كبيرونَ في حروفنا ...
عظماءُ في كلماتنا ...
عباقرةٌ في نقدنا .........
نرسمُ لأنفسنا ممالكَ وامبراطورياتٍ عندما تلثمُ أقلامنا خدودَ أوراقنا
ونقنعُ أنفسنَا بأننا في سوقِ عكاظٍ أحياناً ، ونستعدُّ لتزيينِ الكعبة بمعلقاتنا
أحايين أخرى ......
نظهرُ بل نُظهرُ أنفسنَا بأننا أعلامُ الثقافةِ والأدب والشعر والفنّ ، لكن ما
إنْ ترتدي أقلامُنا قبّعاتِها إيذاناً بالتوّقفِ عن الكتابةِ ونطوي أوراقنَا التي
سعدتْ برحلةِ العشقِ مع تلك الأقلامِ ونستلقي على أسرّتنا لنبحرَ في التغذية
الراجعة لكتاباتنا نجد أنفسنَا قد رفعنا راياتِ التباهي وعبقرية الذات ثمّ نغفو
على تلك العظمة ثمّ نستيقظُ فإذا بنا قد عدنا إلى " أنا انسان " صاحبُ حسبٍ
ونسبٍ وعاداتٍ وتقاليد وموروث تالف وتاريخ صدئ ، فننسى حالنَا الأول
ونتأطر بذلك الموروث وتلك التقاليد ونكتيب على جبيننا " أنا مثقّف " لكنني
ابن بيئتي بما تحتوي من عاداتٍ وتقاليد لا يمكنُ كسرَ حواجزها ......
بوركتَ أيّها المثقف ، وهنيئاً لك ثقافتك التي لا تعرفُ منها إلّا حروفهَا التي
كتبتَ بها ......
النصيحةُ هي التواري عن الأنظار أو الاستعانة بثقافتك لصياغةِ كلماتِ
نعوتك ، أو الاستعداد لقراءة خطبةٍ وداعية في سوق عكاظك حيثُ لا نصيرَ
لك إلّا موروثك وعاداتك وتقاليدك ( هذا ما وجدنا عليه آباءنا ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق