ماذا لو أرسمُ ، والرَّسْمُ تحقَّقُ،
أو لخيالى صرتُ أشاهدْ
أرسمُ شعبًا عربيًّا
يزحفُ نحو الأقصى
أرسمُ طبْعًا وطنًا وألوِّنه
تجْمعهُ الفُرْشاةُ بلونٍ
واحدْ
ليس يفرِّقه المسْتعمرُ ..
لو ظلَّ الثائرُ منَّا
في كرْم البيْدر صامدْ
أرسمُ فوق الأوراقِ إمامًا
جاء يوحِّد فِقْه سَقِيفتنا،
ومذاهبنا
أرسمُ طبعًا للأُمَّةِ قائدْ
أرسمُ ملهمتي حين تودِّعني
بنعومةِ قُبْلتها
قبل ذهابي للحربِ،
وما ملَّت شوقَ عناقي؛
حين أعاودْ
أرسمُ عينَ مُعلَّقةٍ واجلةٍ
فوق الكعبةِ،
أرسمُ وادى عبقرَ
حين يُدثِّر جُلَّ بلاغتنا
فى صدْر الصَّحْراء الناهدْ
أرسمُ مقبرةً
ضَّمت أُمِّي الريفيَّةَ،
معتزمًا أنْ أقرأ فاتحةً ،
أدعيةً
حين أمرُّ بها
أنثر دمعى عند مرور القمر الشاردْ
لكنَّ الصبَّارَ هنالك مشغولٌ بالموتى
ليس معي - عند رواحي - عائدْ
أرسمُ دارةَ جدِّى
وبدون تماثيل الجبس
وشرفتها سيدة الظلِّ المُتقاعدْ
المرْسمُ يأخذني لأُطوِّفَ في لُغتي
مُصْطحبًا في قافلتي
الإطنابَ الزاهدْ
نفدت ألواني
ما جدوى الرسم؛
فلم يبقَ سواه الحلم
بلون غرامي المُتباعدْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق