مــــا بـــالُ عــشّـك لا قـــشٌ ولا زَغُـــبُ
الا بقــايا بـــهــبّ الـريــــحِ تــضــطـربُ
يـا نــائحَ الـطــلحِ هــل صـابـتك جـائـحةٌ
أم زخَّ طـــلٌّ عــلـى مــثــواك يـنـسـكبُ
أم غـــاب إلــــفٌ بـــلا عــــذرٍ لـغـيـبـته
حـتــى تــنــوح بـشـجـو لـحْــنـه عـــذبُ
أم لاح بــــرقٌ بــأفـق الـــدوحِ مـنـبـجسا
فــأنـت مــنـه شــجـىّ الـقـلـــب ترتـعبُ
يــا نـائحَ الـطلحِ هـل أشـبهت مـن ثُـكِلوا
فـلـيس غـيـر الأســى والـنوح إن طـربوا
ثـارت بـهـم سـورة الأحـزان مــذ زمــنٍ
قـد كـدرتــه عــلــوج الـــروم والــعـربُ
صَه يـا شـجيّ الـجوى لا تشتكى جزعا
مــهــمـا تــوّقــدَّ فــــي كــانـونـك اللـهبُ
إذ كـــلُّ حـــيّ ٍبـمـا قــد خُــطّ مـرتـهنٌ
ولـــن يـقـيـه إذا مـا غــرغـرَ الـحـسـبُ
مـن لي إذا أعـولت في الـروح غـربتُها
وكـلكل الـيـأسُ وســط الـنـفسِ والـتعـبُ
يـا نــائحَ الـطـلح قــد أجـريـت دمـعـتها
وهـاج فـيـها الــذي أغــرى به الـكــذبُ
كـيـف الـسـبيلُ إلــى مــا نـبـتغي ولـقـد
ضجّـتْ كـمـعـولةٍ مـــن فـعلـنا الحـقـبُ
إنــّـا قـتـلـنا صــفـيّ ّالـطهـرِ مـن سـفـه
ثــم انـكـفـأنا عــلـى الأجــداث نـنـتحبُ
نجـوس بــيـن خـطـايـا الأمـس تـجـلدنا
مـصـيـبـةُ الفـقـدِ بــالأحــزان والحـقـبُ
قد عشعش الثكلُ في الأرواح من سخطٍ
أزرى عـليـنا فـضاق الــواسـعُ الرحـبُ
يا نـائـحَ الـطـلحِ هــذا الــروضُ مـبتسمٌ
يضـوع عطرا وأندت غـصـنَه السحبُ
قـد أيـنـعـتْ واســتوتْ أثــماره ودنــتْ
حــتــى تـدلّـى بـــه الــرمـانُ والعـنـبُ
والنهر يجـري كـدمع فـاض مــن مـقلٍ
والماءُ صافٍ وعـذبِ المـرتوى عـذبُ
وأنت تـشـكـو فــهــلا تـعْـطِـني سـبـبـا
إذ طالـما أعــذر الـشـكوى بـك الـسببُ
فـاقـطع نواحـك لسـت الصـادقُ الأربُ
إنّ الـشـكـايةَ قــد حــاقـت بـها الـريَـبُ
أنــا الـــذي أشـتـكـي هــمّـا ومــوجـدةً
إذ أثـقـلـت كاهلي الأحـزان والــكُـرَبُ
أنّـى اتــجـهـت أرى بـغـداد تـرمـقـني
من مـقـلـة مـلـؤهـا الإعـيـاء والـتـعـبُ
تـرنـو الي كـمـا الـمـشدوه مــن عـجبٍ
وليــس مـسـعـفه الاطـــراق والعـجـبُ
تـسـآلهـا خــنجـرٌ يــدمــي ضـمـائـرنـا
فـأيـن مــنـهـا ومــن تـسـآلـها الــهـربُ
كـل الـحـرائـر تـسـعـى نحـو سـادتـها
وأنـــت سـيـدتي يــنـأى بــك الحـسبُ
فأنـت بـــدرُ الـدجـى حـاطـتـه أنجـمه
حتـى إذا أصـبحَتْ ..لـلـشمس تـنتسبُ
يـلـملـم الـفـجـرَ مـــن عـيـنـيك مـقـلـته
وتيسـتـفـيق عــلــى أجــفـانـك الــهـدبُ
إخــضــلّ مــن دمعـةٍ حرّى بـزفـرتها
عُــوّارهـا من غـبار الحربِ مخـتضبُ
يـسيلُ جـرحُ الأسـى فـي الصدر دفقته
وقـــد تــمـادى بــك الإرهابُ والشـغبُ
هــلا سـكـبت دمـوعَ الـثكلِ مـن مـقلي
كــي أشـتـكيك بـهـا إن هـاجـها الـغـلبُ
فسطري مــن دمـــي تــاريـخ مـحـنتنا
إن خاصمت سـفـرك الأقـلامُ والـكـتبُ
إمّـا تــمـادت بــك الأهــواءُ فـاحـتسبي
والله أولــــــــى إذا الأرواحُ تحتــســبُ
وغــادري كـــــل مـــأفــونٍ بــخـسـتـه
حـتى يـمـيـد بـــه الأكـــلاب والـكـلََـبُ
مـجــدُ العـزيـزِ دمٌ لـلـعـرض يـسـفـكه
إن أجّــجـت نـارَهـا واسـتُـنـفذَ الحطبُ
كـلّ الشـعوب صحتْ من بـعد رقـدتها
حــتّــام تــغـفـو بـلـيلِ الـنـكـبةِ العـربُ
كـأنـمـا الــذبـح فـــي بـغـداد يـطـربهم
فيـسـكبُ الـدمعَ فــي أقـداحها الـطربُ
وأنت ثـكـلى بـك الـذبّـاح مـن عـجـبٍ
يرنـو إليك ويـغـضي طـرفـَه العـجـبُ
يا نــائـحَ الـطـلـح هـل بالـورد مـقـتبلٌ
أم بالغـصـون ثـمــارٌ شـانهـا العـطـبُ
أأنـت تـبـكـي عـلـى أطـلالـهـا أســـفـاً
أم أنـت مـثـلـي عـلـى بـغـداد تـنـتحبُ
أصمـت لـواذا لتـسمعْ صــوتَ نـائحةٍ
زُفـّــت إلى حـتـفـها بـالـثـكل تـنـتـقبُ
مليحـة واسـمهـا (بــغــداد) من قـــدمٍ
فأيـن مـنـها ومـنـك الـنـهبُ والـسـلَبُ
أصمتْ ونحْ صادقا من هولِ محـنتها
أولى بك الصمتُ إن أعـيا بك الـكذبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق