ظل وجهُ الثلج يزاحمُ الريحَ إلى أن وصل إلى نافذتي... فأطل َ من خلف الزجاج مختالاً مزهواً بجماله فأذابَ عنه بخارَ انفاسنا اللاهثة ِبحثاً عن حفنةِ دفءٍ خلف أبوابٍ موصدةٍ بمزاليجَ من عظامٍ بشريةٍ.....
وقد أُصيبَ بالخيبةِ حين قابلتُه بإبتسامتي الصفراء الشاحبة ورأى أننا لم نلبس ثيابنا الجديدة الصوفية التي كنا ننسجها من خيوط القلوب الجذلى وعلى سنانير المحبة حول مدافئ الأمنيات الجميلة في ليالي الشتاء الطويلة خصيصاً لعرسه الابيض....
وأن الروائحَ المنبعثةِ من مداخن بيوتنا ليست رائحة قلي حلوى افراحنا بقدومه فما هي الاّ رائحة دخانِ مواقدنا التي رمينا بها آهاتنا مع أغصانِ أشجارنا العتيقةِ والغاليه .... وأن أغلب الوجوه التي كانت هنا تحتفي به قد صادفها في موطنه الاصلي على القطب الشمالي من الأرض.....
فمن إذاً سيقيم له الأفراح َوالليالي الملاح....
ها هو يقدم ثوبه الأبيض هديةً لتراب الأرض علَّ حباتِها تكون وفيةً للحياة ِ أكثرَ من قلوب البشر...