(منار) ابنت ضابط شرطة السيد (كنان) تعيش في اطراف مدينة مع عائلتها الصغيرة والدتها مدرسة في المدارس القريبة على منزلها احبت ان تكون مترجمة لذلك دخلت كلية العلوم واللغات الحية وهي متفوقة في دراستها حتى حققت النجاح وانتهت دراستها ,,قرر والدها ان يدعوا أصدقائه للاحتفال بها جاء الجميع على الموعد المحدد ومن بينهم ضابط جديد العهد بالشرطة اسمه (امين) كان شاب انطوائي ذو مزاج صعب وجهه عكر لا يبتسم احتفل الجميع وتناولوا العشاء وتمنوا لها مستقبل جيد ,,الجميع قدم الهدايا والتهنئة الا (امين) كان ينظر اليها بلا أهمية كأنها لم تكن شيء ولم يقدم شيء ولا كلمة طيبة ,,خرج الجميع وهي انتبهت لتصرفاته التي تميزت بلا مبالاة ,,في اليوم الثاني ذهب والدها الى العمل وكان الجميع يشكره على الدعوة والعشاء الا الضابط (امين) كان لم يكن شيء يذكر ولا كلمة طيبة واحدة ,,تعجب من تصرفه وسال الزملاء بالعمل عنه وعن سبب تصرفاته فاخبروه بانه شاب لا عائلة له جميعهم توفوا بسبب حادث سير لذلك هو كذلك لا يهتم لشيء ولا يتحدث مع احد انطوائي الشخصية ,ليس له أصدقاء ولا حتى بالعمل لا يبتسم لا يتحدث لا يطلب شيئا" ,,تركه السيد (كنان) لحاله واكمل عمله المعتاد ,,مرت الأيام وحصلت (منار) على عمل بنفس مركز الشرطة الذي يعمل به والدها لتكون مترجمة للأجانب لان البلد يحتوي على عمالة اجنبية بكثرة والبعض منهم قد يرتكب بعض الجرائم ولا احد بالمركز يعرف لغة أخرى غير لغة البلد الام ,,سعدا بها والدها السيد (كنان) كان يأخذها معه كل يوم , وتجلس بمكتب صغير لحين الطلب تذهب للحضور التحقيقات وتترجم للزملاء من الضباط كان الجميع لطيف معها ولحد الان لم تجتمع بعمل مع الضابط (امين) فهو لا يأخذ الا الجرائم الكبرى ويتعامل مع الحوادث المعقدة ,,كان والدها السيد (كنان) هو مدير المركز ويتعامل مع الجميع بحدية وموضوعية ومعترف له بالنزاهة والأمانة ,,اصبح المركز مشهور جدا" والكل يشير اليه بالبنان لكثرة القضايا التي استلمت وحلت بسرعة باهتمام ومتابعة من الضابط (امين) ورعاية السيد (كنان) كانت (منار) تشعر بالفضول من هذا الشخص لأنه حتى لا يلقي التحية عليها ولكن لا تقدر ان تتحدث عنه بسوء او تنتقد تصرفاته لان الجميع يحبه ويهتم به ,,قررت بنفسها ان تعتبره غير موجود وتسير بالعمل بصورة طبيعية ,,, في احد الأيام كان والدها مشغول فطلب اليها ان تذهب لحالها الى المنزل فخرجت وكان الضابط (امين) قد خرج وركب سيارته ولم يدعوها لتركب راته فغضبت بنفسها لأنه لا يهتم لوجودها كزميلة عمل ,, قررت ان تذهب مشيا" الى المنزل وتتطلع الى الطبيعة الجميلة وسارت وهي مرحة بالطريق حتى طل عليها لصان على دراجة نارية وسرقا حقيبتها وسحباها الى الشارع بدأت تصرخ وكان الضابط (امين) يسير ببطء فراها وهي تسحب جن جنونه فاسرع وراها وانقذها وامسك باللصين وبدل ان يتفقد حالها وبخها على عدم سيرها بعيدا" عن الشارع ,, كان جسمها مليء بالخدوش اضطر ان يحملها ويأخذها الى المشفى القريب وكان الكل ينظر اليه كأنها زوجته والطبيبة اخبرته بانها بوضع جيد وعليه الاطمئنان ولا يخاف الخدوش بسيطة اتصل بوالدها ليخبره هلع الاب الى المشفى وعندما وصل والدها السيد (كنان) قالت له الطبيبة لماذا الفزع سيدي فزوجها احضرها واخبرناه بانها بخير , قال السيد (كنان) زوجها من وأشارت اليه ونظر اليه الجميع كيف كان معها وكيف حصل الحادث ,, نظر اليهم باستغراب وقال لا تفهموا خطا لقد تعرضت لحادث وكنت قربها فأنقذتها انه واجبي لا اكثر ,, كان الشك يراود الجميع عن صدفة اللقاء ,, خرج الجميع من المشفى وكلا ذهب الى منزله , وفي الصباح ذهب السيد (كنان) للعمل كالعادة وقدم الشكر امام الجميع لما قام به الضابط (امين) لكن الجميع شكوا بوجود علاقة بين الضابط(امين) و(منار) سرية لا يعلم بها احد , اصبح من المستحيل ان يبقى الاثنان معا" بنفس المكان والحديث كثير عنهم وأصبحت قصص للعشق والمودة وكلا من عنده يعطي قصة ,,حتى دعا والدها الضابط (امين) وتحدث معه بصراحة عن الموضوع وطلب منه ان يحله بان يجد عروس ويتزوج وبالتالي ينتهي الموضوع وتستطيع (منار) ان تبقى بالعمل ,,, انتهى اليوم وذهب الجميع الى المنزل ومنهم السيد (كنان) دخل لم يجد ابنته تفتح الباب لأنها معتكفة في غرفتها نتيجة للظرف الذي مرت به ,, حزن الوالد عليها وطلب منها عدم الحزن كل شيء سوف ينتهي لا تفكري ,ابتسمت وجلس الجميع على العشاء ,طرق الباب استغربوا فهم لا ينتظرون ضيف ما كان لهم الا ان يجدوا الضابط (امين) على الباب ومعه بيده باقة زهور لطيفة سلم ودخل للمنزل وجلس وبلا مقدمات انا جاءت لأتزوج ,, فرح السيد (كنان) وقال له انه مستعد للذهاب معه لخطبة العروس وانا كوالدك ,, نظر اليه باستغراب وقال جاءت اخطب
(منار) وانتهى هذه الزهور لك وانت عروسي لا اريد البحث انتهى ,, خرج بسرعة ووضع موعد للزواج الأسبوع القادم وهم صامتون ينظرون اليه بغرابة ,, في اليوم الثاني كان (امين ) قد دعا الجميع لحفل زفاف ووضع السيد (كنان) وابنته (منار) تحت امر واقع ,, فعندما وصل الاثنان الى العمل سمعا بالخبر من الجميع والتهنئة وطلبوا من (منار) ان تأخذ إجازة وتتهيأ للزواج لا يوجد وقت كافي لها , نظرات الى والدها وطلب منها الصمت والتحمل ,, خرجت من العمل وذهبت الى البيت واخبرت والدتها بما جرى طلبت منها والدتها ان تتهيأ للزفاف فالأمر لا مفر منه ووقع الفأس بالراس ,, مر الأسبوع وكان الزفاف بمنزل والديها وذهبت معه للسكن بشقة صغيرة كانت اول مطالبه ان تترك العمل ,, قبلت بسبب الظروف لأنها أصبحت ام بأول سنة زواج ,, كان والدها قد احيل على التقاعد ورشح (امين) ليكون هو مدير المركز وتحقق له ذلك بسرعة نتيجة لما قدمه من اعمال ومجهود ,, مرت الأيام بسرعة وكبر طفلها (يقين ) واصبح بعمر (5) سنوات فحصل زوجها (امين ) على منصب وزير للأمن نتيجة التغيرات بالحكومة ,,كان السعادة كبيرة للعائلة بزوج ابنتهم والفرح كبير وقتها رزقت بطفلها الثاني (مهيمن ) كان زوجها صعب المراس كعادته يعاملها بخشونة واغلب وقته للعمل ,, حدث انقلاب اخر بالدولة وادى به ليكون رئيس للبلاد كانت الفرحة كبيرة للجميع الا (منار) لأنها تعرف سوف يهملها ويبقى يعيش للعمل وهي ترغب ان يهتم بها وبطفليه ,, حدث ما كان منها متوقع أصبحت هي في الظل لا احد يعرف عنها شيء ومن تكون أصلا ,حراسات قليلة والاغلب هم معارفه أولاده يذهبون الى مدارس خاصة بطريقة عادية جدا لا يوجد غير حارس واحد فقط ,جميع الفخامة مختفية ,الحياة بسيطة جدا بحيث لم تشعر بانها زوجة الرئيس ولم يكن يأخذها معه الى أي مؤتمر او زيارة الى البلدان الأخرى ,كانت زوجة في الظل وليس لها دور مهم في كونها زوجة رئيس ,, كان (امين) جدي جدا في عمله لم يخلق له أصدقاء في السياسة كانت مصالح الكثيرين تتعثر معه وخلق له هذه عداوة كثيرة مع اغلب الساسة لكن كان الامن والنظام في البلد يسير على قدم وساق الأمور جيدة جدا" ,,,كانت تصرفات (امين) تجعل الكل ينفذ القانون الذي وضعه ودونه بالدستور لكن ليس الجميع يرضى بالنظام هناك عيون تبحث عن الفوضى والفساد والسرقة فتكالب عليه الجيش بانقلاب عسكري ودخلوا القصر الرئاسي خلال 24 ساعة فقط سقطت الدولة بيد الانقلابين وكان على رأسهم رئيس الوزراء السيد (لطيف) دخل معهم القصر وامسك بالرئيس المخلوع (امين) وبحث عن زوجته وأولاده لكن لم يجد احد القصر فارغ فامر بالبحث عنها فهي مفقودة مع طفلين ,, كانت (منار) قد خرجت من باب الخدم مع طفليها بملابس بسيطة بعد ان طلب منها (امين) ان تأخذ الطفلين وتهرب الى البعيد واعطاها بعض المبالغ المالية للتصرف بها وقت الحاجة ولكن عليها ان لا تذهب الى بيت ابيها خشية الإمساك بها ,, بقيت (منار) وطفليها تجوب المدينة بحثا" عن مأوى انها تعرف الكثير لكن من يستطيع ان يتحمل المسؤولية انها عملية خطرة تؤدي الى الموت حاولت ان تبتعد عن المدينة الى أطرافها بركوب سيارة بسيطة مع عامة الناس وطلبت من طفليها الصمت وحاولت إخفاء وجهها قدر المستطاع والامساك بطفليها وحضنهما حتى لا توضع للأخرين الشكل ,,كانت السيارة صغيرة بها 18 راكب والكل يتحدث عن الرئيس والانقلاب وتطارق الاحداث وكيف ان الرئيس يستحق العقاب لآنه كان قاسي جدا ولا يرحم ولا يعفوا عن احد ابدا" كل همه ان تسير الأمور على خط مستقيم ,بعضهم كان بالسجن وخرج نتيجة الانقلاب سمعتهم يقولون انهم يرغبون بقتل الرئيس وتهشيم جثته الى قطع وحرقه مع أبنائه اصالبها الهلع من كلامه نظر اليها بتوجس وامرأة كبيرة بالعمر طلبت منهم الصمت لأنها صبية ومعها أطفال خافت منكم يا وحوش كلامك دموي عليكم اللعنة انه كان دواء لكم ولغطرستكم ,,ضحك الجميع في السيارة من الشباب وقالوا لها يا عجوز ما بك ,,انتشر الرعب بأوصال منار فتوقفت السيارة لتنزل العجوز نزلت معها (منار) وظلت تسير خلفها والعجوز تشعر بها انها ضالة عن الطريق , كانت العجوز تسكن لحالها بعد ان تركها أولادها وكلا منهم تزوج وهي بارض خربة تعيش توقفت ونظرت اليها بعمق وقالت لها الى اين يا صبية مع طفلين ,قالت انها جاءت تبحث عن اقاربها بهذه القرية ولكن نسيت الطريق ,فهمت العجوز انها بلا مأوى فطلبت منها بالطف ان تكون ضيفتها الليلة ,كان منزل العجوز عبارة عن خربة لا تكنها عن حر ولا عن برد استغربت (منار) من العجوز المسكينة كيف هي بهذا الوضع ورغم ذلك تستضيفها بكل حب وحنان ,جلست (منار) وطفليها واذا بالعجوز تحضر لها الطعام ,شعرت بالحزن عليها لما تقوم به ,بقيت الليل ونامت هي وطفليها على فراش العجوز ,عندما جاء الصباح نهضت مبكرا" وقامت بالتنظيف للخربة وساعدت العجوز عندما راتها تجمع الحطب للطبخ ,شعرت العجوز بشعور جميل فابتسمت لأنها لم ترى احدى يبادلها الحب والحنان ابدا" حتى المساء كان المنزل فرح نظيف مرتب رغم البساطة ,كانت (منار) مبدعة قضت معظم وقتها بالمنزل بالقيام بالأعمال اليدوية فطرحت فكرة ان تساعد العجوز بالكسب الرزق فقامت واخبرتها بالمشروع للأعمال اليدوية والعجوز تبتاعها بالسوق ,كانت (منار) تعمل بجد لمساعدة العجوز من جهة ولكسب الرزق من جهة أخرى والعيش مع طفليها بكرامة ,كانت الاخبار يوميا" تتداول عن سجن الرئيس واحتمال الحكم عليه قريبا" بالإعدام كانت (منار) تبقى ليلا" للبكاء والنحيب على زوجها وما يحدث له وكانت العجوز تراقبها وفهمت انها زوجة الرئيس لكن كتمت الخبر ولم تتحدث به لأنها كنت تؤنس بهم ,صباحا" نهضت العجوز ومنا مبكرا" اعدت (منار) الإفطار للعجوز وحملت الاعمال اليدوية ووضعتها في سلة العجوز ليتم بيعها بالسوق خرجت العجوز وهي تحمل السلة ركبت السيارة وهي تسمع الكل يتحدث عن زوجة الرئيس وأين اختفت وان هناك جائزة مالية كبيرة لكل من يجدها فعليها حكم رئاسي مع طفلين , احست العجوز بانها في مشكلة كبيرة ,,فهناك جائزة وعقاب لمن يخفيها ,بقيت تفكر كثيرا" وعادت الى المنزل وظلت تنظر اليهم وكيف يلعب الطفلان امامها و(منار) تخدمها ,لكن هي ليست ابنتها وهؤلاء ليس هم احفادها مجرد غرباء معها لكنهم يخمونها ويعوضونها حنان ابناءها الذين تركوها بهذه الخربة بلا سؤال ,لعل ان تكسب الجائزة يأتي ابناءها اليها ويحبونها ويراعوها ,لم تنام الليل بطوله وهي تفكر بين شتين ان تخبر عنهم وتكسب الجائزة وبالتالي هي خسرت من حن عليها ورعاها وهل سوف تكسب ود أولادها حقا" اما يكسبون منها المال فقط ,الحديث في دماغها كثير ووفير لا تعلم ما تفعل ,بزغ الفجر وخيوط الشمس عليها احست بالتعب لأنها لم تنام طوال الليل قررت عم الذهاب الى السوق والبقاء بالمنزل , القرار لم يتخذ فكرت أخيرا" ان تسلمهم وتسعد برؤية الأطفال بينما هي كذلك جاءت جارتها (ام رزق) تسال عنها لأنها لم تذهب الى السوق اليوم بينما هي كذلك شاهدت (منار) وطفليها وهي تعرف ان العجوز لحالها , استغربت وسالت عنها ,فأجابتها وهي تتمتم بانها ابنتها قد تطلقت وعادت اليها مع طفلين ,احست (ام رزق) ان هناك شيء غريب ,فقامت وداعبت الطفلين بلطف وامسكت بهما لتقبلهما ,,اندهشت لان الطفلين ناعمان ورقيقان لا تظهر عليهما علامات الفقر والعوز بل الدلال ,احست العجوز بها وهي تتلمس الطفلين فقامت واخذتهما من يديها احست ان قلبها بدأ يتمزق فقد تعلقت بالطفلين الهيا" خفق قلبها لهما ,وارتعشت خوفا" من المصير القادم ,لان (ام رزق) لا تصمت ابدا" لسانها طويل والان الخبر بالقرية بأكملها عن (منار) وطفليها ,بدأت تنظر الى (منار) وكأنها تقول لها ارحلي بعيدا" ولكن الى اين , ما ان حل المساء حتى اتى سكان القرية يهجمون على بيت العجوز بحثا" عن منار وطفليها , لكن لم يجدوا أحدا" ف(منار) خرجت قبل ان يأتوا تجول الى المجهول وتركض حتى وصلت الى مكان ركوب السيارات فركبت احدها الذاهبة الى المدينة ,اسرع اهل القرية بعدها الى القرية بحثا" عنها ولكن قد فات الأوان , وصلت صباحا" الى المدينة اخذت طفليها وبدأت تفكر بالذهاب الى منزل والديها لا مفر لها غيرهما وليكن ما يكون , كان المنزل محاط بالجيش والحراسة الكبيرة والتفتيش لكل من يحاول الدخول الى المنزل , تذكرت (منار) ان هناك باب سري من الحديقة فانتظرت قدوم الظلام حتى تدخل منه , جاء الليل وانتهزت فرصة تبديل الحراسة ركضت نحو الحديقة ودخلت عبر الباب السري والنفق ووصلت الى المنزل فزع الوالدان من صوت الباب السري يطرق وسالا من اذا بها انا يا ابي افتح الباب , فتح الباب ووجدت ابنته (منار) وطفليها قدر ارهقها التعب والغبار يملئ ملابسهما والوجوه متعبة , بكى عليها بكاء" شديدا" لما هي عليه وقاموا وادخلاها في بهو البيت حيث تبقى هناك حبيسة المنزل لحين ينظر بها , الاب لم يتحمل حال ابنته , قرر ان يذهب الى رئيس الوزراء ويطلب العفو لها وطفليها , فذهب حقا" وطلب منه التماس العفو الانه خدم الدولة كثيرا" في جال الامن وابنته وطفليها صغار لا ذنب لهما بان زوجها رئيس دولة ,قبل السيد (لطيف ) لا نه يعرف والدها وما قدمه للحكومة من خدمات ,ونشر المرسوم الوزاري بالعفو, سمع الجميع به وتوقف الحرس والتفتيش عنها , استطاعت ان تحيا حياة طبيعية في كنف والديها واخبرتهم عن مكانها السابق مع العجوز وان تريد مكافأة العجوز وان تحضرها للسكن معهم وتعطيها الاهتمام وافق والداها على ذلك وذهبت مع والديها اليها وجدتها جالسة لحالها بالشمس لان أهالي القرية اسقطوا الخربة وهي تعاني من الجوع والالم والتعب , عندما رأت (منار) والطفلين بكت كثيرا" وطلبت العفو فقالت لها (منار) أي عفو تطلبين جاءت لا شكرك واخذك للعيش معنا هذان والدي جاء ليشكراك على ما فعلته لنا بكت كثيرا" وسردت ل(منار) عن ما كانت تفكر به ولحسن الحظ بدلت رأيها لأنها شعرت بان (منار) ابنتها الحقيقية .. (منار) سامحت العجوز لأنها صاحبت معروف ومسكينة واخذتها معها واسكنتها بالمنزل معهم فقامت بغسل جسمها وتغيير ملابسها حتى ظهرت بأجمل حال ,, مرت الأيام حتى ظهر قرار الحكم بالإعدام على زوجها (امين) ,, كان بعد أسبوع من الإعلان ,مر عليها الأسبوع بألم وكوابيس متعبة وهي تفكر بحاله ,, انتشرت قبل يوم من الإعدام الفوضى في البلاد والسرقة والحرق لممتلكات الدولة واللصوص في كل مكان , الأمور خرجت عن زمام السلطة ,, السيد (لطيف) كان ضعيفا" جدا" لا يستطيع ان يسيطر على زمام الأمور ,,الوضع سيء جدا وغدا" تتم عملية الإعدام ,, كانت (منار) تحسب الوقت وفي اليوم التالي كانت جلسة عائلية في حديقة المنزل بانتظار ان يسمعوا الحكم قد انتهى ,, لكن صوت سيارات كثيرة وكانت تملؤها الحراسات كانه موكب رئيس الوزراء قادم وتوقف امام منزلها احست (منار) بالرعب لأنها فكرت انهم قادمون لأخذها لتحضر اعدام زوجها مع طفليها ظلت تبكي في أحضان ابيها حتى لا يتم ذلك كيف سوف تتحمل هي وطفليها هذا البلاء الكبير ,, ما ان توقفت السيارات حتى خرج من احداها زوجها (امين) وهو مرفوع الرأس ركض الطفلين على ابيهما وسلما عليه ,, وهي تنظر اليه بدهشة وتبكي ,, سألها عن سبب البكاء فقالت له الفرحة برؤيتك ماذا يحصل خبرني ,, جلس الجميع ومعهم العجوز وسألهم عنها اخبرته بكل ما جرى ومن تكون هي , قام وقبل يديها وقال لها انت امي من الان ,, فرحت العجوز وبكت كثيرا" لأنها اصبحت ام لرئيس البلاد, نعم عاد (امين ) رئيس للبلاد بعد ان فشل الانقلابين في السيطرة على زمام الامور بالبلد لتعود من جديد (منار) زوجة الرئيس .................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق