أبحث عن موضوع
السبت، 30 مايو 2015
مأتم الأزرار.......................... بقلم : عباس باني المالكي /// العراق
حين جاءت الحرب
بلا سماء
ذهب أبي إلى سواترها
ذهب ولم يعد
فتشنا في كل القوائم
الشهداء والأسرى
لم نعثر على أسمه
فسُجل مفقودا
وقد انتهت الحرب
منذ أعوام
ولكنها استعرت
في بيتنا
فأمي قبل ذهاب أبي
خاطت أزرار قميصه
ألا واحداً نسته
ومن يومها
أخذت تحدثنا عن ذنبها
وأهمية هذا الزر
في حفظه من الأقدار
في الحروب
و...و
واضطررنا لإرضائها
بتشييع هذا الزر
إلى المقبرة
وإقامة مأتم عليه
تحولت أمي إلى إبرة
تخيط كل زر تجده أمامها
ومنذ تاريخها
لم نستطع أن ننزع
قمصاننا
لكثرة أزرارها
وإبرة أمي مازالت تخيط
حتى ذاكرتنا.....!
وأبي مازال مفقوداً
في أزرار أمي
إلى أين يمضي الوقت...................... بقلم : حسن ماكني /// تونس
إلى أين يمضي الوقت...
ههنا سحابة صمت...
وهناك ......
حفيف خافت...
يداعب غيمة....
ولا صوت....!
..............
إلى أين يمضي الوقت....
لا أثر للربيع في المدينة....
لا أثرللبوح في جدول الماء....
لا أثر للعطر في الياسمين....
لا أثر للدمع في عين السماء......
لا أثر للخطو في الأرصفة.....!
..............
إلى أين يمضي الوقت....
ملاذ الفراش أحجية حزينة...
والحقول سراب.......
تصحّر و تصحّر.......
بركان قاتم........
والذكريات عذاب......
.............
إلى أين يمضي الوقت....
وسنين العمر أرجوحة حالمة...
لا تنثني لعلامات الوقوف....
ولا تروم البقاء.......!
..............
إلى أين مضى الوقت....؟
أين شدو البلابل....
أين ارتجافات اللقاء....
أين الحنين.......
أين تاهت همسات المساء......
أين العهود الوارفة ......!
أين صهيل الحب في الدماء.....!
أين بسمة الفصول في الأمكنة....؟
أين.......؟
أين ......؟
وكيف غازلك السكون.....
فَسَكنت لسطوة الوقت.......!
ههنا سحابة صمت...
وهناك ......
حفيف خافت...
يداعب غيمة....
ولا صوت....!
..............
إلى أين يمضي الوقت....
لا أثر للربيع في المدينة....
لا أثرللبوح في جدول الماء....
لا أثر للعطر في الياسمين....
لا أثر للدمع في عين السماء......
لا أثر للخطو في الأرصفة.....!
..............
إلى أين يمضي الوقت....
ملاذ الفراش أحجية حزينة...
والحقول سراب.......
تصحّر و تصحّر.......
بركان قاتم........
والذكريات عذاب......
.............
إلى أين يمضي الوقت....
وسنين العمر أرجوحة حالمة...
لا تنثني لعلامات الوقوف....
ولا تروم البقاء.......!
..............
إلى أين مضى الوقت....؟
أين شدو البلابل....
أين ارتجافات اللقاء....
أين الحنين.......
أين تاهت همسات المساء......
أين العهود الوارفة ......!
أين صهيل الحب في الدماء.....!
أين بسمة الفصول في الأمكنة....؟
أين.......؟
أين ......؟
وكيف غازلك السكون.....
فَسَكنت لسطوة الوقت.......!
في نهاية هواجسي .................... بقلم : محمد حذية /// العراق
في نهاية هواجسي
أستفاقة حلم اخير
ولد من يتيمآ
حبلت به الهمسات
الغريبة خلف جدار
الصمت المتصدع
جاءت به بعد
غوايات ليل ساكن
كانت في رأسي
ذلك المساء الثمل
كيف هربت تحت
جنح الظلام
كنت مترنحآ بالهذيان
اطارد وجوه غائبة
تسبح في دخان
افكاري كالفقاعات
لم يترك لي
الزمن غيرالأزاميل
التي تهدم تلك
النصب في رأسي
لم تبقى لي
ذكرى تطل
بين الأوهام
التي امتلأت
بها دهاليز
روحي
جدي ..... انا وهو ................. بقلم : جواد الشلال /// العراق
..
.
تلك الاوراق الصفراء الباهته ..
تركها لنا اجدادنا بالتناوب ...
ربما سبعة عشر جدا وجده ............. سطروا بها بعض من ذكرياتهم ...
كانوا يحبسون دموعهم بسدود ... خزنوا الدموع لنرثها طازجة
ساخنة ...................... منسابة على مدار العمر
ومعها تجاعيد متقدمة ...................................................................... تبدا عزفها من الصبا
وتركوا لنا ضحكات واسعة ..............................................................
حين يضحك جدي ملء شدقيه
غابة من الماء والشموس والاسماك
تبان في فمه من اسنانه اللبنية حتى لسان المزمار
كل الخضروات الممنوع عليه زراعتها ........................ خوفا من تهمة (الحساوي)
واصفرار منقطع النظير ................................. من التبغ المغمس بالطين
( جكاير لف )
الذي يبتاعه دينا .. من (عطارية حمود )
وترى في مساحة فمه ... تلك الارض التي يزعها بمقاسات مكيال الشيخ
...
اه ... ارى دائما بساتين رمل ... تضحك مرارة .. لعصفور ضل طريقة بها صدفة
وتسمع ضحكات صغيرة .. مثل براعم نقية
كان يشكو لعمه (السركال )
هموم غبشة وماء وطين وشلب
هم غبار العمر وشحة القهوة (والتتن)
.......................................................و (دخان البطل )
....
......................
..
يتردد على ...... (الملا)
يارب علمني كيف احفظ................................................................................ سورة ياسين
كان يتلكأ بها كثيرا
ويحفظ نصف .................................................... الفاتحة
وجدتي ...... تحفظها بطريقة مقلوبة
كان مؤمنا كثيرا ............. ويشكو
حتى غاب النهار
لم يسمع بعده
مهر ذكرياته حين لعق اصبعه
وبصم بالماء
...
لمن اسلمت قلبها ..................... بقلم : ابو حسين الفتلاوي /// العراق
متجمعون
يتهامسون
من سرق العطر من الورد
عن يديها.. من فتح القيد
من اضاف لها حلما الى الغد
عنقاء… لم يدنوا منها احد
بيضاء ريقها شهد
واثقة.. كأنها وتد
لمن اعطت العهد
لمن اسلمت قلبها
من كان ذلك الفهد
كيف اصطادها
يالحظه المنفرد
ماعهدناها عاشقة
ماذا حل واستجد
حزينة كانت منذ امد
طلقت الدنيا الى الابد
سماؤها مطر ورعد
ليلها طويل وسهد
نومها قليل
حلمها نكد
من اعطاها مدد
ادخل الفرحة لعينيها وشهد
باتت طفلة كانها في المهد
تبتاع لعبة
تربط شعرها جدائلا
تقفز.. كأنه لايراها احد
من ادارت له البصر
من تمكن من حدودها وانتصر
ياترى.. من لحزنها بعثر
ياترى.. من في قلبها قد استقر
الغوص خارج الدائرة المفرغة .. قراءة في مجموعة الشاعر عباس باني المالكي (التسول في حضرة الملك) .............. بقلم : د. صدام فهد الاسدي
بدءا أضع هذه الورقة النقدية للإفصاح عن تجربة شاعر يخضع إلى الوزن قبالة الانفلات من القافية فقد غاص في المعاني غوصا دافئا وجاءت قصائده مطلقة مقفاة بإيقاع داخلي مرة وأخرى
تنساب نثريته نحو الأكفاء أو الإجازة كما سماها العرب قديما متبرما في الشكل من ضيق القافية حاسبا ثقلها وقيدها وفقر قدرتها التعبيرية واقفا في دائرة الفن ولا أؤيد من يرى أن القافية تعد ثقلا فلها جمالية لا تقل أهمية عن المعطيات الجمالية الأخرى وهي ليست حروفا مهملة مصطنعة كما يظن البعض بل أنها حياة للنص الشعري واجد الشاعر المالكي أباح لنفسه تحررا من القافية والانفعال ومشى في انسيابية عذبة دون أن يسقط في دائرة النموذج الغربي كما يفعلون
السؤال كيف يتمرس الشاعر بصنع فكرته ويوصلها إلى المتلقي في بداية تقول:
اذهب نحو نزيفي فهذه الشوارع
لاتستوعب صهيل الخيل51
مشيرا إلى حضارات مزيفة في فضاءاتها يسميها:
منتظرا انتهاء حضارات الضفادع51
ثم يصرخ بصوت عال دون وجل وتردد:
ولصوص بلادي
يكنسون في جيوبهم حتى النفايات78
ويبتهل ليوسف عليه السلام مرمزا باحثا عن الخلاص وملل الانتظار:
يوسف رجع إلى أبيه باكيا
ينشر قميصه على أبواب مدن غفت88
ويتحسر ضجرا حين يرى مدنه قد أينعت أرضها بلون الشرايين من دم الرقاب المذبوحة مشيرا إلى خراب المدينة وتعفنها من لصوص الزمن :
في مدن صبغت ارض وجهها
بلون الشرايين فأينعت للازهار91
كأني أجد الشاعر المالكي عباس باحثا عن لؤلؤة مفقودة في أعماق البحر وهو يتسول في حضرة الملك باحثا عن مهيمنيتن اسميهما الرماد والجياع ,ولا أظنه مشتعلا رماده مهما نفخ وهو القائل بعظمة لسانه:
فلا نافخ النار
ولا سيف ابن يزن 34
ولو تمعنت في دلالة سيف بن يزن لكشفت سرا يدهم عاصفة الرمز التي خلقها الشاعر وقد أقع في الأسف قائلا إن المالكي قد أهدى مجموعته هذه للكثير وقد تصفحوها بعجالة وربما لم يقرءوها حتى الآن أما أنا وعذرا من ألانا هذه فقد استلمتها من طالبي العزيز الشاعر سراج محمد يعقوب متأخرة منذ مهرجان المربد وحتى يوم 6/6/2009 جاءني بها مراقبا في قاعة الامتحان فاستللت من أوراق الطلبة الزائدة تلك الصفحات وبعجالة كتبت هذه الورقة النقدية وحين وصلت إلى البيت أسرعت للكتابة عنها وأقولها بحق وأترفع عن المبالغة والمديح والنقاد يعرفون قلمي إن انتقاءاتي في مخاض عسير لا اكتب إلا لمن يستحق الكتابة واقسم لكم باني لم أر الشاعر ولا اعرفه شخصيا ولأول مرة أهداني مجموعته الشعرية ولكنني عرفته صاحب قول رصين واعتراف شعري لا مهرب منه
الغوص في مهيمنات الشعر
الرماد أول قدحه تنبض بالكثير وأقولها- ومع أسفي الشديد أن الشاعر المالكي قد أهدى كتابه للآخرين فمنهم من علقه على رفوف النسيان ومنهم من أعجب وظل ساكتا ومنهم من كتب ولم ينشر وإما أنا وأعوذ بالله من أنانيتي قد أسرعت بالكتابة عنه واثقا مما قلته فالشعر الصادق الثائر لا يحتاج إلى جواز سفر وبطاقة أذن من الملك الذي تسول في حضرته
تعال معي إلى بوابات هذا الاحتراق مهيمنة أولى و أبحر معي إلى فضاءات نصه مغلقا أو مفتوحا ما عليك إلا أن تقرا النقد كيف يقول قولته
قال الشاعر المالكي:
ارسم احتراقي عند صدرها
دون التحول إلى رماد 12
من هنا جاء الرمز للطفولة مكانا وزمانا والصدر محطة استراحة مؤقتة، بل أعلن عن احجيات خائبة طافحة بالأسى مركزة على الهدف الذي لا يدخل به الشاعر مباشرة إلى الهدف بل يأخذك إلى مسارات عذاب هادئ لا يفكر بإبعاده المتلقي التعب بل المتلقي المنتقم من فساد وخراب المدينة,ثم يستأنف قائلا:
كثر الرماد حولي ولم احترق
رميت رماد الأرض إلى السماء
ليتعرى القمر من جسدي 13
هنا لعبة الأحجية تكتمل في مستهل غارق بالشجن والشوق إلى صدر طافح والالتجاء إلى موقد نهائي تلك هي الخاتمة ومن هنا بدأت حكايته مع الرماد في احجيات مرمزة بالقلق الكثير والخوف من خراب المدن وقد ألقى ثقلها على امرأة هي إلام وهي ارض وهو يبادلها الاحتراق رفض أم أبى الاقتراب ولم تفلت من بين يديه لعبة الأوزان المتقابلة في استخدام ثنائيات الأسماء ثم الأفعال فلا يكفي الرماد الاسم فانتقل إلى الفعل:
حاولت مرة أخرى
رمدت حروفي في وجه الفراغ14
من هنا جاء مستهل بحثي الغوص خارج الدائرة المفرغة منطلقا من قضية هامة عند الشاعر المالكي وهي الرماد فما لذي يوحيه الرماد من انطفاء موقد غير مشتعل خفتت فيه أخر جمرة ومات ضوءه نهائيا أليس هذا من تداعيات اليأس واحتراق الذاكرة في متاهات الأشياء
فمازال يتعلق بالرماد قضية وهو يعلم بعدم وجود نافخ للنار المطفئة أبدا قائلا:
فلا نافخ للنار
ولا سيف بن يزن34
كلنا نعلم برمزه هذا ماذا أشار إلى سيف بن ذي يزن من صمت وهدر للثورة المنتظرة فلا نافخ نار في مدينته وهو يرجع إلى تراثنا يستل رؤيا جديدة من حكايات العرب أصحاب دم كليب وكيف دافع الكلب ومات في سبيل أخيه أما العربي فلا ينفخ في نار الغيرة بعد ولكن ماذا يفعل لدهاليز الإقفال المعتمة المتناسلين من شعائر الرماد قائلا:
فيبحرون في دهاليز الإقفال
يتناسلون من شعائر الرماد39
لقد طفح الكيل من رماده وقد استد قوسه وفارت عصبيته بعد هدوء لقد حول الفضاء المتخيل الرماد مكانا إلى فضاء ملموس فالشعائر طقوس لها إنسانها ومريدوها ودليل ذلك أن القانون ما يحمي الإنسان قد انتهك في هذا الوطن وهو الثابت وقد تغير وانحرف
فبيوت القضاة تحولت إلى رماد 76
ويقر أن الكفن لابد منه في رحلة الدنيا في اللحظة الأخيرة التي يكون بها المصير المحتوم:
من مرايا مكفنة برماد النهار 81
انظر إلى مجريات الانكسار المرايا تكفن فكم من مرايا كثيرة والناس لا ترى ولا تسمع فكيف لا تفزع المدن فلا تولد الأشياء مدفونة بل مرئية كالمرايا تكشف كل شيء والرماد هو النتيجة البائسة
حتى يعطي الرماد فضاءا بعيدا من الإجهاض ثم الطقوس ويلبسها أجنحة انظر قوله
لم يجد غير جسد
تحتضنه أجنحة الرماد 84
لقد ابتدأ بالماد بخيال وأحجية ثم حوله إلى شعائر وطقوس وأخيرا رسم له أجنحة وهذا يدل على أن الشاعر المالكي يؤسس لمفردته قضية شعرية تحتاج إلى فكر وتأمل وهو يبحث عن قارئ ومتلق يفه قبل أن يضع له الهوامش
ثم تحولت تلك الطقوس إلى طلاسم لا مفر منها عوذ تعلق على أكتافنا خلاصا من الشر والخطيئة :
والإنسان عاد من رماد الطلاسم إلى عرافين 100
لقد قال عباس شعرا صادقا وبني بناء ا شعريا مكثفا يحتاج إلى تأمل فكيف يصل الأمر بالأغنام إن يصبح صوفها من حجر
حين صار للأغنام
صوف من حجر
واجترت رماد روثها100
أنها الفجيعة حقا كيف نعذر الزمن من لصوصنا الذين حجروا الغنم في صوفه وهي تنام في مراعي الدراويش ليس تحلم إلا بغابات القصابين,
لهذا يحق للشاعر أن يقول
تسقط جمهورية الإنسان 101
فأين الحرية التي يسمون وأين الديمقراطية التي يقلدون وأين الأحلام اليائسة كل يمضي إلى حراس الجحيم وأجمل ما يهزني مسك الختام للعبة الرماد ذاك الوصف الرائع حين يقول:
حمل أثواب الغابات إلى رماد القرابين 156
هنا تنطفئ المهيمنة الأولى لتشتعل الثانية مهيمنة الجياع
المهيمنة الثانية الجياع
الجوع يتحاور في نصوصه متواضعا بلغة متماهية عاصفة في مسارب الجهل واصفا الجوع بمراتب متنوعة:
الذي استدار رغيفا في حلم الجياع37
فهل صار الرغيف حلما علقه الشاعر على وجوه المدينة الخربة
على أسلاك الجوع تشنق العصافير 38
لقد تحولت الصورة إلى فضاءات مرتفعة الاستدارة ثم الأسلاك وبعد إشارات التماهي الجمعي بلغة شعرية تدل على المشاكسة وعدم الصمت بل الثورة والتمرد على من يحرم الرغيف وهو حق ادمي لا مهرب منه صرخ الشاعر من يبكيني 52 انه يصرخ ولا يسمعه احد فماذا يعمل أيظل ساكتا والجوع قد عسكر في جسد الجياع:
في دولة الملك
والشظايا عسكرت في جسد الجياع 65
أقولها شاعرا وناقدا إن المالكي قد وفق في رسم صورته هذه وهو يربط فكرته قائلا/:
حيث يمر الأطفال
إلى خبز الجوع
دون أجساد 76
هذه مفارقة تتساءل كيف يمشي الإنسان بلا جسد أنها تعيش في زمن السلاحف وتشيعها براغيث المكان
قل أن الشاعر يعود بنا إلى الشاعر احمد الصافي النجفي متسائلا عن براغيثه وهي رموزه الطويلة في نقد لاذع
ولكن هل تحتاج هذه الصورة إلى تعليق كم كان يكتب قديما لنا صورة بدون تعليق قوله:
ويأتون من خلف العالم
ليمنحوا الجوع إلى الدمار 86
فكفانا جوعا ودمارا أيتها الأرض الخصبة كي يرمموا البلاد من الانقراض وكيف يفعل عندما أمسى الجوع مهيمنة تخدش الذاكرة في قوله:
جوع يخدش الذاكرة في العبور 108
وأصبح الجوع نزيفا طافحا في قوله:
باعوا أسلحتهم لنزيف الجوع والشوارع 112
لذا باتت الأصوات عالية معترضة متمردة ترتفع إلى الفضاء البعيد :
أصوات تردد جوع المساء إلى القمر 131
والى فضاء اقرب قليلا للمئذنة التي ترتفع فيها الأصوات ليس الأذان بل نداءات الجوع:
في جذور الأشجار
وتلبسنا الخوف من مئذنة الجياع 164
وبعد هاتين المهيمنتين قد تركت الكثير الجميل الثائر في شعره فلوطن حكاية عند المالكي ولكن أي وطن :
كل ما نكتب تبقى الكلمات عارية في الفراغ
إذ إن الوطن يتيم في قلعة المؤتمرات164
وكم أدهشني في نهاية مجموعته قائلا :
فليرسلونا إلى المقصلة نحن بلا رؤوس 174
وأقول أيها المالكي شكرا لقريحتك على هذا البناء الرائد والشعر النابض بالحرية فأنت لا تخاف في الحق لومة لائم فمازلت بلا رأس لا تخسر شيئا أبدا وستربح الوطن
قل كلمتك الصادقة فسوف يكتبون عنك عراقيا تغني للحقيقة التي متنا من اجلها جميعا وضحينا من اجل حرية وطننا بالكثير الغالي ولكن لا حياة لمن تنادي وأخيرا دعني أسعف مجموعتك بها الإهداء كشاعر لا يملك إلا الشعر رغيفا
حتى يئسنا نسمي أرضنا وطنا واضيعتاه فهل مرت بنا شبقا
وصايا الياسمين........................... بقلم : علي سلمان الموسوي /// العراق
أقتربْ من سنا السحاب
وعلى جبينِ الغروب
ارسمْ غيمتَك المفضلة
سأمطر..
سأمطر..
في كفيك
أغترفْ من مطري
كوبَ ماء
ليومٍ لا بيعٌ فيه ولا شراء ,
لا تغرقْ في البحر
إنّه لُجًّي..
أنّي قاربٌ صغير..
سأكونُ عصمةَ نورٍ كبرى
في ساريةِ الخوف ,
أشكرْ قطراتِ الندى
قد توضأت فيها البدور
وسبَّحتْ لعصفورٍ مغرد
قبل أن تصحو الطيور
و أغسلْ نعراتِ الآثام
قريباً..
من قِبلةِ العطور
وأعطني بسمةَ غرامٍ واحدة
سأهديك كلَ بساتينِ الزهور ,
تذكرْ خجلي..
وأغلقْ عيونَ الشوك في أملي
أنّها عطشى
تراودُ مخدعي
وترمي عبقي
لضراوةِ الريح
بعيداً عن قواريرِ الياسمين
قبلَ الذبول ..
أزرعني على وسادةِ الحُلم
سأقصُ عليك رواياتِ الحب
حتماً ..
ستكون البطلَ الوحيد
في غمارِ الليل .
أزرعني على وسادةِ الحُلم
سأقصُ عليك رواياتِ الحب
حتماً ..
ستكون البطلَ الوحيد
في غمارِ الليل .
ياسيد انتمائي ............... بقلم : جنان المظفر /// العراق
مستحيل
أنتَ ياسيد انتمائي
كن بنفسجة عمري
وخذني
لأسبحَ في هديلك
فأنا
أؤمنُ بالمستحيل
والغرابة
احتاجُ دفئكَ
وأنتَ تجددُ عمري
بلمساتٍ سحرية
تعبَ الحبُ بعيني
وشفاهي
تلك التي أمطرتْ
خجلاً شفتيك
تحدقُ فيك
لتعجن جسدي
في ظل قميصك
لكن صوتكَ أبعدها
ليس لي قلب
من ورق
فانا مازلتُ أرتدي
أنفاسكَ
وارفضُ أن احررَ
ذاتي
من عبوديتك
كان حبي صادقا
كما الاحتضار
الناسكـــــــــــــــــــــــــــــــــه ............................... بقلم : ابو منتظر السماوي /// العراق
أضنى الفؤاد غرام هذي الناسكه :: لا حب نجوى لا هيام وعاتكه
عبِثَت بقلبــي , بالمشاعر فاتكه :: وغدت تُسَيٌرني , لأمري مالكه
تمضــــــــــي ليالينا أراها حالكه :: وبعهدتــــي تلك الليالي هالكه
صَبراً أيا ملك الغرام أقلنَنــــــــــــــــــي
وأرع الذمام , فكم رعيتكَ سوسنـــــي
يا مَن علـى عرش الفؤاد تربعت :: بالتاج فــوق العرش ذاك تزيٌَنَت
وأحاطها أفواج جنـــــــــد تأهٌَبَت :: لدخــــول ميدان الغرام تكالبَت
والقاذفات بلحظها قــــــد جُهٌِزَت :: وحشود تنتظر الأوامر قــد رَبَت
وأنا الأسير وليس لــــــــــــي وِردٌ هَني
صبراً أيا ملك الغرام أقلننــــــــــــــــــي
أرسَلتُ وَفـــــــداً للتفاوض عَلٌَها :: عـــــن حربنا تلهو وتأمر جندها
لا يستبيــــــــــح ذمارنا وذمارها :: ولها بحلفٍ للتصالــــــــح أرعَها
وأنا الضمين أسيــــر طوع بنانها :: أبَداً فلا عنها أحيـــــــد , برأيها
فعسى بها أحظـــــــــــى أرى ولعلني
صبراً أيا ملك الغرام أقلننــــــــــــــــــي
نَحٌِــــــي رباعيات دفعكِ يا مها :: وإخفي بمشجبكِ السلاح تَوَلٌها
قومي أرمقيني نظرةً أصبو بها :: ولنرتقــــــي هام العلى وبهائها
وأقول يا نفس اغنمي بجمالها :: ولأحـــــــضَ منها بالوداد وصالها
وأتيه في بحر الغرام فخلنـــــــــــــــي
صبراً أيا ملك الغرام أقلننــــــــــــــــي
وأحاطها أفواج جنـــــــــد تأهٌَبَت :: لدخــــول ميدان الغرام تكالبَت
والقاذفات بلحظها قــــــد جُهٌِزَت :: وحشود تنتظر الأوامر قــد رَبَت
وأنا الأسير وليس لــــــــــــي وِردٌ هَني
صبراً أيا ملك الغرام أقلننــــــــــــــــــي
أرسَلتُ وَفـــــــداً للتفاوض عَلٌَها :: عـــــن حربنا تلهو وتأمر جندها
لا يستبيــــــــــح ذمارنا وذمارها :: ولها بحلفٍ للتصالــــــــح أرعَها
وأنا الضمين أسيــــر طوع بنانها :: أبَداً فلا عنها أحيـــــــد , برأيها
فعسى بها أحظـــــــــــى أرى ولعلني
صبراً أيا ملك الغرام أقلننــــــــــــــــــي
نَحٌِــــــي رباعيات دفعكِ يا مها :: وإخفي بمشجبكِ السلاح تَوَلٌها
قومي أرمقيني نظرةً أصبو بها :: ولنرتقــــــي هام العلى وبهائها
وأقول يا نفس اغنمي بجمالها :: ولأحـــــــضَ منها بالوداد وصالها
وأتيه في بحر الغرام فخلنـــــــــــــــي
صبراً أيا ملك الغرام أقلننــــــــــــــــي
خلجات في ليل ثمل ................بقلم : كنعان الموسوي /// العراق
يا أنــــتِ يا قـدَّاسَ ديــــرِ الرَّاهـــبِ
يا معبدَ الامــــلِ الغـــريقِ الغـــائبِ
..
سافرتُ في الذكـرى اليكِ حماقـــةً
مـــــا بيـنَ ارديةِ الظــلامِ الذاهـــبِ
..
فــــإذا المشارقُ قطَّـــبتْ نظــرَاتَها
شفقاً وغــــادرَها الطلــوعُ الكــاذبِ
..
وإذا الربيــــعُ بكلِّ ما يعني الشذى
مــــن بينِ احلامي كوهــــمٍ هاربِ
..
وإذا المَســاءات الحســانُ نــَـــوازعٌ
في الكأسِ تبكي فوقَ ثغرِ الشَّاربِ
..
وأنـــا الضـــــياعُ اليكِ، لا مُتنَفــَّـسٌ
آوي الــــيهِ لكـــــي أُريحَ ركـــائبي
..
أرنوا لأفقـــكِ من بعـــيدٍ والمــــنى
يأسٌ باعمــــــاقِ الأصــــيلِ الغاربِ
..
ويـــدي أرتعـــاشٌ لا أرى مُتشـــبَّثاً
إلّا ونازعــــني إشـــتهاءَ رغـــائبي
..
الهوّةُ العمــياءُ في طرفِ الدجــــى
قــــدرٌ يريــــدُ بيَ ارتـــداءَ نوائـبي
..
والمستحــــيلُ بما يشـــاءُ ودونــه
عــــيناكِ، يزبـــدُ بالفـــؤادِ الــذائبِ
..
لا شيءَ أشكـــوهُ إبتعــــادَكِ إنَّمــا
سَأعيشُ بعدَكِ مِلءَ شـَـــكٍّ لاهبِ
..
يا أنتِ، يا وجعَ الحــنينِ بمهــجتي
يا ســــرَّ آهــــاتِ الهـــوى بترائبي
..
تعويذةَ الطفلِ المهيمنِ في دمي
وملاذَ روحي من هجـــيرِ مصائبي
..
أنا لســـتُ أدري أيَّ نازلـــةٍ بهــــا
قدْ أرغمَ الدهـــرُ الكـــؤودُ مطالبي
..
فوقفـــتُ لا امسٌ هــناكَ ولا غـــدٌ
حتى أُريحَ على الترابِ حقــــائبي
..
من ألفٍ عــامٍ لا ارى ليَ ملجــــئاً
الا عــــيونَكِ يا جـــليلَ رغـــــائبي
..
فـ الى مَ أنتظـــرُ إرتيــــادَكِ ليلتي
والفجرُ طلَّ على اسـودادِ ذوائبـي
إذعان مجنون ....................بقلم : ستار الكعبي /// العراق
أيها القلب
ﻻ تزغرد.....أنت صدى مأتم
في عرس اللقاء
تترنح في باحة العشق
أنات البوح
تتكلس في الريح
وبعين الحول
تختلس النظرات
أنا أعرف .......
أن سراب الوهم
ﻻ يروي رحلة حب عطشى
كالبرق تمر
في أفق الخيال
دائما تمتطي
صهوة العبث
كيف اغادر دنياك
وتشظى حبك في كل جوارحي
مذ رمقت ابتسامتك
أعطيتك عمري
أهديتك عطري
شدة ورد
من عشقي المجنون
أذعنت لك
ثم رحلتي
دون استئذان
وبﻻ ذنب مني
كل محطات اﻹنتظار
سأفتش أسفارها
علني احظى
بحقيبة أنثى
عبق فيها من عطري
قراءات في دفتر الجنون ....89 (مسارات الماء)................. بقلم : عباس باني المالكي /// العراق
بشرني العرافون أن عيوني حلما مستيقظا على تراتيل الهواء الذي ضاق في تنفس مرورنا عند أكف الأقدار الممزوجة بعصور النسيان ...
قد كنت فيها الأبد وكانت تبحث عن اللحظات الفانية من أجنحة الزمن وتشرب أول المساء عندما تسقط النجوم بلا تأشيرة الأتي إلى مدن اللقاء حين البحر يضاجع سفن العزلة والانتهاء ....
لا يصل العشق إلا من تطهر من عصا الندم وأمن أن الروح لها موقدا واحدا حتى لو اكتنف العالم شرائع البرد وحتى وأن بعدت مسافات الحنين ..
فالدفء ليس ملامسة الجمر بل الدفء من يأخذنا بين ذراعيه كبشارة الحنان القادم من أعماق قرون الروح حين لا يصبح الجسد كشواطئ والانتحار على أشعة النيازك المتهمة بالتراجع عن قطرات الندى في بكارة نهارات المطر بل يصبح الجسد ارتجاف الشوق المتنهد بإغفاءة الروح على وسائد الحلم والأمان وتكون له لغة لا ينطقها إلا مع حنان جمر الجسد الأخر الواقف بين الأضلاع ليرينا شفافية الروح ...
دون الهجرة إلى الأطراف ...
هو التوحد إلى أن تمتزج حروف الأسماء بينهما ويصير الاسم الواحد الموحد دون جذوع
بل ألق امتزاج السماء على أسرة الأبد ....
لا يخفت الحب حتى وأن ضمرت النجوم في طريق الجسد ..
حتى وأن صار الجسد ملاذ النوارس التي تقتفي مسارات الماء في زمن العطش ...
حتى وأن انفتحت أبواب التيه للعمر المتأخر من احتراق الغابات ...
سأتوقف على ناصية العالم كي أراقب ذوبان القلب في الوجد الأول من إعصار الشهيق حين كنت أتنفسها كالهواء الوحيد للحياة ...
قد غابت عن عيني ترتدي ثياب قحط المسافات ..
لم تبق في داخلي سوى هواجس جمر أطيافها ...
مرة أقربها ...مرة أبعدها ...
مرة أحمل رأس النعامة في جرحي لأدفن أحلامي في برزخ وسائد الأرق وتصير السقوف علامات خيالي ، ولا تأتي الإغفاءة إلا والفجر يأخذ بقايا السقوف ويغادر ...
يصير الليل كتاب أوزع أرواقه على ارتجاف عيوني كأنها أشارات الانتظار لحلم يغزو في دول أقاليم نومي ....
أنام النهار وأنا أمسك بيدي أرق الليل الطويل كأنه صرير الرحيل باتجاه المنفى...
أسير في دروب الحدائق وأنام دون أجنحة الحمام ..
لعل غدا يأتي دون أطياف الأرق ....
أغفو دون إصرار الذات على أنها تعيش بدمي ..
أغفو كأني أثنين ..
وأغفو ...
أعتذر مني......................... بقلم : علي الدليمي /// العراق
اعتذر لخاطري عن سوء فكرة تتكرر!!
تسرق التفاصيل
من بطون الهوامش ..
والعناوين تسألني
بتجاعيد الحروف القديمة
بم تفكر..؟
ف تفتي شيوخ العناد
على أوراق شهوات الشعر
أرجموه بما أمتلأ
من عري الحروف
وساء تفكرا..
رغم أتهامي بأسراف التأمل !
ما زلت أبرر للجرف
مغزى توقف القصب وسط الموجة
وهو يبث للريح شكواه
أنا سأبقى ذلك الغريق وسط الهواجس
أبحث عن فكرة تتلعق بها
أسبابي
فلا أجد
سوى أمنية معلقة بخيط
على طرف نجمة ..
ويظل يقتلني تساؤلي ...
هل لي بمساء لاتعبث به الظنون..؟؟؟
وحبات مطر سقطت من معطف السماء
تتكسر على جرداء روحي
لتشرئب منها
أواخر سنبلة سلمت من فم المناجل ..
أبحث عن فكرة تتلعق بها
أسبابي
فلا أجد
سوى أمنية معلقة بخيط
على طرف نجمة ..
ويظل يقتلني تساؤلي ...
هل لي بمساء لاتعبث به الظنون..؟؟؟
وحبات مطر سقطت من معطف السماء
تتكسر على جرداء روحي
لتشرئب منها
أواخر سنبلة سلمت من فم المناجل ..
النشيد الأخير ............................ بقلم : راسم العزاوي /// العراق
مازلت اعصر في دروبك
كل كرم طيب
خذيني اليك
قناديل منقوعه بالنجيع
اعانق فيك اشتعالي
اوحد فيك الناس
ووجه القمر
لأرسم لك
منفى يليق بهذا العذاب
وضعنا معا
فرقتنا الدروب
كلامك يعبث بي
ثم يبعثني
فيك لحظة سري
وفي عقلك استقره
وعيناك حمامتان
اطلقتهما في فلكي
وعلى وجهي حماقات السنين
اتبعيني في ظل دربك
ادخلي نشيدي
وأسكني جسدي
قال لها .....................بقلم : كويستان شاكر /// العراق
قال لها
عيناك
قالت لي حكاية
توسدت بنظراتك
زمنٌ تاه بهدبها
قالت لي
عن حنين
وشوقٍ دفين
حكت لي
كيف لم اراك
من زمنٍ بعيد
حكت لي
عن دمعةٍ
سكنت ثغرها
عيناي قالت
أانت سيدة العصور
تعالي واسكني
بين جزرٍ
لرؤيتك تسمرت
ااعيني هذه لي أنا
أم عينٌ في سمائك
شعراْ غدا
……
قالت له
رأيت سهاماً
من عينيك
مزق وتر
قلبي
رأيت فيهما
دوواين شعري
وسكينة روحي
رأيت فيهما حناناً
وجزراً وشطآن
لايخالجه أي ريحٍ
ولا انسان
رأيت فيمها
نبع الضياء
وقمراً أضاء
ليالٍ داجيات
الإنسان والحياة ........................... بقلم : كمال عبد الغني /// العراق
الإنسان والحياة
أديم الجماجم سؤال
الفراغ سؤال
الحياة محطات
للقلوب قبح وجمال
الحرف لناقشه مرآة
اليراع مدن وترحال
الورق ساحاته سجال
ليس كل مايسكب به يقال
السيف منال وأكثره يكون خبال
البحار والصحارى سؤال
بداخلي الهوس والممرات
لحجرات تمتد على المدى الطويل
للأنسان مجال بكل الأحوال
في اختيار المسارات
لإيجاد الحلول إن كان عنده عقل
الحب سؤال
والله محبة بدوام الحال
ارضنا كفاء الخيرات
لم هذا القتال
ياإبن آدم المختال
ربما الجواب عند الراسيات
أو عند إله عادل
الجمعة، 29 مايو 2015
النازحون (إلى الشاعر نامق عبد ذيب) ........................ بقلم : عباس رحيمة /// العراق
لهم في كل خطوة
آهات من الندم ...
كلما اتسع الأفق بخطواتهم،
ضاعت أحلامهم !!!
يمطر الصمت خجلا
من عيونهم...
عندما يطرقون ابواب الغير
المح بريقا من التوسل
والندم...
خيبة تسقط الكلام من الشفاه ..
يعبرون على أيامهم
إلى المحال ..
تاركين المدينة
خاوية!
تعج بها الريح
وتعبث بها الأيادي..
صناديق إسرارهم
تفتح أفواهاجائعة !!
الكل يعرف
إذا فتح الباب
يقرأ تعويذة
ويقول
آمانة الله ورسوله......................
النازحون
عباس رحيمة
قصة قصيرة: (هذيان امرأة تحت زخّات الرصاص).......................... بقلم : سوسان جرجس /// لبنان
كان غروباً خريفياً.... الطريق فارغٌ إلا من بعض الجماجم المخبّأة تحت الورق الأصفر.... أشجارٌ جرداء يابسة على الطرفين.... إنّها تحمل بعض الغربان المنفية من بلادها...... هناك، عند آخر مرأى العين، كنيسةٌ عتيقة.... تهدّمت بعض زواياها.... ربما كان ذلك من آثار التحرّر البشري.... تحرّر الإنسان من الإنسانية!!
الآن! الآن! إنّي أسمع صوت جرسها.... يبدو الصوت خافتاً حزيناً.... ربما هو يستقبل جثماناً نَطقَ بالحقِ فقنّصته يدُ الباطل.
ما لي أتمَهَل، كأنّي لا أريد الوصول؟!..... إلى أين؟ مَن هناك؟ ماذا دَهاني؟ ماذا جرى؟
أطلَقتُ رجليّ للريح أريدُ أن ألاقي المكان.... ربما سأجدُ أحداً!......وصلت....لا أحد... لا أحد.... وحدها مواءُ الهررة استقبلتني .... هررة سوداء تنظر إليّ بعينٍ حولاء.... إنّي أرى أنيابها.... شعرت أن تلك الأنياب أكبر حجماً من المعتاد وأكثر حدّة ولمعاناً .... أتكونُ هذه الهررة جنيّات عاهرات؟!!
صرخت... صرخت بجنون.... بجنونٍ هستيري..... ربما أردت إخافتها وإبعادها من طريقي..... نظرت.... لا أحد.... لا شيء.... ربما كنت أتخيّل!!!
دفعتُ الباب بيدٍ ملؤها الإعياء والهذيان..... كانت قدميّ مثقلتين.... جررتهما وارتميت هناك على السرير.... هناك كان يُفترض أن نكون اثنين كما في السابق.... لكن! أين هو؟ لماذا رحل الى البعيد وتركني هنا وحيدة؟؟!!
خارَت قواي.... ربما رحت في غيبوبة... لا أدري كم من الوقت.... لكني استيقظت وليلة ظلماء قد أسدلت ستارها.... تقوقعت في زاوية السرير... خفضت رأسي كي يستريح فوق ركبتيّ.... بكيت... بكيت حتى تبللت شفاهي بماءٍ مالح....
رفعت رأسي على مهلٍ ورأيتهما.... كانتا تتحدّثان همساً.... ربما كي لا تنتزعاني من عالم آلامي السرمدي.... لقد كانتا تشبهاني إلى حدّ التماهي.... أحدهما عجوزٌ تقاذفتها السنين، فأهمل الدم شرايين وجهها، ولم تهمل الذكرى أثراً إلا وخبّأته في عينيها.... الأخرى كانت طفلةً صغيرة..... ربما حملت من العمرِ ثمانية.... لكن ستستغرب إذا قلتُ لكَ أن العينين الصغيرتين العسليتين قد حمَلتا من الأوجاع البكماء ثمانين.....
نظرَتِ الصغيرة ناحيتي بشيء من الأسى.... ثمّ أمسكت بيدِ العجوز وقالت:
- يا أماه! ما بالُ ليلى حزينةً باكية؟
- حزنُها من حزني يا بُنيتي!
- الحاضرُ مخيف؟؟
- المستقبلُ مظلم!!
- فلتكشفه بمشاعلِ النور!!
- لقد اغتالوا النور.... وما أبقوا سوى خفافيش الليل!
- أليس في الماضي من ذكرى تنير القلب وتنفي الهمّ الملتهب بالدمامل والقروح؟؟
- الماضي ذكرى مليئة بالحب.... ولكن الذكرى تؤلم!!
- وما الحبُ يا أماه؟
- الحب هو الماء المقدسة التي تعمّدنا، فيبرأ ما فينا من جراح نازفة!! لكن..... لكنّ الحب بات اليوم منفياً من بلادنا... لقد حملَ قيثارته المقطوعة وهام في الصحراء!!
- وماذا بعد؟ ماذا بعد؟ (إرتجف صوت الصغيرة... ربما من البرد... وربما من الخوف). أستموت ليلى بعد أن مات الحب؟
- وما الغرابة في ذلك ما دامت بغداد قد دُمّرت، وسُجِنَ الوطن خلف قضبان المؤامرات الخارجية والطائفية والفردية المستفحلة في داخل البلاد!!!
خفضتُ رأسي وبكيت... بكيت دمعاً شفافاً شعاعياً.... الدمع بلّل شفتاي.... فتذوقت به طعم دجلة والفرات.... وشممت منه رائحة طالما تنشقتها يوم زرتُ بيروت المنكوبة!!
في تلك اللحظة، تمنيتُ لو كنت أهذي.... لو كان ما مرّ كابوساً..... رفعتُ رأسي هذه المرة لأرى اللاشيء.... اللاشيء كان النهاية..... وأنا كنت بداية النهاية....
كلّ ما مرّ لم يكن هذياناً.... لكن!!.... لا أحد في الغرفة غيري..... العجوز وابنتها كانتا وهماً؟؟!! لا!! ربما رحلتا خوفاً !!..... خوفا مما وممن؟؟؟
خيّم السكون على الغرفة الشاحبة .... كل شيء كان أصفراً.... كاصفرار أوراق الخريف.... إنّه ينذر بهبوب ريح عاتية و.............
فجأةً.... صوت بنادق ومدافع تُسمع من بعيد.... إنّها تقترب.... تقترب أكثر... أكثر.... لم يعُد يفصلني عن مصدرِ الصوتِ سوى الجدار الذي حارب بقوة ليحميني ....بدأت أركض .... يميناً.... يساراً.... صوب الغرفة المجاورة.... ناحية الباب الخارجي....
سدىً ضاعت كل محاولاتي..... فقد بدأ المنزل ينهار.... إنّه ينهار كما انهار يوماً حبيبي مدمّى في وسطِ بغداد....
وبعد شهر.... ربما أكثر.... فتحتُ عينيّ لأجدني فوق أحد الأسرّة في إحدى المستشفيات.....
وبعد أن تعافيت.... نُقلت إلى إحدى المصحّات، حيث قبعتً أنتظرُ اللاانتظار وأحلم باللاحلم.
(سوسان جرجس)
بسطت يدي ............................ بقلم : سعد المظفر /// العراق
أبسط يديك أبايعك أمير الورد
بسطت يدي صديق العطور
تصحو عيوني عليك خفيف المنام فامنحني سماء
فتاء التأنيب تلون زرقتها
شممتك
تضوع
لمرات تضوع وما اكتفيت
أمير الحدائق دقيق السواقي
دقة مفرطة تمارس استعراضها
تفاصيل أكثر في الختام
بصمة نحلة تركن نظرتي
مددت يدي للخلاص ...يا معجزة لذيذة العسل
ببطء مددتها على التفاصيل
على ستر الوريقات
وما يستر الضوء بالظلال
نور ..تماماً كابتهاج
المهتز من النسيم يشف الفرات
وذ يدي نخلة
من بلاد النخيل التي تهز العذوق
فهزي يدي المصافحة لما تورقين
هناك الغناء جنوب الحزن
ستعلن دولة الحقل
فاحتكمي واحكمي
على الضفاف حلم أشجع النقاء
تفتح الفجر على ندى طرية
على الصندوق الذي تخفين فيه جواهرك
بلادي الأشد انتظار
والقصب الوحيد مثلي
أشد همس لنقطة ماء
لورد كلنا نبايعه على اخضرار أو جفاف
فرتبي النهار قرب العناقيد
قبيل الصلاة وبعدها
لنحيي عدالة العطور
موت ...................... بقلم : حسين عنون السلطاني /// العراق
ماء آسن يملأ غيمتي
تمطر رائحة جثث متعفنة
فتورق كذبا ونفاق
وخراج جرح متعفن
____________
بركتي على ضفافها موتى
يغادروها ليلا
يطوفون حولي بدون اكفان
ويرددون
موت... موت...موت
________________
استباحو الارض وقتلوا حكواتي التاريخ
بعظامهم يرسمون
ورود الربيع
بلا ربيع
ويقتلون عصفورا على وشك ان يغادر
يسرقون صوته
وعشه
وانثاه
ويدفنون ...مع رائحة الموت... اسمي
نبيذُ الحروبِ الغائمة ........................ بقلم : كريم عبد الله /// العراق
أسكريني حدَّ التماهي في نبيذِكِ الطافح رعشةً تتجمّهرُ حولَ زوارقِ الوحشةِ ........../ وتسرّبي منْ حكاياتِ الحروبِ الغائمةِ التي عكّرتْ قدومَ أفراحنا ........./ عمّدي مدنَ الشمسِ بــ بقيّةِ الأمانِ المتلألىءِ في الطرقاتِ البعيدةِ حينَ ينخرها قلقَ الأحتضار ......................../ وطهّري الشوارعَ الهاربةِ منَ ( الهاوناتِ ) العشوائيةِ تتسلّلُ الى أقفاصَ الفصول ..........!
لـلــ الآنَ أخيطُ ثقوبَ جثث مسلاّتي النازفةِ سنابلَ تغاريدٍ لا تنضجُ في زمنِ الشهوةِ ....../ أتحاشى الهراواتِ المبطّنةِ أناشيداً عاقرةً تدّعي المغفرةِ ............./ وأشتلُ أنّاتَ الفراشاتِ في رمادِ القبحِ تتدفّقُ شهداً وطِيبةً ..............................
ما لــ وجهكِ شاحباً تعصرهُ ( خلّاطاتُ ) المنافي يشربهُ المدجّجونَ بــ السيوفِ ..................../ وعلى جسدكِ العاري تنقسمُ المآذنُ الراقدةِ على بيوضِ النفاقِ تلوّحُ لـلـ الأمس ......................../ و مصيرنا معلّقٌ كــــــــــ ( جسرِ الجمهوريةِ )* حينَ هوى مخذولاً شاهداً كيفَ تتساقطُ الخيبات ............. !
وحدكِ منسيّةٌ وأيد كثيرة تتزاحمُ على أبوابكِ تحشُّ عرائشَ العنبِ مِنْ على غيماتكِ ....................../ و القلنسوات الصدئة عادتْ تنزرعُ مِنْ جديدٍ تنطبعُ في لغةِ الخراب ...................../ وأنتِ تمطرينَ تنهداتٍ تلهثُ مرعوبةً في هذا المدى المزكومَ بــ صهيلِ الحرائق .......................... !
حاصرتْ حدقاتكِ الهاوية وغرقتْ بــ الدموعِ حتى القناطر البعيدة .........../ كلٌّ يدلو دلوهُ يرسمُ أقاليماً مطعونةً في خاصرةِ عرشكِ .........../ والقرابين تنتظمُ متراصةً تنتظرُ دورها في الطبِّ العدلي مكتومة الرغبات ......................................!
لانريدُ ديناً لايحبُّ الصباح ..................... بقلم : شلال عنوز /// العراق
..كانت النوارسُ مذهولةً يوم أمس
..حيثُ الضُّحى مَشنوقاً يتدلّى
................من أعمدة الجسر
..مَداخنُ الكراهية تبثُّ عواصف دُخانها
............لتبتلع كلَّ صبحٍ يولدُ خديجاً
..المدنُ الحرائق تتناسلُ فيها نارُ الفرقة
..يوقدُها غريب أصفر الهطول
..................حملهُ جُنحُ ظلام التِّيه
.........حيثُ تشتّتَ الجمعُ وادلَهمَّت النفوس
..............................التي غادرتها الضمائر اليقِظة
....................مقطوعة الساقين تهذي فتاوى دينٍ جديد
..الغدرُ شيطان تُحرّكه أراجيح الغباء
..يحملُ كلَّ تواريخ أزمنة الذّبح المُمَنهج
...يُمَنّي العقول المَمسوحة الذاكرة
........بفتحٍ من ديجور
..كانت النوارس تشربُها الحَيرةُ
...وهي تُحلّقُ شرقاً وغربا
...في أفقٍ من عويل
.........بين (مكّة) و(الكوفة)
..أينَ أنتَ يامُحمّد؟
..أينَ أنتَ ياعلي؟
..أغثنا ياغياثَ المستغيثين
..دمُ (عمّار بن ياسر)يهرولُ في الصحراء
..........يُطاردهُ عطشُ( الفئة الباغية)
...وأنين (بن الأشتر) ينقله المدى حاملاً نفثاته
......برغاف مسموم يوميء الى اغتيال نهارات الحقيقة
..وصوت(بن أبي بكر الصدّيق) مازال يستفزُّ ذاكرة الزمن
................وهو يُدفعُ حيّاً لمواقد الموت
..................... موضوعاً في جلد من عار ولعنة
..وهذا نداءُ(أبي ذر) يطوف في أقبية الزمن المعتوه
...................مُنطلقاً من (الرَّبَذة) يلوّحُ للفقراء
.......................بارتداء الكرامة وقلع جدار الجوع
...........................محذّراً طغاة الأمة
...........................مُعلِناً أنّ الدينَ المعاملة
.............................الدينَ العدالة
............................الدينَ الحبَّ والسلام
..كانت النوارسُ مذهولة
.......تسبحُ في فضاءٍ من بكاء
................تستمعُ لثرثرات التاريخ المشوّه القراءة
......................................المُحتّضِرِ النّقاء
...أَعربٌ نحنُ يجمعنا النَّسَبُ؟
.............أَم نحنُ سلالات غدرٍ ؟
......................عَواصفُ دمار؟
.....................بِرك ُ بلادة وغباء؟
..................ندينُ بدين غير دين محمد؟
..ايها الحاملون رايات الدين سفهاً...دجلاً
.........المُدمنون على جزِّ الرؤوس
........القاتلون الأمل..القصائدَ ...الغناء
..لانريد ديناً أحمرَ يفرّقنا
..لانريد ديناً لايعشق الصباح
..لانريد ديناً يرقصُ على جثثنا
......في متاريس القمامة ...مكاتب الصيرفة
.............يذبحُ أحلامنا في أسواق الخيانة..الجهل...البلادة
...فنحنُ أجيالٌ تغنّي للحياة
........مفتونة بالصباح
........تزدهي بخضرة الربيع
......مُورقة بالأمل...بالعشق...بالأُمنيات
..خُذوا دينَكم, دين الموت وارحلوا؟
.......................................................
النجف : 28-5-2015
رسائلي......................... بقلم : حسن ماكني /// تونس
لتعلمي يا سيدتي بأن رسائلي....
لم تكن لهوا...
وما كانت يوما نزوة عابرة...
كتبتها بمداد القلب تارة....
وتارة تكتبني دمعة شاردة...
............
............
فلما هذا التعالي....؟؟
ولما هذه القسوة الآثمة؟؟
...........
اليوم سأتعسّف على الورد...
سأتعسّف عن الأغنيات...
سأعتذر للفرح....
سأعتذر للوعود....
سأعتذرلكل الفراشات الحالمة....
اليوم سأقتصُّ لوجع الحنين في الذاكرة
............
اليوم سأعلن عليك الصمت...
حدادا لكل رسائلي المهملة...
وإن يكن قد قسوت....
فلتجربي حرقة الشك...
لهيب الوجد....
حين يسكنك الأرق...
ذات شوق في ليلة قاتمة......
نداء الكروان.......................... بقلم : ليلى عباس /// العراق
بحثت عنك سيدتي في كل مكان
في نور الشمس في الغابات
في عبير الورد والبستان
في نسمات البحر والأنهار
بين الأشجار والوديان
في قوافي الشعر الخضراء
بين قصائد الشعراء
في عناقيد العنب الحمراء
بين حبات الرمان
في بريق كل النجمات
تحت أمطار نيسان
بحثت عنك سيدتي...
في ألوان الطيف السبع
في ذوبان قلب الشمع
فوق أجنحة الطيران
في نداء طيرالكروان
بحثت وبحثت سيدتي
لن ألقاك في أي مكان
رغم البعد وكل البعد
وجدتك بالدم والشريان.
سندريلا الجديدة ................... بقلم : هيام صعب الصفدي /// سوريا
سندريلا الجديدة
مجنونة أنا
في الحب والهوى
عاشقة ﻷمير
وأهوى اﻷساطير
سأعود أدراجي
وانتعل حذاء
الحلم...
وأمسك بيد أميري
لنحلق
نحو القمر
لن أخاف...
انتصاف الليل
ولن آبه ..
لتصادم العقربين
سأوجه أحلامي
لتداوي لسعهما
وسأركب العربة
الفاخرة
وأرسل أهدابي
حارسا"
يقود عتم الليل
حتى...
ينبلج الفجر
لن أمتثل ﻷمرك
ساحرتي
ولن أعود ﻷحمل
مكنستي
ولن....
أرتدي فقري
سأعلق حلمي
بذيل نجمة
وأحلق معها
حتى أصل البدر
سأمتطي الخيال
صهوة
وأجمع اﻷحلام
لجاما
وأسابق النور
ﻷصل إليك
أميري
ونرقص على أمواج
الغيم
حورية وأمير
وإلى حديقة
المرجان
وبكل اﻷلوان
نعبر الزمان
ونطوي ماكان من
أﻻم
ونسكن قصر
اﻷحلام
سندريلا الجديدة
أنا
أميرة
أتوج في قلب
أمير
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)