أبحث عن موضوع

الأحد، 24 يوليو 2016

ملاكُ الإنس ............... بقلم : حامد خضير الشمري // العراق


عبدتك يا ملاكَ الإنس طوعا ً
لأدرأ عن جلالتك الذئابا
ولن يهواك طول الدهر مثلي
فتىً غضّ ولا شيخٌ تصابى
أطوف بروضك الزاهي وأبغي
به أفني من العمر الشبابا
لذكرك قد طربت وهاج قلبي
ولم أهوَ القيان أو الربابا
كفرت بما عداك وسوف أبقى
وإن إبليس بعد الغيِّ تابا
وإني مذ عرفتك بعد شوق ٍ
فلا دينا ً تبعت ولا كتابا
ومن حاز الجنان وكان حيـّا ً
فبعد الموت لا يخشى الحسابا
فهاتِ الكأس قد فاضت وقولي
هم العشاق ينسون العتابا
ومهما باعدت منا الليالي
فإن القلب يزداد اقترابا
وكم أهوى العمى إن غبتِ عني
وأشكو بين خلاني اغترابا
وما عرف الورى قلبا كقلبي
إذا ما مرّ طيفك فيه ذابا
ولم يكفِ الأحبة َ ألفُ قلبٍ
فهل يكفي الذي أضحى خرابا
عذابك في فمي عـَذ ْبٌ وإني
أود السم َّ عنك لي شرابا
وإن تطئي الثرى يوما برفق
فإن الدُرَّ قد حسد الترابا
وإني إن بذلت إليك روحي
وقلبي والحياة فلن أعابا
يروم رحيلنا قوم وكانوا
كمن يبغي من الصخر احتلابا
ولو علم الفراق وكان مرّا ً
حبيب ما أحب ولا استجابا
ولو أوفت لعاشقها بصدق
حبيبته لما هرمت وشابا
سينساك الصحاب إذا تناءوا
وقلبي سوف يضطرم التهابا
وفي ذكراك صومعتي ستبقى
ولن أغشى الكنائس والقبابا
فكم من نافحات الطيب فيها
تعيد لقلبي الذاوي الرضابا
فلا تخشي حدودا نصّبوها
فضوء البدر يخترق السحابا
ستخمد إن نأيتِ الروح وجدا
وعيني سوف تنطفئ انتحابا
يذوب القلب لم يهجرك يوما
ولم أفتح لغيرك فيه بابا
يداعبني غرامك كل حين
فأحسب كل حسناء سرابا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق