بالأمس لازمني سوء الطالع. كان الطقس رديئاً في الخارج. كنت في حالة سيئة، صممت على غلق الأبواب والإستلقاء على الكرسي الهزاز الذي إقتنيته قبل يومين.
عدم استقرار الكرسي يروقني ويوحي الى أنني أعيش حياة مسكونة بنوع من التوازن.
أحدق في السماء عبر النافذة وما انفك اهتزاز الكرسي مستمر، يرعبني التفكير في نهايات الأشياء، إحساس بالكآبة يغمرني.
اليوم أنظر للأشياء بشكل مختلف، خرجت حاملاً معي صحيفة تحت أبطي، وقادتني قدماي الى احدى المقاهي التي لا زال بعض الاصدقاء يرتادونها، ولا زالت تعتز بدثارها البغدادي، لغتنا في المقهى هي الحوارات والجدل في كل شيء، أصواتنا أصوات فوضى، أعقاب السكائر تملأ الأرض، والصحف تنتشر هنا وهناك، حتى المنشورات السياسية، رواد المقهى اعتادوا وجوه بعضهم، جلست مع صحبة الأمس والسنين وبدأنا نجتر الكلام إجتراراً نوحد البلاد في ساعة ونلغي الطائفية في دقائق، ونطرد الأمريكان في ثوانٍ نحاور بعضنا ولا نقنع الا أنفسنا، وتعلو أصواتنا، كل يتكلم من وجهة نظره حتى نلفت الانتباه، هل حاولنا تغيير مكان اللقاء، هل دخلنا في حوارات مع الغير، كلا حتى لانغادر المكان... هكذا... تسير حياتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق