استسلمت مقاهي المدينة للرتابة، تائهة أحلام روادها بين دخان اليأس،
يمر الربيع بلا زهر، عقيم تشرين بلا مطر،
ولا يزال الرواد يرتشفون القهوة على نخب الملل،
رمادية كل الألوان، تشحذ فصلا جديدا،
الكل يحلم بمفتاح يفك به طلاسم الحظ المترنح في حانات الفشل،
وأنا المكبلة بأحلامي، أراها تغرق يوما عن يوم في بياض جدب،
لم يثمر سوى الانتظار!!
يولد الفجر كل يوم راضعا حليب الأمنيات، ليكبر ويصبح ليلا
يسدل ستائره السوداء، يشبعنا سهادا حتى الألم،
سكك القطار منذ أعوام، تراقب بصمت حقائب الراحلين،
تئن ، ولا أحدا يأبه بها سوى صمت الأرصفة أمام سياط الجليد،
زوايا المدينة تعج بالغربة، أجراس الخيانة ترن بلا انقطاع!!
تؤثر صديقك على نفسك،يفتق ابتسامتك بمخالب الخبث،
ترتق له آلامه، يرميك في أول سرداب،
لم يعد في مدينتي سوى الغرباء، ترمي لهم بسكر الوفاء، يذيبونه في سواد نواياهم،
أمطر يا فصل الرجاء أمنيات محققة، عل العصافير تعقد معاهدة صلح مع أنغامها،
في الانتظار، لن أكف عن الرحيل،