أبحث عن موضوع

الاثنين، 6 يونيو 2016

اتقطع لحبل ................. بقلم : محمد اضويرفة / المغرب



"بوشتة" بقامته الطويله النحيفة أمسى فجأة يجلس وحيدا على عتبة الباب.
-الدنيا بنت كلاب تأخذ منك أعز الأحباب -لازمة القول في حديث بوشتة-.
"ام الغالية" تلك التي كانت تحضنه تحت جناحيها ,وتخاف عليه من نسمة
الهواء واراها الحجر والتراب. بوشتة اذ يتطلع في عيون نساء الحارة
تحسبه يلم شتات أمه من أوصافهم وملامحهم, ليجعل منهم خزانته الابدية
لصورة السيذة التي ربته و تعلق بها حد الجنون والهوس.
مارت الحارة وماجت ذلك اليوم بالحديث عن "بوشتة" الذي أخرج أقفاصه
ومااكثرها ,وجعل يبكي وهو يشيع طيوره الجميلة تنطلق الى الأفق .
-مالك تبكي ? سأله بعضهم وقد رقت قلوبهم لابن الحارة.
أحيانا تنثال علينا الدنيا بمطارقها فتتشابك خيوط الهم في أنفسنا, اذ لانرى
الا خواء يتناسل في الخواء. في صباح اليوم التالي كان "بوشتة" قد غادر
الحارة للأبد بعد ان كتب بالصباغة على الباب الخشبي القديم:
( الله ياربي اتقطع لحبل) .
.....................................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق