أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

زواج مقدس ( قصة قصيرة ) ............... بقلم : كاظم مجبل الخطيب // العراق




لا معنى للحياة بغياب من نحبّ فهي من غيره رتيبة مملّة لا تحسب ايامها ان أبطأت او اسرعت لأنها لا تعني شيئاً بقدر ما هي معيشة روتينية لا نكهة ولا طعم فيها ،ربما يصبح احدنا مهيّئاً في ايّة لحظة لمفارقة دنياه لانّ في داخله ماتت عوامل الرغبة بأسباب وجوده. ربما لا ندرك قيمة ما بأيدينا الّا حين فقدها وربما نحن نتمنى ما ليس من حقّنا وقد ملكهُ الآخرون في غفلة من الزمن او منّا ،والآمال حين تصبو للمستحيلات تتحوّل الى عذابات حاملها وهي تقتله يومياً، أما كان أجدى بنا ان نكيّف حالنا لما نحن عليه لنسلم من مصاحبة الميتافيزيقيا المهلكة وهي تنقلنا الى مثاليات لا يقرُّبها الواقع .لكنّ ما يهوّن على المتوجع في نفسه بعد اعتقاده بأنّه يفكّر بصمت لوحده ان يجد مماثلاً له في انكساراته لتختزل المسافات بينهما وتكون المقتربات أماكن مشتركة بين نفسين منهزمتين حسب رؤاهما للحياة وفلسفتهما لها فهل لتراكمات وجع السنين ان يخفَّ من على كاهلهِ بلقاء امرأةٍ دونما موعدٍ؟ هل لخريفهِ ان يزهرَ وروداً بعدما ذبلت اوراقهُ. أيمكنُ لألم وجرحٍ مشتركٍ ان يلتئمَ بينهما ليصبحَ دواءاً لمعاناتهما السابقة .قال لها مرةً:
-انتِ دنيا أخرى مبهرة لما لديكِ من حضور يشغلني ويستفزّني للبحث عنكِ كثيراً .أجابتهُ:
-انا مثلكَ بكلّ التفاصيل ،صرتُ افتقدكَ حينَ تغيب وأجدني أفتّشُ عنكِ كل وقتي .لم يفكّرا بعمريهما المتقدّمين بقدر تفكيرهما بأيام تجمعهما تعدلُ كل الماضيات، لم تشأ (هدى) ان تستفهمَ (عصام) ولا هو ايضاً عن مستقبلهما ولكنّهُ قال لها :
-هو الحبُّ هدى أن نعيشهُ سامياً متمرّداً على التقاليد والشكلية.
-نعم عصام وهذا ما لم اجدهُ وكأنني كنت ُفي انتظارهِ حين قدمتَ انتَ لتكسرَ صمت ايامي الماضية وتمنحني الوجود لكياني المبعثر وجعاً.. نسيَ عصام نوبات قلبهِ المتكرّرة وهدى تغاضتْ عن مرض السكري الملازم لها ليختارا معاً تتويج علاقتهما المقدسة بزواج تشهدُ عليهِ السماء، لم تسع الدنيا عرسهما وكانت قبلتهما أكسيراً لأدامة الحياة بينهما وهي الومضة التي اوقدت ناقوس الجسدين وهما يصلان حد التماهي ،لم ينفصلا عن بعضهما الّا بعد توقف خفقان قلب عصام وهدى أثرَ ذلك تدخلُ في غيبوبة لا تعلمُ بعدها انها لحقتْ به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق