هذا العطر العابق في المكان
يذكّرني بأمّي
ودّعَ من مرّ من هنا
من نساء وربيع وأطفال
ثمّ راح
مُوْدِعاً بقاياه عتمةَ النفق
نفقٍ يشتدّ ظلمة
مع كل ضوء وغبار
أيها الوطن النفق أنت الحياة
وبك الحياة
"ضاقت عباراتي
واتسعت رؤاي"
فصار قلبي أنت َ وصرتَ أنتَ قلبي
بين عينيّ وعينيّ دمشق عصارةٌ
من شوق وحبّ
أغزل عطرها المجنون
لأرفوَ جرحَها النازفَ ورداً
فيأسرُني الحنينْ
يا الله
كم كنت يا دمشقُ
بالياسمين تستحمين
واليوم على الجمر تنامين
فيبكي ظلّي عليك
وأشرب قهوتي على دمعتين
دمعةٍ سوداءَ من ماضٍ كئيب
دمعةٍ حمراءَ أرعفَها الجنون
وأسحب نفسا من ستائرك
فيأتيني غبار طلعك بارودا
وجلنارا محروقا
أين أنتِ يا دمشقُ؟
كانت مساكنٌ هنا
وأرجوحةٌ وأطفالُ
وهنا كان بيتُ العصافير
وهناك ...أسراب اليمام
ساءلت روحي؟
من باع أسيجة الياسمين؟
من أحرق النبض فيك ؟
من قلّم الحبّ من بنيك؟
هذا التنين أراه وهماً وسرابْ
أطلق علينا كلَّ الرُّعْبِ
وغابْ
غدا يا دمشق
من قلب الرمادِ
سيخرج طائر الفينيق:
جناحاه ياسمينتان
وعيناه بسمتان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق