أُلامُ على حُبّ وَجارَ المَلامُ
بِعَذْلٍ يُقاويني وَصَبرٍ يُضامُ
وَمَنْ لامَ في حُبٍّ صَرِيحٍ
أَضاعَ عُرى وِدٍّ وَزاغَ الوِئامُ
وَما الحُبُّ إلّا غَمْرَةٌ مِنْ سَماحٍ
وَسِرُّ مَتاعٍ في الغِنى وَالسَّلامُ
وَأَعتى القِوى عزمُ الحبيبِ بِحُبِّهِ
وَلا خَيرَ في غِلٍّ قِواهُ السِّقامُ
فلا عَيشَ لِلْآنامِ مِنْ غَيرِ عُشْقٍ
بهِ الحَيُّ يَهْنا رَحلُهُ والمقامُ
وَيَجمَعُ أَضْداداً بِغَيْرِ طِباعٍ
وَيَسجِرُ أَشْواقاً وَمِنهُ الضِّرامُ
وَمِنهُ بُرودُ الرَّشْفِ مِنْ ثَغرِ حالمٍ
رِضابٌ كأَنَّ الرَّشْفَ مِنْهُ المُدامُ
حَبيبٌ لَهُ الأَوصافُ سَيلُ هِباتٍ
وَإِسفارُ مَوهوبِ الجمالِ غرامُ
بِنَفسي حبيبٌ كان لِلْحُسْنِ سِراجاً
يُباهي بهِ الحُسْنُ المليحُ وَالوِسامُ
وَلو نَظَرَت أَلحاظُهُ بِتَفَرِّسٍ
أَصابَت قتيلاً بالفُؤادِ السِّهامُ
وَحتّى فِتورُ العَينِ كان قِتالاً
وَمِنْ رَمشَةٍ بالطَّرفِ سُلَّ الحُسامُ
أَيا قاضيَ العُشَّاقِ جِئْتُكَ شاكِياً
صَحيفَةُ أَمرٍ قَد طواها الحِمامُ
غَزالٌ غزا قلبي فَجارَ تَحَكُّماً
فَذَلَّ عَزيزاً بالمِطالِ يُسامُ
أَبيتُ الَّليالي وَالهُمومُ نوازِلٌ
وَطَيفُ نَزِيلِ الشَّوْقِ لَيسَ يَنامُ
أَجولُ معَ الطَّيفِ النَّزيقِ مُرابِضاً
وَلكِنَّ فِكْراً لِلْنِزالِ دَوامُ
أُعارِكُ أَفكارا تَسودُ غِلاباً
فَتَفلِتُ مِنِّي خَيلُها والزِّمامُ
فَكَيفَ اصطِباري وَالهوى في جموحٍ
وَدَمعُ العِيونِ الهامِلاتِ سِجامُ
وَلي مِنْ شهودِ الأَمرِ ما يُغني النُّهى
بِفِطنَةِ مَولانا يُماطُ الِّلثامُ
وَأَطلبُ مِنْ عَدلِ العِقولِ حُكمَها
على كُلُّ مَعشوقٍ لِهَجرٍ حرامُ
وَيَلزُمُهُ بالوَصلِ عِندَ وِثاقِهِ
فَلا مَطلَ زَهوٍ بَلْ علَيهِ لِزامُ
فأَلقى مَقالاً كانَ لِلْنُّصحِ شأْنُهُ
بِظاهِرِ أَمرٍ حُكمُنا وَالنِّظامُ
وَلَيسَ لَنا في باطِنٍ مِنْ قرارٍ
وَأَمركَ لِلقَيّومِ يَجلو الخِصامُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق