كفٌ فــرات وكفٌ دجــلة عـــــــذ بُ
كفـان من راحتـيــها الـمـاء يـنســكــبُ
كفان مبـسوطتـان الفـضل جـودهـمـا
كي يُغـدقَ الكـون والأزمـان والسَغــبُ
كف رمـت مـاءها ، الإيـثـار غايـتـُها
حتــى أفـاضـت به جـوداً وهم شربـوا
كم بــايعـتــك أكف لا عــــهـود لـهــا
هم يـكتــبون ويـمحـو الله مــا كَـتــبـوا
*****
خـفـّت موازيــنـُها والحـرب جـائـعـة ٌ
إذ زادُك الله والـقـرآن والنــسـَــــــبُ
أطعـمـت أهـلك زاد الأنـبـيــــاء ومــا
زادوا عـليـك فأنــت الـوحي والكـتــبُ
كف اليميـن شِــمال الجـيـش تـكسـرهُ
حتـى تـدك يـميــناً ســامه العـجـــــبُ
كنـت الثـبــاتَ وكان المـوت مقـتـربـاً
لا يرهـب المـوتَ من للمـوت يـقـتربُ
قد كنـت جيشاً وكانوا الفرد فارتهبوا
فـيــك الكتــائــب أشـــلاء ٌ وهــم إربُ
غيـث اذا ضامئـوا حرب دعـوه روى
منـهم سيوفا فيُـطـفى الجمـر واللهـبُ
ليث بسوح الوغى ان أُضرمـت لهبـا
جـمــع تــبـدَّد ... مغـلـوب ومضـطربُ
نـلــت الأمـــان ولـم تـأمـن لأن بــهِ
ذلا لمـن أمنُهُ في النــــاس مُغــتـــرِبُ
ما طقـت صبـرك محمـومـا وتــقهـرهُ
حتـى تـنــازلَ موتـا فيـه تـُحـتــسـبُ
في العين يـنفـذ سهمُ الغـدر مُختـرقـاً
لكـنـمـا بـيـقـيـن تـُـخـرقُ الحُـجـــــــبُ
في كربـــلا ضُمِرت عيـناك فانبجست
عـيـن تجـلـّـــت فــلا شــكٌ ولا ريــــبُ
أرخصـت كـفـيـك إكـرامـا تـصافـحُهـا
كف الحـقيـقة إذ تـعـلـو بـها الـرُتـــبُ
غـصّت مآقـيـك في مـاء الفـرات كمـا
غـصّ الفــرات بحـرّاس بـه وثــَبـــوا
قـد قـلـت للنـفـس هـوني لاوُرُود َإذن
إلا المـنــونَ كـمـا فـي وِرْدها العــتـبُ
ها قـد مزجـت دمـا بالمـاء فارتسمت
في الطـف ملحمة في قصِّـها العـجــبُ
فالجـود بالنـفـس إرث فـيـك ذدت بـه
عن راهـب فيـه ديـن الحـق يَعـتـصِبُ
والرايـة ارتـفعــت مـادمـت تحمـلـُـها
فـوق المنائر إذ تـزهـو بها الحِـقـــبُ
بـدر سَـموت ، سـماوات بك اكـتـملت
السبـط شمـس وفي عليـائه الشّهُـبُ
هـذا الفـرات يـتــوق الجـودَ منحـنـيـاً
دهرا يـسبـّح إجلالا لـمـا يــجــب *****
للسبـط كـنـت بأرض الطـف حـيـدرةً
جـنــب النـبـيِّ كمـا للآن تــُُنـتــد بُ
ناديــتَ فـيهم وهم صم يُـســـاق بـهم
عُمْيٌ ، جهـنـم تطـويهم بـمـا كسَـبــوا
حتـى دعـا فـيهم سـبــط النـبيِّ .. تـلا
آيـاً من الـذكـر عـنها كـلهـم رَغِـبـوا
فالديــن منـتـهـك والحــق مُســتـلـَبُ
يـا بحـر يـا فخـر يـا نبراس يـا ذرِبُ
الحـزم والعــزم والأخلاق والمُثــلُ
والعــدل والـبـذل والإيـثـار والأد بُ
والصدق والعـشق والآيات والخُطـبُ
نهـج السماء الذي جـاءت به الكتــبُ
قد فاض في الشهداء الثـابـتـيـن هــمُ
الواهـبــون صـدورا للـقـنــا تـَـثـــبُ
القاصــدون فـنــــاءً في الحسيـن لـذا
كأسَ المنـون بـه في الله قـد شرِبـوا
من هامة فـوق رمح شاخص نُصبـت
للشاخص الفـوق هام المجد ينتصبُ
الجــود تـرعـاه كـف فـيـك مـُشـرَعة
للوافــديــن ونـهـر خـــــالد عـــذِبُ