أبحث عن موضوع

السبت، 25 يونيو 2016

قصة قصيرة ................... بقلم : ياسين الزبيدي // العراق

لم أشعر بالخوف وانا اقطع معها ذلك الدرب وهل يعقل أن أشعر بذلك وانا أضع يدي بيدها قادتني لذلك الدرب الذي كثيرا ماكنت اسلكه في أيام الأعياد. الدرب طويل والمكان موحش لكني كلما سمعت حفيف ثوبها الذي تحركه الريح اطمأننت. .لم تكلمني طوال الطريق فقط يدها الحانية كانت تشعرني بالوجود...ضوء القمر يحكي قصة الخامات المستطيلة التي حفرت عليها الأسماء ...أخذت بيدي بعد أن نظرت إلى القمر وابتسمت ودخلت بي دهليزا يفضي لنفق طويل بدت نهايته واسعة تومض بوهج غريب ،في وسط المكان مائدة أحيطت بالشموع فيما راحت العطور الغربية المدهشة تملأ طاقتي أنفي. .عطور لم أشم مثلها من قبل جلست مذهولا. اخرجني صوتها الذي بدأ ملائكيا من دهشتي قالت تحدثني :أترى تلك الشجرة؟. على الجانب الأيمن أبصرت شجرة عظيمة تتدلى منها اعذاق كعناقيد ذهب، شجرة لفرط جمالها كادت عيناي تخرجان من محجريهما .استطردت: لقد كلفتني الكثير اشتريتها بالف تسبيحة من أصابعي وأرتني اصابعها التي راحت تضيء بضياء غريب، أردت أن أن المسها فاحسست بأن شيئا لامرئيا يحول دوني ودون اصابعها. ..ابتسمت وقالت: بيني وبينك عالم كبير ولكي تتمكن من مرافقتي عليك أن تتطهر. ..،في الزاوية التي على يميني كانت ثمة ساقية ماءها أشبه بالحلم،ماء رقراق كنت أرى صورتي فيه بوضوح مفتقد ..رأيتها تبتسم وهي تتابعني بنظراتها وتحدثني ،هنا كل شيء له ثمن لابد أن تدفع فاتروته مسبقا. .تركتني في ذهول وارهفت سمعها لشيء ما. رددت :جاءنا جار جديد، اتسمع؟ ! مسكين لاندري كيف ستؤول الأمور معه. ليعينه الإله. .وبدأت أرهف سمعي لاسمع ما اذهلني لوم وعتاب وزمجرات وأصوات استغاثة ونبرات تظهر الأسف والندم واللوعة على كثرة التفريط.ثم هدأت الأصوات. .وطغى صوتها ليملأ المكان ...قلت لها هل لنا أن نعود؟ ألم يعجبك المكان؟ قلت لها : بالعكس لكني لا استطيع ان استوعب كل تلك الحقائق. .لا يمكن أن أرى المكان غير مقبرة،
بدى على وجهها الامتعاض والاستغراب ، ورددت مقبرة؟ ! هذا بالنسبة لك ولكم انها منازلنا وليست مقابر كما تصورها ابصاركم الكليلة. .....عليك أن تعي ذلك.يمكنك أن تعود أما أنا فلا،لايمكنني أن استبدل الجمال بالقبح،ولا السكينة بالترقب والقلق .،ولا الضيق والمحدود بالفسحة والمطلق...
لم أعرف بما اجيبها فالمكان حقا مسور بالدهشة والغرابة مفعم بالرهبة، مدهون بالجمال ولكني لم أكن لاستطيع أن أكبح ادميتي التي صورت لي المكان بصورة أخرى. ..
أشارت إلى سرير من عشب أخضر وهي تتمتم استرح ريثما أعد لك شيئا تأكله. .قطفت بعض ثمار متوهجة من شجرة عظيمة ثمار لم أر بحجمها ابدا ثم غرفت بانية فضية من نهر رائع قريب سائلا يضوع مسكا. ..
.لحظات مرت كانت هي نديمة ليلي كنت أحيا بقربها لحظات هي الحياة بكل جمالها. .وفجأة صاح ديك عظيم بألوان شتى كان يقف على اكتافها. .رأيتها تهب مذعورة وهي تتمتم عليك أن تغادر المكان قبل أن تشرق الشمس. وضعت باطن كفيها في وسط ظهري ودفعتمي برفق وهي تردد مازال لديك الكثير كي تنجزه في دنياك،حاول أن تكون أكثر وعيا لتدرك الجمال. ....اذهب محملا بدعائي بأن تنهي كل مالديك كي نلتقي...

...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق