لم تمض سوى بضع ساعات على ذروة الفرح وحين كانت الأكف تنتظر موعدا مع رسم الحروف ونقش السطور بالمحبة ومع انطلاق الأنامل للعزف على أوتار الصفحات تجمدت وفلجت فلم يعد المكان موجود واللحظات لا تشبه ماضيها . ما أقساه من شعور حين تطفأ الريح شمعة أوقدت للفرح في مهدها وتفرقها عن أناملها التي تمسكت بها بقمة اللطف وكانت لها أرق من النسيم. آه كم هو فضيع ان يضيع النور من يديك بطريقة تفوق كل التوقعات وان تعود لبيتك المظلم حيث تمزق جلد قدماك احجار الطريق مرة أخرى من دون رحمة .أيعقل ان الفرح عمره بطول الأحلام والوحشة بطول ظلمة الكون !! انه الغدر والاجحاف ان تكون مساحة الفرح في العمر بضع سويعات وان يكن للوحشة سنين والكوابيس عدد الأيام .أشعر ان يد القدر كانت غادرة معي وفي ذروة الدناءة فليست هي المرة الأولى التي تسرق بها فرحي وتخطف من يدي أجمل ما فيها وتنثر على حواسي ضلالا و اغترابا وتجرني عنوة الى حيث العذاب واللوم والعتاب فمن مدارات النجوم الى أرض التراب وقع قلبي في مفاجأة أعدها من أعدها ودبرها من غاضه سلامي وانسجامي . أؤنب نفسي بشدة لأنها وثقت كل الثقة بفرح يملؤها من خارجها .فويل لنفسي التي تثق ان أحدا احرص منها عليها. كانت هذه آخر كلمات تحدث بها مع نفسه .رفع ساعده وذراعه الى الأعلى وبينما القلم اسيرا في قبضته وكأنه يلفظ أنفاسه ما بين تلك الأصابع المضمومة بروح العتب والهيجان والغليان وخيبة أمل تستأصل السلام من قلب الأنسان ضرب القلم على مكتبه ليكسر احزانه التي تسربت اليه عبر مداد هذا القلم المغدور منذ وجد . مغدور في الزمان والمكان مغدور جسدا وعقلا وروحا . تغدره العيون بجهالتها وتغدره الأكف بسفاهتها وتغدره المحابر بجبن مدادها وعتامة مظهرها .نهض الرجل من على كرسيه ليصفع الهواء الذي ينقل اليه أصوات الخذلان وأوهام الوعود وسار على رصيف الحياة واتخذ قراره بحجب الثقة عن كل مصدر للفرح من خارج ذاته وقرر ان لا يعتمد الا على نفسه .نفسه التي تصحبه بكل زمان ومكان لم تحتجب عنه يوما ولم تتخل عنه يوما فهي رفيقته وحبيبته وعشيقته التي تستحق التقديس لأنها معه في النور والعتمة .نعم يا أيها الأنسان نفسك هي انت فأكتف بها ودع عنك أوهام الذوات الأخر فلن تجد ذاتا احرص عليك من ذاتك وان زعمت فلا تصدق تلك المزاعم او تمهل قليلا قبل ان تكون ذاتا أخرى اقرب اليك من ذاتك .تبا لك أيها الأنسان ليتك تتعظ من تلكم التجارب لكنه النسيان هاوية تتربص ببراءة القلوب وتنصب الفخاخ والمصائد عبر شفاه شابهت الوانها طيف العبث .
أبحث عن موضوع
الأحد، 19 يونيو 2016
.فرح مسروق (( قصة قصيرة جدا )) .................. بقلم : رائد مهدي // ألعراق
لم تمض سوى بضع ساعات على ذروة الفرح وحين كانت الأكف تنتظر موعدا مع رسم الحروف ونقش السطور بالمحبة ومع انطلاق الأنامل للعزف على أوتار الصفحات تجمدت وفلجت فلم يعد المكان موجود واللحظات لا تشبه ماضيها . ما أقساه من شعور حين تطفأ الريح شمعة أوقدت للفرح في مهدها وتفرقها عن أناملها التي تمسكت بها بقمة اللطف وكانت لها أرق من النسيم. آه كم هو فضيع ان يضيع النور من يديك بطريقة تفوق كل التوقعات وان تعود لبيتك المظلم حيث تمزق جلد قدماك احجار الطريق مرة أخرى من دون رحمة .أيعقل ان الفرح عمره بطول الأحلام والوحشة بطول ظلمة الكون !! انه الغدر والاجحاف ان تكون مساحة الفرح في العمر بضع سويعات وان يكن للوحشة سنين والكوابيس عدد الأيام .أشعر ان يد القدر كانت غادرة معي وفي ذروة الدناءة فليست هي المرة الأولى التي تسرق بها فرحي وتخطف من يدي أجمل ما فيها وتنثر على حواسي ضلالا و اغترابا وتجرني عنوة الى حيث العذاب واللوم والعتاب فمن مدارات النجوم الى أرض التراب وقع قلبي في مفاجأة أعدها من أعدها ودبرها من غاضه سلامي وانسجامي . أؤنب نفسي بشدة لأنها وثقت كل الثقة بفرح يملؤها من خارجها .فويل لنفسي التي تثق ان أحدا احرص منها عليها. كانت هذه آخر كلمات تحدث بها مع نفسه .رفع ساعده وذراعه الى الأعلى وبينما القلم اسيرا في قبضته وكأنه يلفظ أنفاسه ما بين تلك الأصابع المضمومة بروح العتب والهيجان والغليان وخيبة أمل تستأصل السلام من قلب الأنسان ضرب القلم على مكتبه ليكسر احزانه التي تسربت اليه عبر مداد هذا القلم المغدور منذ وجد . مغدور في الزمان والمكان مغدور جسدا وعقلا وروحا . تغدره العيون بجهالتها وتغدره الأكف بسفاهتها وتغدره المحابر بجبن مدادها وعتامة مظهرها .نهض الرجل من على كرسيه ليصفع الهواء الذي ينقل اليه أصوات الخذلان وأوهام الوعود وسار على رصيف الحياة واتخذ قراره بحجب الثقة عن كل مصدر للفرح من خارج ذاته وقرر ان لا يعتمد الا على نفسه .نفسه التي تصحبه بكل زمان ومكان لم تحتجب عنه يوما ولم تتخل عنه يوما فهي رفيقته وحبيبته وعشيقته التي تستحق التقديس لأنها معه في النور والعتمة .نعم يا أيها الأنسان نفسك هي انت فأكتف بها ودع عنك أوهام الذوات الأخر فلن تجد ذاتا احرص عليك من ذاتك وان زعمت فلا تصدق تلك المزاعم او تمهل قليلا قبل ان تكون ذاتا أخرى اقرب اليك من ذاتك .تبا لك أيها الأنسان ليتك تتعظ من تلكم التجارب لكنه النسيان هاوية تتربص ببراءة القلوب وتنصب الفخاخ والمصائد عبر شفاه شابهت الوانها طيف العبث .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق