تهلُّ وجهوكم
مضمَّخةً بعبق الأرض
وأريج البطولة
يصمتُ قلمي
عندما تعبرون في ذاكرتي
ترتقون فوق أبعاد الحروف
والرموز
وزوايا المسافات الضوئية
ومساحات اللون
تمتد عيوني إليكم
فأراكم في كبد السماء
قلائد عشق أسطورية
في عنق الوطن
قصائد حياة
وحدكم تبدعون فيها
روائع الموت
أقواس ضياء تتخطى الوجود
على جناح غيمةحبلى بالأمل
تعبرون من الحاضر إلى الحضور
على أجنحة النور
فأرى نفسي
أركب موج البحر الهادر اليكم
أعلم أبنائي أنشودة رحيلكم
يامن غسلتم وجه الطفولة
بفلّ الفجر
سأعلم أطفالي
كيف رسمتم الابتسامة على شفاههم
كيف زرعتم أنفسكم في الأرض
لينبت الزرع حباً
ويتفجر الينبوع عطاءً
وظلت أذرعكم مفتوحة
على الورد والزيتون
وبين أصابعكم
يزهر الياسمين
سأعلمهم
كيف ينحتون أسماءكم
في قلوبهم مدناً من ندى
شجراً من رياحين
تتسع وتكبر
على مدارات الوطن
وأعلمهم أن
الشهداء وحدهم من نطقوا
قبل أن يغادروا أرحام أمهاتهن
وأدركو أن العمر نسرٌ جريح
وأنَّ الشهادة اختصارٌ للزمن
في لحظة تتجمد فبها
عقارب الساعة
عند لحظة الفصل
بين الموت والولادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق