أبحث عن موضوع

الأحد، 11 سبتمبر 2016

.اعترافات الجنون................ بقلم : قاسم وداي الربيعي // العراق


هَجرنـــــي الجميع
مثقوب الرأس
خطواتي بثقلِ الحديــــد
لأنني خلعتُ جلدي كي لا تبان عورة الوطن
:
:
هربت بعيدا
باعت أمتعتُــــها في سوقِ الخصيان
دفء جيوبي الفارغة
ما عاد يمنحهــــا الخصب
أخاطبهـــا بلغةِ الجذر والجداول
فتنثر الظمأ في مساحاتي الرطبة
وتعلن في فشلي الوداع
:
:
في جبلِ طارق
أستوحشتها صوري
رائحتي
خاطبتها الذاكرة فتلون المكان
بكت وهشمت أثداءها
حينما رأت الجميع رؤوسهم منكسة
:
:
ما كتبتُ من الرسائـــــل
القصائــــــد
اعترافات الجنون
هشيم النار في محابري
رقصاتي المرتجفة في قافلة السيسبان
كانت عاري الوحيد في أزمنتي اللقيطة
:
:
قلتُ لهـــــا أحبكِ سيدة العطش
هاتِ يديكِ عكازا لسفني الطائشة
لجسدي الذي عمه الخراب
هزئت مني لأن جوادي
ما عاد يطاوعني لأزمنة الفتح
خلعت عيونها وتركت حضارتي ظلام
:
:

( الذي يأتي ولا يأتي )
كان موقدهـــا في قافلة الهزيمة
منحتهــــم أقراطها وبعض دموع
لكنها لن تمنحهم شفتها السُفلى
فهي تعلم أنا سيدها الوحيد
:
:
سألتُ عنهـــــا كل بقاع الخوف
بحثتُ بين ركام الرجال الجوف
قالت جارتهـــــا , قبل الرحيل
لهجت باسمك
وتثاءب السكون
:
:
سيدة العطش
ما كنتُ جبانا
أنا سومري وقيامتي الطين
لكنني مغفل
أبحث عن ( دلمون ) في بلادِ العرب *
:
:
سأنتظر .
سأنتظر .
سأعلق عيوني على جدرانِ الصبر في بغداد
قال أبي فراس
أن لك روميات مواويلهن جناجل
لكن البدو الأعراب
منحوني أرثا من الزيف
................................................ 2016 .....
___________________________________________________
* الذي يأتي ولا يأتي ديوان الشاعر عبد الوهاب البياتي
* دلمون ... هي الأرض التي بحث عنها كلكامش وهي أرض الخلود لكنه لم يجدها فعاد ومات محموما في بابل ....وهي أرض البحرين القديمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق