المنافق يختفي تحت قناع الأسلوب المهذب واللطيف والمرح مع الآخرين وهو من
وراء الأبواب يحيك الدسائس والمؤامرات والفتن ، وفي نفس الوقت يتظاهر
بالطيبة وبمحاولة إصلاح الأمور (ما قام بتخريبه سابقاً) وكل هذا لأجل كسب
رضاء الاخرين وتمتعه بما يتبع فتراه سريع الحركة متربصاً بضحية يبحث عنها
في كل موقف وكل لفتة ، بل ويقوم بنفسه بتقويمهم. ويتدخل بكل شيء وبشكل ساذج
ومضحك يميزه ويفهمه كل صاحب خبرة وعلم وضمير. بالطبع سيناريو هذا المنافق
لم ينته عند هذا الحد فتراه يروي القصص الطوال في النميمة والغيبة ولا ينسى
الإضافات وذكر عيوب الآخرين وليس هذا فقط .بل يتتبع عوراتهم وعيوبهم ويبحث
عنها بل وربما يوظف أشخاصاً لحسابه الخاص لمتابعة هذه العيوب والبحث عنها،
يا لهذا الشخص المريض المسكين .لا وجود للأعمال الجادة في قاموسه ، وهو
مريض يموت قهراً وغلاً عندما يرى غيره مقداماً، متطورا، مجددا ،مبتكرا
،يقوم بأداء الأعمال المفيدة تطوعاً وحباً وبدون مقابل، وربما من جيبه
الخاص .لذلك نرى المنافق يدس له الدسائس ويحيك له القصص والمكائد لتشويه
صورته أمام الاخرين. لكي يقلل من مجهودات هذا المبتكر والمبدع والمتطور ،
فكم منافقاً يا ترى لدينا في مختلف حياتنا العامة ، ويجب علينا أن لا
نستهين بالنفاق ، فله من التداعيات ما يؤثر على بيئة الأعمال فهو الضريبة
التي يدفع بها الفساد الفضيلة. وهنا يصبح العمل مجرد مبانٍ لا معانٍ؛ فالكل
يعمل لأجل الشكل لا المضمون فتراهم يتشدقون بادعاء التميز تارة أو تذييل
أسماهم تارة اخرى ، وهم متسوقون جيدون في سوق النفاق ، فمهما حاول أصحاب
المبادئ أن يكشفوا الحقائق ، تراهم يدافعون عن حصن كذبهم ونفاقهم بكل ما
أوتوا من حيلة ومكر وخداع. فتراهم يتسترون بالدين أو العلم. اما الشخص
الجاد في عمله، فعمله خالص لله ، ولهذا البلد الطيب ويدعم الآخرين دون
مقابل. ﻷنه شخص تعلم من نوائب الدهر ان المنصب مسؤولية أمام الله ، فقبل ان
يحاسبك أي فرد ،فأنت محاسب من الله عز وجل ، فلا تبالي لتجار سوق النفاق ،
بل أنهم سوف يعيدوا الى رشدهم ويخجلوا من انفسهم أيها الطود الشامخ
.المتقن لفن القيادة او التطوير امام هذا النوع من النفاق هم المبتدئون
حديثو العهد بالمهنة من وجهة نظري ، لكن المتمرس فيها فهو الذى اكسبته
الخبرة شجاعة وجرأة ولم يعد الأمر بحاجة الى إخفاء او اختفاء بل نجده فى كل
المحافل يملأ السمع والبصر والأهم اننا نرى ثقة لا حدود لها فى عينيه. كما
اننا نعجز عن فهم فك طلاسم شخصية المنافق ،ينتابنا الغضب والثورة من تلفيق
الأحداث وتزييفها يكون المنافق مستمرا فيها بكل همه وإخلاص لا يكل ولا
يهدأ ، بل يعلوا كلما اجتهد وأضاف الكثير من التقنيات الجديدة لنفاقه وكأنه
يردد بلا استحياء أنا منافق .. إذاً أنا موجود ؛أنا مخادع .. إذاً أنا
موهوب؛ أنا كاذب .. إذاً أنا محبوب.. المنافقون من حولنا ؛نجدهم في كل مكان و
في كل زمان. ﻻ ترى فيهم سوى الانحناءات المصطنعة .و الاحتشام المتكلف و
الأدب الزائف . وﻻ تخلوا حياتنا من مرؤوس منافق و رئيس اعتلى بالنفاق
مكانة تفوق حجمه وموهبته. هذا هو الحــال يجب علينا أن نحارب تجار النفاق
ورؤساءهم الذين خدعهم المديح وضحكت عليهم كل شياطين الجن والانس لانهم
نجحوا للهيمنة على كل هامة عن طريق النفاق والوصولية .لما يسببونه للمجتمع
من دمار وخراب . فهم متسلقون. يضيعون ويدمرون الكفاءات وأخيرا بداية نهضة
أمتنا هو القضاء علي الحبة السوداء وعلي من يتعاطاها عندها سيظهر الحق أبلج
و يعلم كل مسؤول في بلادنا أنه يخطئ ويصيب . ويستمع إلى قول الحق وإلي
النصيحة المخلصة. فتستقيم الأمور .. ويكون معيار التقدم والترقي. العمل
والاجتهاد وليس تعاطي الحبة السوداء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق