جاء سفاح لبلدي وقال:
هل من مخبر عن الأحوال
فالتف حوله اشباه الرجال...
وضحكوا ضحكة تهز الجبال
فأسر في نفسه وقال:
طريقك طويل في بلد الاوغال
ونصرك قريب مهما طال القتال
لأنك في بلد شعاره الاحتلال
وخلوه من الشجعان والابطال
وفي تلك الأحيان والأقوال
صاحت امرأة بصوت عال
يا وطني لو عرفوا تاريخك ما دخلوك
وما نشروا فيك الظلم والقتال
فبلادي عزيزة يا فضلة الرجال
فحكمكم جائر ومقطع الاوصال
فتاريخ وطني لا تمحه الاهوال
فما زالت الغيرة على جبين ابن الخال
ومازالت النخوة رداء الاعمام والاخوال
فضم يدك الى جيبك يا قليل المال
فأنت لم تباع بدرهم في سوق الرجال
وتستحق الرجم بالحجارة والأدغال
فكلكم سفاح ومنافق ومحتال
قتلتم بحقدكم شعبي ودمرتم الديار
وصال الغريب في البلاد وجار
وشردتم الكرماء في وطني والاخيار
وبتم تعزفون على نفس الاوتار
ولكن لا بد من إتيان الحساب
وسنقول لك عذرا فبقاؤك في بلدي صار محال.
فتاريخ وطني ﻻ تمحه أهوال