أبحث عن موضوع

الخميس، 8 ديسمبر 2016

قراءة في لوحة للفنان حاتم عباس بصيلة ................ بقلم : عماد الدعمي // العراق




شدة الحساسية والتأثر عاملان أساسيان في الفن والإبداع لأنهما يفرزان بواطن النفس الإنسانية التي تروم إظهار الجماليات المتعددة الرؤى، والخير والشر في صراع مستمر منذ خلق البشرية لأننا ومع استمرارية الحياة تجسدت لنا أحداث الخير وتجسدت أيضا أحداث الشر... اللوحة عبارة عمن يمثل الشر وهو إبليس الرجيم الذي تسلل بين شجرتين فأبعد آدم عليه السلام عن حواء ، وبدقة متناهية شكل الفنان لنا منظرا مؤثرا ففي أعلى اللوحة الغراب المشئوم وهو دلالة سوداوية والشجرة وهي في خريفها وآدم وحواء كل على جهة ويتوسطهما إبليس اللعين ،وهذا المشهد الكثيف بدلالاته كان قد تمركز في وجدان الفنان مما فرض عليه أن يشكله ويرسمه بهكذا شكلية معبرا عنها وكأنه يريد الإفصاح عن الشر وإبليس الذي كان ما كان له من تأثير على النفس البشرية وأكيد ومن دون أدنى شك هو تعبير ذاتي بحت أراد الإفصاح عنه هذا الفنان المرهف الحس ...
غلبة الشر كانت واضحة وجلية من خلال اللوحة وإذا ما ذهبا بعيدا لاستكشاف أمرٍ بعيد المدى في ذات الفنان سنجد هناك صعوبة كبيرة للوصول لما نريد إليه ولكننا نعتقد أن الفنان الذي رسم هذه الصورة كان في غاية اليأس الذي خيم عليه وأكيد هناك أسباب ومؤثرات كبيرة تتمركز في أفكاره ربما بات جلاؤها عن الذاكرة أمرا صعبا وللغاية ، ولكننا وبذات الوقت نؤكد على أن اللوحة فيها مشهد طويل يمكن أن يترجم على المسرح وهو أن الحب موجود في قعر القلب ولكن هناك من تسلل إليه وقتله ، تشكلت جماليات اللوحة بحرفة عالية وبرموز كانت دلالاتها قوية جدا حتى أنها ابتعدت عن الضبابية الشكلية ولكن الرؤيا بعيدة الأثر تحتاج الغوص مليا فيها ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق