هي العليا في علاه...
ربما هي كتاب مبلغ
أو نبي مبعوث
ورسالة لم يرفع عنها ما سُتر
الكلمة ... هي امرأة جميلة فيها ملامح عشتار
عيونها محاويلية ... وضفائرها بصرية ... شفاهها مزهرة اكتنزت عصير التوت وعسل السليمانية
... هي قصيدة شجية يغنيها رجل اهواري يقود مشحوفا سومريا... لفحته الرطوبة واقشعر بدنه من زمهرير الشتاء .. فكان صوته مبحوحا ... حزينا ... فيه شجن امرأة رملتها حروب أجدادي ومراهقة أحفادي..
الكلمة عملة ذات وجهين ... وجه مكفهرٌ كالحروب .. ووجه آخر كأغصان الزيتون ..
الكلمة هي وجه أمي حين تودعنا ونحن ذاهبون إلى المدارس ..
هي وسادتها التي تناثر ريشها حنينا إلى عودة المُخَلص ( أبي) الذي هبط لجوف العالم المنحدر ... فَنذرَتْ جِيدها الممزق وجِلد صدرها الذي مزقته أظافرها ...كي يعود
.. هو يأتي ولم يأتِ ..
وَقفتْ .. تنتظرهُ على الأبوابِ .. حتى أَبصرَ نظرُها من سراب الشوارع اللامرئية ..
ما الحياة إلا جملة استثنائية اِتسقت فيها الكلمات فكان الفرح ... وكنا أنا وأنتِ والأولاد وشِباك صيدنا والسمك الصغار الذي علق بالمسافات المتلاشية بين عناقنا وعناقنا فكنا ... وكان بحر الكلمات...
ثمة جملة انفرط عقد كلماتها فتشتت الأوطان ... ونزح عنها أهلها ... فَراجت تجارة البقايا والقنابر وذخيرة السلاح ... فَصار وطناً عامرا بالقطط والكلاب ووجوه ملثمة سائبة ... تبحث عن ريش وسادة أمي( وخزامتها) وعكازة أبي الهابط ... الذي رأى كل شيء ولم يخبرنا بشيء!
الجملة المنفرطة تغضب الله...
الكلمة اليتيمة تشقيهِ ولا يشقى...
خذي من فمي كلمة بوجهٍ واحدٍ غنيها بلحن شجي وارقصي فرحا... لنلملم شتاتنا ...وننظم قلادتنا... ونخرز حجار الأوطان على صدورنا..
الكلمة فرح تنبض باليقين ..
وأسئلة مبررة للشك والحيرة تركها أبي تموز دون جواب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق