في رحاب قصة نبي الله وخليله ابراهيم (عليه السلام) 2
قوله جل شأنه :
((ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون))إبراهيم: ٣٧
ويدعو ابراهيم (عليه السلام ) ربه دعاءا رقيقا ينم عن عظيم رجاءه وثقته ..إنه يدرك مدى صعوبة الأمر على هاجر كإمرأة وحيدة قليلة التجربة مع وليدها الرضيع في بيئة لا تتوفر فيها أبسط سبل الحياة ولكنه يدرك ومتيقن ومطمئن انها برعاية رب كريم قادر ولنلاحظ :
o أنه (عليه السلام ) قام بالدعاء بعد تنفيذه الأمر بالاقامة بالارض الوعرة .. ولايخفى الفرق بين الدعاء قبل التنفيذ وطلب الرخص والأعذار وبين التوكل عليه سبحانه وتنفيذ الأمر ومن ثم الدعاء باللطف ..
1. إن دعاؤه لم يكن مخصوصا بحالة زوجه وصغيرها ..بل كان دعاءا عاما شمل كل الأجيال اللاحقة .
2. إن الدعاء قد أفاد المكين في ذكر الضمير (هم) بعبارة (تهوي إليهم )دون المكان الذي خص بالبركة المادية وفي ذلك اشارة الى الأرواح والأنفس الزكية من ذرية إبراهيم (عليهم السلام) .
3. ان الدعاء بالرزق المعنوي بجعل أفئدة الناس تهوي الى ذريته قد سبق الدعاء بالرزق المادي المتمثل برزق الثمرات ..
و تماشيا مع أدب الدعاء أعقب دعاؤه بالفرج دعاء لطيف يثبت عقيدة الإقرار بالعبودية والتسليم المطلق لرب عالم بالسر وأخفى ..
من كتابي /تأملات في احسن القصص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق