أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

إِغفاءةٌ يَتيمةٌ ..................... بقلم : عادل قاسم// العراق


ذاتَ يَوم ٍ رائقٍ في الخَرابِ الجَميلِ ،حيثُ المُدنُ المُحترقةُ ،والأزقةُ التيْ تَقْضمُ بقاياها الكِلابُ الغَريبةُ والعُقبانُ، كنتُ أَبْحثُ بعينينِ زائغتينِ، مُسْتَظِلاًّ بغُرْبتَي مثلَ عُصفورينِ يتيمينِ يُحلقانِ على أَجراسِ الكنائسِ العاريةِ، وقِبابِ المساجدِ ،وما تَبقى من بيوتاتٍ لمْ تزلْ عرائِشُها يانعةً، تُحلِّق ُبينَ كرومِها الفراشاتُ البيضاءُ، التي راحَتْ تًهْمِسُ لبَعْضِها، وهي تُمْسِكُ بجلبابي، وكما الحلمُ الشبيهُ باليًقْظةِ؛ سَرَتْ
في هًدأةِ اليَقينِ أَسرابُها في مَراكبَ من جُمانٍٍ تقودُها جيادُ النورِ التي أَرسَتْ على تِخومِ مُدنِ الضَّباب، خَلفَ جِدارِ الزَّمنِ، حيثُ كانتْ عًقاربُ الساعاتِ متوقفةً على مَشارِفِ البهجةِ، كانَ وجهي أَليفاً؛ أذ لمْ يكنْ هُناكَ من عائقٍ ، الأبوابُ الخَشبيةُ ذاتُها، القُرى الرابضةُ كغِزلانٍ حالمةٍ تُحيطُها الأشجارُ اليانعةُ بِثمارِ العسلِ، والصبيةُ العراةُ أَصدقائي الذينَ ابتلعَتْهمُ الحُروبُ أحياءً يتبادلونَ الضِّحكاتِ والشتائمَ البَريئةَ، همُ لم يُغادِروا سِنيَّهم وًفتوتَهم الطريةَ ،َ شَدَّني الفُضولُ للاقترابِ من ضَحِكاتِهم رأَيتُ وَجْهيَ مُنْعَكِساً على مَرايا الغَديرِ ،كُنْتُ أكبرَ منهم سِناً بِكثير ،وأدهَشَني الجِدارُ المُحْترقُ الذي كانَ على مَقربَةٍ منِّي، وأًنا أَتَعَكزُ على عَصايَ المُحترقةِ في الزُقاقِ الذي لمْ يَزلْ مَسْرحاً للحُروبِ التي كُلَّما انْتَهتْ واحِدةٌ؛ تَلدُ أُخرى..
ً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق