أَبِيتُ اللَّيَالِي فِي رِحَـــــــابِ دَفَاتِرِي
.....................................وَأَصْحُو غَرِيباً مِثْلَ لَحْـــــــدِ مُهَاجِـر
أَقَمْتُ هُنَا بَيْنَ الْحُـــــــرُوفِ نِكَايَةً
....................................أَخُطُّ الْمَعَانِي مِنْ مِـــــدَادِ مَحَابِــــرِي
أرتِّقُ جُـــــرح الْحَـرْفِ مِثْلَ مُمَرِّضٍ
.....................................أخِيطُ بِلاَ بنْجٍ رَقِيـــــــقَ مَشَاعِـــرِي
أَمُرُّ عَلَى الْأَجْـــــدَاثِ أَدْرِي نِهَايَتِي
....................................فَلَا بُدَّ يَوْمـــــــاً مِنْ تُرَابِ الْمَقَابِـــــرِ
عَلَى هَامِــشِ الدُّنْيَا سَتَبقى قَصَائِدِي
....................................إِذَا مِتُّ لاَ تَبْكُوا سَأَحْـيَا كَشَـــــاعِـر
لَقَدْ عِشْتُ كَالْأَعْــرَابِ فَوْقَ مَطِيَّتِي
....................................تُسَافِرُ بِي الْأَشْــــــعَارُ دُونَ تَذَاكِــــر
وَحينَ رَكِبْتُ الشِّـــــعْرَ أَيْقَنْتُ أنَّنِي
..................................رَكِبْتُ كَمَا الْفُرْســَانُ ظَهْرَ الْمَخَاطِــــرِ
وَمَا حَاجَةُ الْفُرْسانِ لِلشِّعْرِ إِنْ قَضَوْا
....................................عَبِيداً تَخَفَّوْا فِي ثِيـــــَابِ الْعَنَاتِــــرِ
وَإِنِّي رَأَيْتُ الْفَقْرَ يَجْلِسُ بَاسِــــــطاً
.....................................ذِرَاعَيْه مِثْلَ الْكَلْبِ قُرْبَ الْمَجَـــــازِرِ
يَمُصُّ طِوَالَ الْيَوْمِ إِبْهـــــــَامَ صَبْرِهِ
.....................................وَهَلْ يُشْبِعُ الْجَوْعَانَ مَـصُّ الْأَظَافِرِ؟
تُصَـــفِّرُ رِيحُ الْجـَهْلِ فِي رَأْسِ أُمَّتي
.................................صَــــفِيرَ قِطَارٍ فِي خَــــيَالِ مُسَافِـــــر
وَيَصْرُخُ صَوْتُ الشَّعْبِ فِي كُلِّ حَارَةٍ
....................................وَلاَ صَوْتَ يَعْلُو فَوْقَ سَوْطِ الْعَسَاكِر
سأُنْسَى كَأَنِّي لَمْ أَكُن ،كَمُوَاطِــــــنٍ
....................................كَوَرْدَةِ ثَلْجٍ، مِثْلَ مَصْــرَعِ طَــــائِــر*
*محمود درويش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق