ﻛﺎﻧﺖْ حبه الأول و الأخير ؛ شابة في ريعان الشباب ، جَمالها كان فوقَ العادة، بيضاء اللون، خضراء العينين، شعرها أشقر اعتادت على تسريحه معينة تداولتها خلال أيام الأسبوع ، طويلة القامة، ممشوقة القوام ومتناسقة الجسم، يعلو وجهها ابتسامة رقيقة دائما، ذات شخصية قوية، مجدة ومجتهدة في حياتها، ﺭﻓﻀَﺖْ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻘﺪَّﻣﻮﺍ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝِ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟْﻠِﻪ ، ﺷﺎﺭﻛَﺘْﻪ ﺃﻓﺮﺍﺣَﻪ؛ و أحزانه ، ﺧﻄَّﻄَﺖْ ﻣﻌﻪ ﻟﻤُﺴْﺘﻘﺒل جميل .. يليق بحياته ؛ في يوم من الأيام اضطر للسفر بعيدا عن بلده فتغرب و هجر حبيبة قلبه و رفيقة دربه ، حزنت لفراقه حزنا شديدا ، ﺣﻘَّﻖَ ﺧِﻼل سفرته تلك ﻧﺠﺎﺣﺎﺕٍ ﻋﺪﻳﺪﺓِ ﻟﻢْ ﻳﺸﻌﺮْ ﺑطعم ﻔﺮﺣَﺘِﻬﺎ، و لا بطعم تعبها ،ﻣﻀﺖْ الأيام و ﺍﻟﺴُّﻨﻮﻥ.. سمع بخبر مرضها الشديد فقرر ﺍﻟﻌﻮﺩﺓَ ﻟمسقط رأسه ، لعله يستدرك ما فاته من الاستمتاع بقربها والارتواء من حديثها، وصل بلده و سأل الجيران عنها ؛ حتى أخبروه أنها توفيت منذ أيام قلائل ، صعق للخبر ، و ﺃﺳﺮﻉَ ﻟﺘﻘﺒﻴﻞِ قبرها؛ تساقطت دموعه بينما شفتاه ترددان: ﺳﺎﻣِﺤﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﻣِّﻲ
فارقتك و قلبي أسيرك
فارقتك وعيوني تبكيك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق