قبل أن أنتهي من صلاتي وقف بالباب ،يحمل جرابا غير فارغ.
بدأ يتنغم بترانيم، و دعاء بزيارة النبي ،و البيت.
انتهيت من صلاتي ولم ينته دعاؤه، وقبل أن أخرج اليه كانت أمي تعطيه جنيها.
رد وقد اصبح بالداخل
_ لست في احتياج لجنيه..!
توقفت مكاني، و قد دفعني إحساسي بالفضول لسماعه يلقي فاصلا من الدعاء،
ويردف
_قولي امين.
_اميين....
يسألها فتجيب.. ابني يصلي بالداخل.. ثم تنادي.. وانا في تردد.. انتزع قدمي من الآرض، و أخرج، تتلاقي عيناي بعينيه، أما يده فوجدتها في يدي حينا ثم على كتفي حينا اخر،
وكلماته الهادئة تحاصرني.
_سيكون الغنى حالك.. هل ستعطي الفقير، وتبني لله مسجدا؟
أومأت بنعم، وهي تعلق.. امين..
يضغط على يدي، ينظر الي مليا
_لي معك كلام.. بيني وبينك.. والله عالم الأسرار..أين مكان صلاتك؟
أشير أنه بالداخل ثم يجتاحني شعور أنه يعرف سر ما يخجلني
نتركها فتذهب، وبعد برهة نتوقف.. المكان هنا.. ينظر الى خزانة ملابسي، وبهدوء
يقرر أن بها بعضا من المال ادخرته لقضاء شيء، ثم يطلب أن أحضره ليباركه ببعض الدعاء،
وبعد تردد فعلت، سلمته إياه. قرب كلتا يديه من فمه ،وقد تشبثت بالنقود ،و أخذ يغمغم
ثم علا صوته بسؤالي.
_هل المال لله ام لا..؟
_نعم انه مال الله..!
_اذن سأعطيه لفقراء الله. قالها ،وانتابني هاجس بالخوف، والقلق فقلت.. صعب..
فمد يده ببعض المبلغ ،وفي يده الأخرى أبقى ثلاثة جنيهات، و ورقه ذات عربة بحصان
جامح، يقودها ملك فرعوني متأهب بقوسه، وجعبة سهامه.
أما الوجه الآخر لورقة العملة فيحتوي على مسجد.
..بهدوء، وثقة يطويهم، يضعهم في جيبه، يطلب مني أن أقسم بالله ألا أخبر أحدا بما أخذ
فأقسمت. ثم نخرج ،وقد عادت أمي ،ومعها صرة بها طعام. فأخذها قائلا وسمته الى الخارج
_سأكتفي بهذا.
ثم أختفى...
(تمت)
2/4/2004
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق