أحملُ رأسي
فوق رأسي
في موكب
جنائزيٍّ بليد
حيثُ السائرين
موتى
أجرُّ ذُيولَ
الخُطى
فتجرُّني
للوراء
أبحث عَنّي
حيث لا أثر
غير ندوب
زمن جلّاد
يتوارى خلف
متاريس الفَقد
في دروب
تّحوصَل فيها
الشرُّ
عاث فيها لهاث
التشرذم
ألتحفُ ...
شجر الندم
في طرقات
سبي الأُمنيات
تلتهمني شراهة
الحزن
في بوابات
مُدن الأكفان
نواحاً ...دمعةً
يشربُني
طوفان الأنين
منذُ عقود ستّةٍ
ونيّف
جُرعاتِ خيبةٍ
حلماً عقيماً
أستشرفُ
يَبسَ روحي
عند أُتون
قلاع الرُّقاد
عنف مواسم
القَحَط
يَصلبُني الأسى
خيباتٍ
فوقَ سروج
ريح الجّوع
أتشرنقُ
على ناصيات
السَّواد
أشهقُ كأم
فارقت صغيرها
قبل أوان
الفِطام
تتوسدُ عطر مَهده
تتوضّأ
حليب الحسرة
تُذعن
لشقاوة الحَنين
أفتشُ في
جيوب الذكرى
عن فرح
مُختطف
أُسائل الرّاحلين
القادمين
هل رأيتموه ؟
حتى ولو شبحاً ؟
لا جواب !!
سوى نعيب
غراب التصحّر
وهذا الصراخ
الذي لم يَنم
يأكلُ..
كلّ هدوء
البَوح
يُزمجرُ هائجاً
يُصادر رقص
الفراشات
يرحلُ السنونو ويعود
في كل عام
والجَّدبُ يستبيح
بساتين الرجاء
قالت أمي
ذات مساءٍ أخرس
لا تُكثر السؤالَ
عن موعد
نزول المطر؟
هو يهطلُ
بلا موعد
آه يا أمّي ...
منذ ذلك المساء
القروي البعيد
المشحون
بشجن الوَلَه
وأنا انتظرُ
طيف المطر
أرضعُ خاصرة
الرعد
أُدمنتُ صلاة
الاستسقاء
لكن المطر
بعيد المنال
والسماء لم تزل
عاقراً
ولا هطول ..
سوى مطر
الدماء
يفور تنّوره
في قلبِ
جرح الوطن
الله يا بلادي !!
شاخَ ليل الأرق
ومازال صباحُك
مُنوّماً
لم يوقظه
صراخ المِحَن
كلُّ المواجع تَترا
على ضجيج
البكاء
تصلّي..
عند جداول
الجفاف
تذرفُ دموع
المنافي
في دياجي
المتاهات
تلوكُ ..
لُبان الضَّياع
في سرايا
التغرّب
ترتجفُ..
حدَّ الاحتراق
وأنت نائمٌ
تُكثر الشَّخير
في ميادين الركض
الى الخَلف
أيُّها المُمتحن
بدُجى الفتنة
متى يدبُّ فيك
نسيم الصحو؟
وتَمسكُ تلابيب
التوحد ؟
لتنام بلا شجن
مفخّخ الوجع
تنزعُ ثوب
النُّكوص
عند أسوار التشرّد
وتفتحُ باباً
تَدبُّ فيه
ابتهالات نسيم
مُفعم بالعشق
معلناً انتصار
الحب
عند قارعة
الترقّب 10-8-2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق