كانَ يَوْمَ الثلاثاءْ
في الساعة الثالثة
عندَ ظهيرة الأول من رمضانْ
حلَمتُ بالرجوعِ الى مدينتي
بابَ أيلْ
توسدت يداّي مقعدُّ الباصْ
فكانَ من أرجٌّ ونورْ
أنَّا المسافر كُنت وابن السبيلْ
وفي طريقِ عودتي
كانت نور سماء أُُغنيتي
أُتمتمُّ الحُروفُ بينَ مقامات العيونْ
فأخجل وأنحني للفتهِ البَدورْ
وأُسرجُّ صهوةِ كي أُعبرُ النهرْ
عندَ جسرَ بتا ربما
حاولت انْ
ُ أُقبلْ
أْمسكْ
صورة القَمَرْ
ثمَّ أصمُتْ
وأخشى أنْ لا تعودُ نورْ
ترنيمةُ السَفَرْ
وسحابةُ الظلالْ
وصوتُ المَطَرْ
وتهربُ بعيداً الىٰ ما وراء الطبيعة
وكنتُ خائفاً أنْ ترحلُّ لِجنحَ الظنونْ
حينَ هدْهَدتُ لغتي
ورسمتُ أحرفُ هجائي
بقلمٍ أحمرْ من مدادِّ الوريدْ
بينَ مدٍّ وجَزْرْ
تقتلعُ حروفي علىٰ امتداد الطريقْ
أَرسمُ صورتي
من واحةِ البلورْ
كمرمراً مغمساً بالنورْ
كانت نورْ
تُحملني ملئ الكونْ
كفراشةَِ حقل الربيعْ
تُعانقُ السماءْ
تُردد الدعاءْ
ها قد وصلنا لمدية الحضارة أم بعد يا سيدي الكريمْ
أبي ينتظرنّي علىٰ قارعةِ الطريقْ
و أمي أتصلت فقلبُها يعجُّ بالحنينْ
وأنَّا المُدَللّةُ بين أوتارِ لحنكِ علىٰ امتداد الطريقْ
حينَ تنسجُ أنوثتي
كسَبْعِ سنابِلْ
في كلِّ سُنْبُلَةٍ مائةُ قُبلهْ
تُنبتُ الحياة من جديدْ
وتُولدُ الضياء لِتُطعمُّ الضميرْ
نقاوة البشرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق