هذا الْعذولُ بألْفِ عذْرٍ صدّني
أشْكو إليكَ وأنْتَ ما أنْصفْتني
*
غدرَ الزّمانُ وكدْتَ بي معَ عاذلي
وقرأْتَ أشْعاري وما راسلْتني
*
طالَ الغيابُ وشفّني لوعُ النّوى
حزْتَ النّجومَ وللسّهى أسْلمْتني
*
وأتاكَ قلْبي يشْتري منْك الرضا
إذْ أنتَ في سوقِ النّخاسةِ بعْتني
*
ونسيتَ أيّامَ الصّفا ورحيقه
يسْقيكَ وصْلي كأْسَهُ وتزقّني
*
كمْ مرّةٍ جنحتْ بنا الْأشْواقُ في
بحرِ الْهوى وتقول خذْني ضمّني
*
والْموجُ ينْثرُ عطْرهُ متراقصاً
إذْ نرْشفُ الصّهْباءَ مِنْ ثغْرٍ جَني
*
نتهامسُ الْأحلامَ في روضِ الْمنى
نلْهو معَ الْأطْيارِ في عيشِ هَني
*
وتُناشدُ الأزهارُ أنْسامَ الصَبا
شهدَ الندى وتقول يا هذا أسْقني
*
فإذا الْجوى عنْدَ الوصالِ تنهّدتْ
أشْجانُهُ الْحرّى بها روّضْتني
*
مِنْ بعْد كلِّ لَذاذِ ساعاتِ اللقا
أذْكيتَ نَوّارَ الهوى وهجرْتني
*
وطلبْتَ منّي الْعهْدَ يومَ الْملْتقى
أنْ لا يذوق سواكَ شهْدَ تحنّني
*
فوجدْتني كلّ العهودِ أفي بها
ونكثْتَ بالْأَيْمانِ ما عاهدْتني
*
ورحلْتَ في غيثِ الرّبيعِ وزهْرهِ
وأمرْتَ أوْراقَ الْخريفِ تعيْلني
*
وتركْتَ سهْمَكَ في فؤادي دامياً
إنْ متُّ مقْتولاً فأنْتَ قتلْتني
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق