عليكِ كثيراً جرتْ أدمعي
فلم ترحميني ولم تشفعي
**
كأنّيَ طفلٌ على أمّهِ
من الجوع يبكي ولم يرضعِ
**
فكيف بصدركِ ما عاد يشقى
وقد غاب ثغري عن الموضعِ
**
وكيف لنهدكِ يبقى سجيناً
أنادي عليهِ ولم يسمعِ
**
يقضّي ليالي الشتاء دعاءً
بغير يديَّ كما الهجّعِ
**
فما لكِ بالصبر عنّي امتنعتِ
وماليَ بالصبر لم امنعِ
**
أهذا زمان المشيب فبُعداً
لمن ْ ظنَّ بالقلب ما يدّعي
**
فأنّيَ كالشمس لو غادرتْ
لتشرق صبحاً من المطلعِ
**
ثلاثون عاماً ولم تذكريني
تأخّرتِ عنّي ولم تسرعي
**
اذا ما سمعتِ نواح الحمام
فذلك نعيي الى مصرعي
**
فصلّي على القبر من وحشةٍ
بصوتكِ لحناً الى مسمعي
**
ستبكين أنتِ عليَّ وأخشى
تُجرّحُ عيناكِ بالمدمعِ
**
رداء العزاء دعيهِ بلا برقعٍ
سينظرُ غيري الى البرقعِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق