في آخر هزيع من الليل خرجت تترنح من علبة ليلية ترقص بها .كل زبون
هو مشروع عمولة تنالها جراء غنجها الساحر ,الذي يدفعه الى الشراب
ليقول : هات !!هل من مزيد ?
الرصيف كمقبرة مهجورة الا من بعض السكارى والمتسكعين ,الذين ينامون
في ظلمات السقوف والجدران. كوابيسهم يترجمونها بين حين وآخر بصرخات
متقطعة ,تأتي من هنا وهناك. خرج "محمود" ليجدها ترتعب وتنتظر .
صاح بصوته الأجش ولسانه الثقيل : "لبنى"!! تعالي فطريقنا واحد !.
توقف الطاكسي قرب بيت "لبنى" فالتفتت الى "محمود" ,تطلب منه بعينين
ذابلتين اأن يرافقها. يتكون البيت من غرفة واحدة ومطبخ وبعض أثاث .
استغرب "محمود" وهو ينظر اليها تتغير بالتدريج ,وكأنها حية تبدل فسخها.
نزعت الأظافر والأهداب , مسحت الماكياج , وأزالت "الباروكة" والحلي
المطلاة بالذهب. أشفق عليها وعلى وحدتها في هذا الليل البارد طقسا
وعاطفة , ضمها الى صدره ومسح دمعة كانت تنتظر فرصة لتنطلق
من عقالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق