أبحث عن موضوع

الأحد، 13 نوفمبر 2016

الشَّجَرةُ المَنْسيَّةُ ................ بقلم : إحسان الخوري / لبنان


  

أشجارُ الدُّلْبِ تَنْطرُُ الصَّنوبرَ ..
والصَّنوبرُ مُمعِننٌ في الحُزنِ ..

الوَحشَةُ واقفةٌ أمامَ نافِذتي ..
ما أقساها ..!
هلْ ستُصارِعُ الظُّلمةَ الشَّاحبةَ ..
هلْ ستُقاوِمُ نافِذتي أصابعَ الرِّيحِ ..
حفيفُها يُثيرُ ذاكرَتي الفائِتةَ ...
أمواجُ الضَّبابِ طَفقَتْ تَتَمدَّدُ ..
تَغُبُّ مُتكاسِلةً كالعَظاءَةِ ..
رَشَقاتٌ من المَطرِ النَّاعِمِ ..
طَالَمَا حَمَّلْتُهُ تَعَشُّقي ..
وأحزاني عاجِزةٌ عن مَعانيهِ ...
تَوقَفَتْ حِدَّةُ الرِّيحِ ..
هَدَأتْ ترنيمتُها المتَُشَررِّدَةُ ..
فاحَ عِطرُ الصَّنوبرِ المَمزوجِ بالدُّلْبِ ..
انسابَ في ثنايا الغُرفةِ ..
امتدَّ معَهُ الظَّلامُ ..
فَانتابَتني مَوجةٌ جَديدةٌ منَ الشَّوقِ ..
وصَدري امتلأ بِغُصَّةِ الوَجْدِ ...
أبْصَرتُكِ من النَّافذةِ ..
هيَ أنتِ ..!
هلْ أُصَدِّقُ نَظري ..؟!
اندَفَعتُ منَ البابِ لاهِثاً..
اجْتَزتُ إلىٰ الغابةِ المُقابِلةِ ..
وابتَسَمتُ في فَرحٍ ....
مَرَّتْ عِندَ الشَّجرةِ المَنْسِيَّةِ ..
انتَظِري ..
هلْ سترحلينَ بَعيداً ..
هلْ أنتِ خائِفَةٌ ..!
لمْ تُجِبْ ..
توقَّفتْ ..
حَدَّقتْ بي ..
استمرَّتْ تَعبَثُ بأزرارِ قَميصِها ..
رُبَّما تَتحَسَّسُ علىٰ بَعضِ المَخْبوءَاتِ...!
كانَ الليلُ جَيَّاشاً ..
هَمَستْ بِصَوتٍ حَميميٍّ ..
أُحِبُّكَ ..
وكانتْ أثمنَ ما بِحوزتِها ..
هيَ تتعهَّدُ ليْ أمامَ الصَّنوبرِ ..
وتنسُجُ بها أحلاميَ الورديَّةَ ...
فاندَفَعَتْ النُّجومُ نَحوي ..
ألوانٌ لازَوَرديَّةٌ كوريدِ البَحرِ ..
لِتَحتَفي بِتَوَقُّدِ الحُبِّ ...
فجأةً راحَتْ تتلاشىٰ ..
اتَّسَعَتْ عَيْنايَ ..!
تُريدانِ تَشييعَها إلىٰ البَعيدِ ...
فأُُعيدُ تَنظيمَ خيوطِ الأُفُقِ ..
أُريدُ أن أراها ..!
هيَ صورةُ فؤاديَ الحَالِمِ ..
لكِنَّهُ الضَّبابُ الواصِلُ ..
أَسدَلَ علىٰ كُلِّ المَكانِ ...
فَمَنْ يَبيْعُني شَيْئاً من الأحلامِ .....!

من ديواني الرَّابع : نِساءٌ من شَمعٍ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق