أبحث عن موضوع

الاثنين، 29 أغسطس 2016

صرخة شامية من تحت الرّكام -: لسنا موحلين يا سادة لـ: رشا أحمد ............... بقلم : شاهين دواجي / الجزائر


لسنا موحلين يا سادة
لسنا موحلين يا سادة !!! .
هذا الركام على وجوهنا
هو ركام حضارتكم
التي تكالبت على شآمنا
وجعلت منا غابة يلتهم بعضها بعضا
خذوا حضارتكم اللعينة
وارحلوا عن دمائنا وعن دماء أطفالنا
التي جعلتم منها
نبيذا لطاولاتكم المستديرة
وانتم تتشدقون بحقوق الإنسان
وترفعون للحرية شعلة للسماء
وما أنتم منها بشيء
وتفخرون بساحاتكم الحمراء للحرية رمزا
وانتم ريح تلتهم الأوطان
وتفخرون ببياض بيتكم
وقد جعلتم
من وطني كتلة
من لهب أسود
وقصص سود
وشياطين سود
ونهارات من حريق ونار
عودا خلف البحار غربا
خلف السهول شمالا
خلف سوركم شرقا
خلف ناركم المقدسة
!!
عودا ..
فقد صنعتم
أحزابا شيطانية تديرونها باسم الله
وهو منها ومنكم براء
عودا
فشآم لنا
شآم لنا
شآم لنا .
عمران سوريا
ــــــــــــ رشا أحمد ـــــــــــــ
- في جنح اللّيل تتساقط قذائف الشّر على أحياء الشام ، فتتناثر الأشلاء ، وتبكي الديانات ، وتنتحب الطوائف التي اِقتسمت الرّغيف من قرون ... يتعمّق جرح الشّام ، تعتلي الطائرات عرش الموت وتستوزر الدبّابات والبراميل المتفجّرة .... الشّام ركام إذن ؟ .
- في عتمة هذا الليل البهيم ووسط السّكون ... صبيّة شاميّة ، ذات وجهر ملائكيّ، ذات عينين عسليّتين وشعر أشقر- يميل إلى البنّيّ قليلا بفعل الركام - .... من تحت الرّكام، ترمق هذه الصّبيّة خبير الموت يهمس في أذن صاحبه :
" شامٌ مزحل ... عرب بلون الوحل "
- إغرورقت عينا الصّبيّة بالدمع ، وتطاير منهما شرر أحمر ... لابدّ أن تردّ؟ سيقتلونني ؟ فليكن لن أخسر أكثر من الشّام .
* لسنا موحلين يا سادة
*لسنا موحلين يا سادة !!! .
*هذا الركام على وجوهنا
*هو ركام حضارتكم
*التي تكالبت على شآمنا
- كنا مهد الحضارة ومهبط الكتب وفسحة الأنبياء ، ودمشق عروس الشرق ومشتهى كلّ " آدم " تربى المجد في كنفها فلمّا وصل مرحاة البلوغ استحال قبابًا ... أما سمعتم إيليا :
ليست قبابا ماترى إنما *** مجد تطاول فاستحال قبابا
- والشّام معشوقة الكلّ ترسل وشاحًا أحمر على كتفيها وترسل خصلة من شعرها ذهبيّةً فيهيم الكل ويكتب شعرا لها أما سمعتم نزار ؟:
الفلّ يبدأ من دمشق بياضه **** وبطيبها تتطيّب الأطياب
اما سمعتموه حين قال :
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ, إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ.
- ويبكي الكلّ وجع الشّام أما سمعتم شوقي ؟:

سلام من صبا بردى أرق *** ودمع لا يكفكف يا دمشق
*هذا الركام على وجوهنا
*هو ركام حضارتكم
*التي تكالبت على شآمنا
*وجعلت منا غابة يلتهم بعضها بعضا
- ما أقذر حضارتكم حين تأتي الى الشام فتشتري الخونة وتكتنفهم ، وتقضي على ما تبقّى من الشرفاء وتبيدهم ، أتعاقبون الشام لأنّها الشّام ؟ أتعاقبون الشام لأنها حبلت بالحضارة من زوج شرعيّ هو التاريخ ؟
ما ذنب الشام يا أشباه الدول في أنّ حضارتكم من سفاح ؟
*وجعلت منا غابة يلتهم بعضها بعضا
- غذّيتم الطائفية حتى أحسّت التّخمة ، وحوّرتم التدين حتى ذبح الأبن أباه
*خذوا حضارتكم اللعينة
*وارحلوا عن دمائنا وعن دماء أطفالنا
- أقولها لكم اليوم وقد قالها لكم ذاك الدمشقي العاشق :
* أيها المارون بين الكلمات العابرة
*أحملوا اشلاءكم وانصرفو
- يومًا ما قدّمنا لكم الحضارة مع طبق عنبر شاميّ وصليب إدامه المحبّة والسلام بطعم التوحيد فكيف نقتنع أن الحضارة لا تولد إلا حين ينزف صبيّ ؟ أو تترمّل أنثى ؟ تتاجرون بدمائنا وتجعلون منها :
*نبيذا لطاولاتكم المستديرة
*وانتم تتشدقون بحقوق الإنسان
*وترفعون للحرية شعلة للسماء
- تبيتون في الفنادق ذات الخمسة والستّة والسّبعة نجوم على أسرّة وجعنا وتزيدون شعلة تمثالكم اشتعالا .... تبّا لكم ولتمثالكم ؟
- لم يكفكم اِكتواء الحريّة بشعلة تمثالكم فتسمون ساحاتكم - التي احمرّت من فرط نزيفنا - باسم الحريّة ؟
- وتلوّنون البيت - الذي أغرق شامنا في الحداد والسّواد – باللون الأبيض ؟ إنّ مأوى الشّرّ حقيق به اللون الأسود ... حقيق به الدّمار حتّى يعود فتاتا كفتات أكباد حرائرنا التي فقدت العزيز .... حقيق به أن يعود أشلاءا كأشلاء الصبية التي قضت في صباح العيد .
- عذاب هي حضارتكم .
- ليل بهيم هي حضارتكم
- أحلتم :
*من وطني كتلة
*من لهب أسود
*وقصص سود
*وشياطين سود
*ونهارات من حريق ونار
- كانت نهارات دمشق عبق ياسمين ، وحبّا تكتحل به عيون الشّاميات وعشقًا يتنفّسه نشامى الشّام ويفصّلون منه معاطف المجد فاستحالت :
*نهارات من حريق ونار
- أيها الشرق البغيض
- أيّها الغرب اللّعين
* عودا
- لسنا في حاجة إلى :

*أحزابا شيطانية تديرونها باسم الله
*وهو منها ومنكم براء
- الشام تعرف من هو الله ،تعرف أنّه الحب والعدل ، تعرف أنه الدعة والسلام ، علّمتنا أمهاتنا أن الله يمقت من يسرق حلوى أطفالنا لأن فرحة الطفل مقدّسة ،
وعلّمتنا الحياة أن الله يمقت من كان سببا في تنزّل دموع الأمّهات ، وعلمتنا أن من يسلب فجر الشام الجميل يحارب الله ....
- علمتنا حضارتنا أن الصليب أخو الهلال ، وأن العاشق حين يريد إرضاء محبوبته تكفيه كلمة " شام " فيضمها لتسمع نبضات قلبه وتحسّ رسم القبلة على الشّفاه .
- لن تكفيكم : "عودا " واحدة سأكرّرها :
*عودا
ولن تكفيكم : " الشّام لنا " واحدة سأكررها ثلاث مرات :

*الشّام لنا
*الشّام لنا
* الشّام لنا
- لم يكن ما قلته لتوّي نقدا لقصيدة كما تعودتم ذلك مني ، لكنني تمثلت هذه القصيدة صبية شامية تصرخ في وجه خفافيش الظلام فأردت أن أترجم لكم ما يمكن أن يجري على شفتيها ، نعم حين تمثلت هذه القصيدة صبية شامية تخرج معفرة من تحت الأنقاض عزّ علي ألّا أهديها فستانا تأتزر به إن لم تتوشّ حبه فوشاح الشاميات غالٍ.
- آمل أني فعلت ... آمل أني أرضيت الصبية ...آمل أن يصبح أهل الشام على وطن جميل .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق