أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 7 يونيو 2016

حانَ الوداع.............. بقلم : ضمد كاظم الوسمي // العراق


هَواكَ أَعَلَّني دَهْراً هَواكا
شِفائي عَلَّني يَوماً أَراكا
*
ظَنَنْتُكَ لا تُطيق البعْدَ عنّي
وتُشْقي في خِصامي مَنْ أتاكا
*
فمَنْ أنْساكَ هاتيكَ الْأماني؟
وقدْ أغْراكَ مَنْ عنّي نَهاكا
*
فلو قالوا يشيخُ وأنْتَ تدْري
ترعْرعَ بينَ أكْنافي صِباكا
*
فهلْ غادرْتَني طوعاً وعزْماً؟
أمِ الدّهْرُ الّذي عنّي ثَناكا
*
وإنْ عَجِلَتْ بغرْبتِنا اللّيالي
فما أرْضى وإنْ نالتْ رِضاكا
*
حسبْتُكَ لو حضرْتَ هلالَ عيدي
وغابَ الْخَلْقُ كلّهُمُ سِواكا
*
أُفتّشُ عنْكَ في كلّ النّواحي
فلسْتَ هنا ولمْ ترَني هُناكا
*
فما وجَدَتْ ظنوني في بلادٍ
كخالِكَ أو قليلاً مِنْ حَلاكا
*
حَجَجْتُ إلى حَنانِكَ في فؤادي
أقدّ الْقلْبَ أُضْحيةً فِداكا
*
أتوقُ إلى لِقاكَ فهلْ ترى ما
دَهاني في الْمواجِعِ قدْ دَهاكا
*
فَواعَجَبي لطيفِكَ كيفَ يُنْسى؟
ويُمْحلُ بعْدَ رونقِهِ نَماكا
*
ولمْ أقْطفْ رياحينَ التّهاني
ولمْ أُطْعمْ رحيقاً مِنْ لَماكا
*
يَغيبُ ضياكَ والْأنْوارُ حولي
إذا خفَتَتْ ففي عيني سَناكا
*
أرى الْباكينَ قدْ هجروا خِيامي
فوحْدي مَنْ يعاني مِنْ نَواكا
*
طلبْتُ قميصَ مَنْ في الْبئْرِ لكنْ
إذا قلْبي بَكى قالوا تَباكى
*
ألا ياهاجري أنْشِقْ نسيمي
فأنْفاسي نسيمٌ مِنْ رُباكا
*
سقى شوقي سحابٌ مِنْ دِمائي
وكمْ دمْعي هَتوناً قدْ سقاكا
*
فيا طيفَ الْحبيبِ سهرْتُ ليلي
ولمْ أسْمعْ حَسيساً مِنْ خُطاكا
*
هداكَ اللهُ يامَنْ خانَ ودّي
ويكْفيني مِنِ الْأعْداءِ ذاكا
*
وقدْ حانَ الْوَداعُ إليكَ منّي
فما أبْقيتَ شيئاً مِنْ هُداكا
*
فحَسْبي الصّبْرُ في الْمكْروهِ حسْبي
إذا عادى الزّمانُ هوى سِواكا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق