تاريخ المراة اكثر انواع التاريخ الذي تنطبق علية مقولة { التاريخ يكتبة
المنتصرون والاقوياء } فمنذ بداية عصر الحظارة تقريبا .. منطلق سيادة
النظام الأبيسي وتراجع وتقهقر أوضاع المراة الشعبية ...تولى الذكوريون
كتابة تاريخ المراة على مقاسهم ... حيث انتقوا منه ماراقهم وتجاهلوا
واسقطوا وحرفوا ماشاءوا .. فلم يصلنا في الاغلب الاعم منه الا ما كان يخدم
مصلحة الرجل ..وحتى ذالك النزر القليل الذي وصلنا فجزء منه قد اتلف ضمن ما
احرق من الكتب والمكتبات بفعل الصراعات السياسية والحروب وما بقى على
ندرته يصدق عليه قول الشاعر معروف الرصافي في التاريخ { رأيته ... التاريخ
... بيت الكذب ومناخ الظلال ومتجشم اهواء الناس اذا نظرت فيه كأني منه في
كثبان من رمال الاباطيل قد تغلغلت فيها ذرات ضئيلة من شذور الحقيقة ...وأنا
اليهم أبرأ الى الحقيقة من التاريخ , ولكون المراة كانت أكبر ضحية لتكدس
الثروات في يد الرجل ولسيادة النظام الابوي المنتصر , وأكبر ضحايا نظرة
المتأسلمين الظلامية لعصور ما قبل الاسلام ,, الجاهلية ,, فاءن تاريخها كان
أكبر أنواع الفكر والمعرفه تعرضا للتصفية أو على الأقل للتشويه والتزوير
على المستويين المعرفي المنهجي .. والأفظع من ذالك أنهم جعلوا المرأة تؤمن
بمسألة التميز بين المرأة والرجل وتمررها للأجيال بداية من تفضيل ولادة
الذكر على ولادة الانثى ... وبعدها التميز بينهم في التربية المنزلية
والمدرسة واللعب ... لقد دأبت الكتابات التقلدية , النظرة الى المرأة على
انها صاحبة الخطيئة الاولى , وناقصة عقل وأنها أفعى وشيطان ومصدر المفاسد ,
وليست لها روح إنسانية وتركها على حريتها يهدد سلامة الرجل والحياة ,
لذلك وجب الحجر عليها وسجنها وتحقيرها وردعها واستعبادها وقتلها حتى ..
وحتى المواقف الذكورية المعتدلة حيث الرجل يعتبر المرأة انسانا فان ذلك
يكون بشروط , منها اجبارية خدمتها وخضوعها له والتزامها بأوامره وعدم
مغادرتها للبيت مخافة ان تعيث في الارض فسادا ... وقد استمرت تلك الصور
النمطية للمرأة وتجذرت , حيث ان الباحث عندما يقف على تلك الكتابات يجدها
كمعلقات العصر .... لكن الصراع الازلي المستمر لااحقية المراة في الحياة
الحرة الكريمه ومشاتركتها الحياة حالها حال الرجل مكنها من اخذ مكانها
الطبيعي وحتى ولو بشكل نسبي وحسب وعي المجتمع والسلطات النافذه ... انبرت
تقارع في سوح الابداع الكوني متقدمه في وعيها الذهني مستله ارثها الحظاري
المتراكم وقدرتها المتناهية في مسك تلابيب الانجاز الكوني ... من عصر
الالهة النسائية الى مضامير الابداع الاجتماعي والانساني والجمالي وحتى
الفروسية والشجاعة الفائقة في سوح القتال ... التاريخ لن يغفل انتاجها
الادبي في تاسيس الصالونات الثقافية وحسب عمر المقطع الزمني انذاك وتسميته
... وورشة العمل والمصانع التي انشاتها تاريخيا ويرجع ابتكار العطور
والمكياج الى المراة تاريخيا ... عقلها متقد وشغفها في تلقي علوم التكوين
والنشوء والانصهار والتفاعل مع ما ينتج من مشغل فكري تقدمي حظاري يخدم
ويبني الانسان والانسانية في تسابق وحث الخطى نحوه مسرعا ... من يتوهم في
التميز الجيني بين الانثى والذكر هو استعلاء ونضرة دونية للمراة ... لم
يغادر عقل البداوة الظلامية والنقص في تكوين شخصيته الانهزامية امام ماينتج
عقل المراة من ابداع كوني ... اثبت المراة عبر العصور هي الضمان الاكيد
والحتمي لااستمرار الحياة وديمومتها والقها وابداعها وجمالها ... الضمور
والاضمحلال في عقول بعض الرجال الذي يعامل المراة كملحق خدمي وشهواني
وغريزي انما هو قصور في نشوء عقليته وشخصيته ... المراة قوية ومنتجه وفاعلة
... لها فيض واسع من الحب والحنان والرقة والعذوبة ... يجب ان يحترم ويقدر
لايحتقر ويستغل ضعفها وتكوينها الجسدي الجيني ... ان مقياس تقدم الامم حرية
المراة المنضبطه لاتعنيفها والحط من قدرها واستغلالها وخضوعها واهانتها
... لاخير في امة نصفها في المطبخ ....
{ حســـــــن نصــــــــراوي }