هناك نوعٌ من الناس، لا يرى إلا نفسه، ولا يسمع إلا صوته، لا يُقنِع، ولا يقتنع، لأن الناس عنده هواء أو هباء...!
................
عند الاعتذار إليه، يُـذكِّرك بما فعله لك، ويعد جمائله، ويُعدِّد خدماته، وكأنه ليس له مثيل ولا نظير في الكون...!
................
أما اعتذاره إليك، أو لغيرك، فمن سابع المستحيلات، لأنه يرى نفسه فوق ذلك، بل فوقك وفوق الجميع...!
................
تناقشه، يصرخ، تعاتبه، تأخذه العزة بالإثم، تُحاوِل معه، يُغرقك في تفاصيل التفاصيل، لتبدأ من حيث انتهيت، وتنتهي إلى حيث بدأت...!
................
تطلب منه غلق الصفحة، لفتح صفحة جديدة، يُصِـرُّ على البحث في دفاتره القديمة، وذكرياته الأليمة، وأشياء ليس لها قيمة...!
................
تدعوه للصفح بكل رحابة صدر، يرد عليك بالصفع، وربما الركل، كسلاح الْعَجَزَة، ولو كان ذلك جعجعة من دون طحن...!
................
تُكلمه عن واجبه، يُــذكِّرك بحقوقه، تُــهدئه، يثور كالثور الهائج، تترجاه، يظن ذلك ضعفاً، ويفرد عضلاته، تصمت، يتركك، وكأن كلامك وصمتك بالنسبة إليه سواء...!
................
هذا النوع من الناس، ربما تكون مشكلته في حماقته، أو أنانيته، أو نفسيته، أو غيرها، لكنه يَحْرِقُ نفسه، ومَـنْ وما حوله، ويَخْرِقُ نواميسَ الكون، بِكَسْـرِ خاطِر مَـنْ يُحاوِل جبره من دون حساب...!
................
هذا الصنف، من الجنسين، ولا علاقة له بالنوع، في كل عصرٍ ومصر، ولا علاقة له بالزمان، ولا المكان، ولا الأرض، ولا السماء، لأنه مُـصِـرٌّ على العيش في كوكب آخر، ليس فيه إلا هو....!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق