أحياناً تكون "لا" العاشقين "نعم" لكنها بحاجة إلى فهمها، ربما بشكل عكسي، لأن للحبِّ قوانين أخرى، عكس منطق الأشياء، ولحِكْمةٍ أرادها الله، جعل القلبَ في الجهة اليسرى.
................
فهي تهم بتركك، وتهتم بتمسككَ بها، وهو كذلك...! تدَّعي أنها لا تريدُ كلامك، وتنتظرهُ على أحر من الجمر، تصرخُ في وجهك: اغرُب عن وجهي، وتتمنى أن تُشْرِقَ بها ولها ومعها، حتى يَرِثَ الله الأرضَ ومَنْ عليها...!
................
وهو يصمت، وقلبه يئنُ ممَّن وما فيه، يردُّ باقتضاب، ويتمنى ألا ينتهي الكلام معها، يبعدُ عنها، رغم أن الاقتراب أمله، والحنين ألمه، واللقاء يتأرجحُ بين الأمل والألم...!
................
تقول: "لا" أطيق العيش معك، وكل تصرفاتها تؤكد "نعم" للعيش معك، ولا حياة إلا بكَ ولك، وهو كذلك...! يقول: "لا" للترهيب، وكل ما فيه يؤكد الترغيب، بنَــعَمه ونِعَمِه، وهي كذلك...!
................
وهما يقولان "لا" لكل ما يُقرِّب بينهما، وكل ما فيهما يقول "لا" أيضاً لِــمَنْ وما يبعد بينهما، ولو ثوانٍ من عمر الحب، و"نعم" لحُبِّ العُمْر، يقولان "لا" للتنازل، وهما مستعدان للتنازل عن الكون، للاحتفاظ بمَنْ يعني لكلٍّ منهما الكونَ بأسْرِه...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق