أنا...
و قد أنستني سكينة من أكون