تتعانق العيون، تأتلف الأرواح، تتآلف الأنفس، يسيل على الخدود دمع الفرحِ المتوهّج صبابة، تتلمّظ قطرَاتَه شفَتان مُتهالِكتان مُنْهكتان أضْناهما هجران مَواسم الهطْلِ، تحْتجز ذاكرته نزرًا منْ أرْشيف مُعتّقٍ لصُورٍ باهتة، تقلّب صَفَحَاتَه رُموشُ عيْنيْه الْحالمتيْن بتجدّد اللّقاء، وتأْسرُ قبْضة يدِه ذراعًا وديعَةً أقسمت له يمين الوفاء .....
أطْلقَ لِخيالهِ الْعِنانَ، رأى أنّه يحلّق معها في الأجْواء ليستقرّ بهما المُقام على أرض لايأتيها الجدْبُ ولا تنقطع عنها الأنواء، يهْديها لون خُضْرتها، ينْسج لها منه أحْلى رداءْ يُتوّج بهِ فخامةَ رُوحها بعد أن تتعمّد بزلال الماء وأنفاس البَهاء ...
يملأ لها من الآمال المُمْتدّة في متاهات الأفق مَا لاَ تحْتويه حقائب سَفر الغُرْبةِ المشْحونة بصبْر مَشاق الرّحيل، همسَ في سرّه بأغلظ الأيْمان أن لايدعَ مُسْتقْبلا لرُوحه المجال للْغياب ...وغاب مع توأم روحِهِ مُحلّقا في سماء الأحلام ، أدركَ وهو يستحْضر طيْفها ...يُعَانقه ... المعْنى الحقيقي لوجَع الغياب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق