جاءَ من أقصى الحديثِ
على بقايا رجلٍ بقدمٍ واحدةٍ
وسنٍ منفردة
تلوك اللومَ بفمٍ منخورٍ
قبل أن يلبسَ الضوءَ
إبانَ شحوبِ القمرِ
يدورُ حولَ ظلِّ القبيلةِ
وشيخِ الشعائرِ..
حدثني عن الوباءِ
الذي شربَ الغيثَ كلّه
تحت مرأى الغيومِ الرماديةِ
وعن الهدهدِ الذي يَطْعمُ النجومَ
حلاوةَ الليلِ المقطوعةِ من روحِ ( النواب )*..
جاءَ يقنعني
أنّ أبسطَ له السّجادَ
كي يشتري من سوقِ النخاسين
خردةَ المفرداتِ التي تستترُ بالعراءِ
ليصفَ لي آخرَ حالةٍ في البلادِ ،
وفرارَ الضفافِ من قواربِ النهرِ ،
والكاتبَ الذي يعتصرُ العُري
فوقَ حراشفِ الأبدانِ
لأنّه سيكتبُ مقالاً
عن استغفارِ القذائفِ
عما جرى للسيقانِ..
لا لائمٌ لمنجلٍ يستبيحُ الجنيَ
من غير السلالِ
في موسمٍ تطاردُ الفراشاتُ
كهولةَ الضوءِ بوجهِ المشكاةِ..
بقي العمودُ خالياً
من ذلكَ المبسمِ الذي يفتتحُ الريقَ
كلّما تتبعثرُ اللقمةُ في جوفِ المقالِ
بينما تفصّلُ الأقلامُ
من أكياسِ القمامةِ أثواباً للأحلامِ..
يجبرني على التندرِ
بالتنورِ الفارغِ من حرارةِ الجوعِ
وأقرأ على الملإ
خطاباً مثقوباً بمسامير الوقوفِ
وسطَ القرارِ
لأنّه في خاطري
لا ينطبقُ مع بوصلةِ
هذا العائد من الاسفارِ
حتماً سيعبرُ على قناطرِ صمتي
إلى ديارِ القفار..
البصرة / ١-١٠-٢٠١٧
* الشاعر العراقي مظفر النواب ومن قصيدته الرائعة
( روحي )..