كلّما أوغلتُ فيكِ يَعتريني الشّكُ منكِ
كَم تَطوفُ الروحُ حَولَ الذّكرياتِ .
كَم يَجيءُ الوحيّ ُ والألهامُ حتّى
أسكبَ الأسقامَ مدّاً في دِموعي القافياتِ .
أذكريني كلّما طالعتِ نجماً في السّماءِ .
كلّما زفّوا عَرائِس
أو رأيتِ بَعضَ شبّانِ المَدينة
في عيون نَاعِسات ِ.
أذكُرينِي ثم إنسي مَالحياة .
أنّني شيدتُ قَصراً في الرَبيعِ
سُندسياً والشمسُ جاءت بالطلوعِ
يَعتلي شُرفاتهِ عُشّي حمامٍ
ثُمّ ضَوءُ الشّمسِ يَأتي
شَاحباً في كُلّ فَجرٍ أو صَباحٍ
يَحضنُ الثّوبَ الّذي فيهِ رَقصتِ
ثَوبَ عُرسٍ في رفوفٍ أمتلأت بالذْكرياتِ .
أنفضي عَنها غُباراً من سنينٍ ماَضياتٍ
أذكُريني ثم أنسي مَالحياة .
هَاهُنا حينَ ألتقينَا
لاعبَ الرّيحُ هَوانا
حينَ طَارَ الشّالُ منكِ طارَ قَلبي
يا ألهي هَذهِ حوريّةٌ
أم مَلاكٌ في أعاصيرَ تَهيّأ .
هَاهنَا كنّا سَويّاً واشترَينا طَوقَ وردٍ
تَحتَ شَذراتِ النّدى ذَاكَ المَساء .
كُلما أوغلتُ فيكِ
يَعتريني هاجسُ المَاضي البَعيد .
ذِكرياتٌ من خَلايا الحبّ في دمّ الوَريد .
أرتِجافٌ في سِويداءِ القلبِ كالطّفل الوَليد .
أذكُريني كَي يَعودُ الحبّ غَضّاً من جَديد .
هَذهِ روحي سَتهذي
أو يَتيهُ العَقلُ فيكِ ثاملاً حدّ َ الجِنون
أذكريني سوفَ أنحو كلّ آفاقِ الفَضاءِ .
وَ سأرمي النفسَ في بعدِ المجرّةِ
سَوفَ يَرويكِ صَباحي لِلمساء .
سوفَ أجتاحُ الليالي ذَاكراً ما كان منكِ
من بَقايا الصّيفِ دفئا للشِتاءِ .
ياوُعودا خالفت كلّ الوعودِ
أذكريني كلّ لَيلٍ في القمرِ
في هِلالٍ يَستفيق .
في الرّسائلِ في البريدِ
في النوافذِ في مَصابيحِ الشّوارعِ .
أذكُريني وأقنعي إنّ الحَياةَ.
لاتَعود ُ... لاتَعود ُ. .... انتهت