الصحراءُ لم تفهمْ جيداً بريدَ السَّماءِ
ولارسائلَ القمحِ للأرض
ولا حضارةَ اللونِ في الزيتونِ و الأرزِ
حين أغاثتها في سنين القحطِ والجدب
ليتها لم تتنكر للأنسباءِ ، ولم تفضل الغرباءَ على الأقرباءِ
ليتها لم تمارسْ وهي -الفريسة - دورَ الصيادِ
فتصطادَ أسرابَ الفراشِ والعصافيرِ في بلادي
بشباكِ الطامعين وبائعي السلاحِ ، ومخططاتِ رؤوسِ الأموالِ
ليتها لم تغيبْ المفكرين والأنبياءِ
ولم تقهرْ الأنوثةّ وتقتلْ الشعراءَ
كيف صدقتْ إن كرسي الحكمِ أعظمُ من سلطةِ الحبَّ وخبزِ الفقراءِ ؟ !
هلا الآن تنبهت ؟ !
وتذكرتْ كم حسناءَ طريدةْ التهمتها وحوشها مع سادتها !
وكم من بيوتٍ هدمتْ ! وكم من أسرةٍ عن أوطانها غربتْ ! وكم من أطفالٍ شردتْ
وفي البحرِ أغرقتْ !
هل علمتْ أنها طفلاً واحداً ما أنجدتْ أو استقبلتْ
وبفكرها البربريِّ كم أم ثكلتْ أو زوجها فقدتْ !!
ليتها يوماً قرأتْ بريدَ القمحِ ، ورسائلَ الحبِّ والسَّلامِ !
فكم ناداها ياسمينُ الشآمِ ، وناسمها أرزُ لبنانَ
وزينها برتقالُ فلسطينَ وغسلَ وجهها الفراتُ بحريرِ لجينهِ ، ورواها عذوبتهُ دجلةَ العراقِ
عاريةً من الجمالِ ،رغم كثرةِ اللآلئِ في الخلجانِ
ورغمَ ينابيعِ البترولِ والذهبِ
الصحراءُ ستبقى صحراءَ
عاريةٌ ، باردةٌ ، حافيةٌ ، وحيدةٌ، عزلاءُ ؛ إن لم تلبسْ حريرَ دمشقَ وقطنَ الشآم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق