دراسة في الادب الكردي المعاصر
جمالية الرمزية في القصة القصيرة عند محمد سليم سواري...
الدكتور
جمال خضير الجنابي
باحث وناقد وصحفي
جمالية الرمزية
اتجه كتاب القصة القصيرة إلى الرمزلأن(الرمزأكثرامتلاء وأبلغ تأثيرا من الحقيقة الواقعة. الرمز أكثرشعبية من الحقيقة الواقعة فهو ماثل في الخرفات والأساطيروالحكايات والنكات وكل المأثور الشعبي والتفاهم بطريق الرمزبين الناس شيء مألوف. والناس يلتقون عند الرمزلأنه أثر للتراث السحري فهو يأسرهم ويجذبهم إليه بقوة لا تجذبهم بها الحقيقة الواقعة (1)ويكتسي الرمزهذه الأهمية البالغة لما له من وظائف في البناء الفني للكتابة القصصية.إن كل دلالات الرمزتشير إلى معنى متخف ينطوي عليه الرمزهذا المعنى الذي يُظْهِرُحتى في تخفيه دلالة ثانية راجحة على الدلالة الأولى المباشرة. وما يهم إذن في تعاريف الرمزالمتعددة هو ما يومئ إليه معنى الرمزباعتباره إشارة أو علامة على شيء متوارينبغي استجلاؤه بالتمعن والتأمل.ويقودنا هذا التعريف لمعنى الرمز إلى مفهوم الرمزية. فما هي الرمزية؟
1 0(عامة): اعتقاد بوجود مجموعة من الرموزقادرة على التعبيرعن الأحداث والعقائد.
2 0(أدبيا):مدرسة شعرية ظهرت في فرنسا حوالي عام 1885(2)
3 0والرمزية هنا مفهومة بالمعنى الفني الضيق أي باعتبارها طريقة في الأداء الأدبي تعتمد على الإيحاء والمشاعروإثارتها بدلا من تقريرها أو تسميتها أو وصفها.)(3)
وهكذا فإن ما نقصده نحن بالرمزية هو طريقة الاشتغال الجمالي لمكونات العمل القصصي تلك الطريقة القائمة على رموز موظفة في العمل القصصي إياه،والتي نجد صدى لها في أعمال كثيرة من كتاب القصة المعاصرة.ومحمد سليم سواري الذي اتخذناه نموذجا في استجلاء جمالية الرمزية في القصة القصيرة المعاصرة(تكاد تكون المضامين التي تطرحها القصة لحديثة على اختلاف تياراتها متقاربة وإن اختلفت في حدتها أو تطرفها من أديب لآخر.وإن تنوعت وتشعبت أيضا من قصة لأخرى ويبقى الشكل الذي تعرض فيه القصة وأدوات التعبير وأسلوب بناء القصة وتركيبها هي الدلالات الفنية التي تحدد ملامح هذه القصة فيما إذا كانت تجريدية أو تعبيرية أو رمزية)(4).
لذلك لا تختلف قصة جمالية الرمزية عن قصة جمالية الواقعية في مضمون الحدث إلا بالقدر الذي يجعل هذا المضمون مقدما في إطار رمزي إيحائي دال، بدل تلك المباشرة التي تطغى على القصة الواقعية. فبين قصة جمالية الرمزية والقصص الأخرى في جمالية التقليد بروافدها المختلفة تباين في بناء الحدث:(أما الحدث فقد اختلف عما كان عليه في القصة التقليدية فلم يعد يحمل عنصرالمفاجأة والعقدة والتشويق والخاتمة ولم يعد يرتكز على عنصر(الحدوثة) في القصة الجديدة وإنما أصبح الحدث لقطة إيحائية رامزة. له أبعاده المختلفة ودوره في تصعيد اللحظة الشعورية وبلورتها وتعميقها (5) فما هي أحداث قصة (اجير الأغا)؟ وما دلالتها؟ تنفتح قصة بإقطاعي يمتلك أراضي وخدم ونقود ويتصورإن كل الناس هم عبيد لديه استجارعنده رجل بعد إن خطف فتاة وتزوجها وعاش معها في حماية هذا الإقطاعي فصارعبدا له.ولكن طاقة الإنسان لها حدود وصبر ينفذ لذلك قرر ان يثور ضد الواقع الذي يعيشه ويكون إنسان له قيمته بين باقي البشر.فرفض أوامر الإقطاعي ولم يستجيب له في كل ما يطلبه منه بل حتى انه صار لا يقبل إن ابن الإقطاعي إذا ضرب ابنه.
ولكن هل يتحمل الإقطاعي كل هذا أم هو الأخرسوف يتصرف بما هوعليه من سلطة وقدرة على ان يفهم الرجل انه عبدا وليس سيدا ولا يمكن إن يكون غير ذلك.فقام ابن الإقطاعي بقتل هذا الرجل ولم يكتفي بكل هذا بل تجاوز حدود ذلك بان جعل من الفقيه حسن هوالقاتل حتى يستطيع إن يسيطرعلى كل أملاك الرجل (عبدال) ويزوج امرأته إلى احد خدمه ويقذف بأبنائه إلى أعمامهم .ولكن الإحداث تتطور إلى إن تصل مرحلة الذرة فيها يكتشف إن قاتل (عبدال) هو ابن الأغا وليس الفقيه (حسن).
ان الكتابة وهي غير قابلة للتعريف الجاهزالذي يختزل طرائق اشتغالها وأنواع بنائها للأشكال هي مغامرة حياة أخرى للإنسانية تمتح من أبهاء التاريخ ومن تفاصيل اليومي والمحلي وتستفيد من تجارب وصراعات الإنسان مع قوى الظلام وأعداء الديمقراطية وحملة شعارات التضليل والعشائروهي تتحارب ولكنها وهي تمتح من ذلك تنظر إليه باعتباره رمزاً وأسطورة حتى وإن كانت الأساطيرمعاصرة أولها وجودها الخاص في عصرنا نفهم من كلام أن الكتابة القصصية لديه تنطوي على أبعاد رمزية تعيد الاشتغال على الواقع بطرائق تخييلية فالمتخيل القصصي مفعم بالرموز التي تعيد صوغ الواقع بما يلائم الكتابة الإبداعية وهذا ما نجده حقا في قصة (اجير الاغا).فهذه القصة تقارب الواقع بمتخيل رمزي مفعم بالإشارات والعلامات الدلالية الإيمائية.
فهل يعني هذا أن محمد سليم سواري يعيد استنساخ الاغا في قصته هذه؟ الواقع أن قصة(اجير الاغا) تنأى عن الاستنساخ وتعانق الإبداع بشكل متفرد. وستظل القصة متفردة بقدراتها الفذة على التغير والتشكل وفق الإلهامات والرغبات الفنية.
تلك الرغبات الفنية التي قادت محمد سليم سواري إلى تشكيل الرموز في بلورة أحداث قصته.
هذه الرموز التي يمكن تلخيصها في ثلاثة مكونات هي (الاغا)و(الناس)و(عبدال) حيث يضفي الكاتب على هذه المكونات أبعادا دلالية رمزية فالاغا رمز للسلطة الجبارة التي تقود الناس كيف تشاء إنها السلطة العليا التي لا مرد لقضائها أما الناس فرمز لتجسد هذه السلطة القوية الخفية التي يتحكم فيها الاغا.وهكذا تتضافر هذه الرموز لتعني في النهاية كل ما يدور في العالم من صراع بين الخير والشر.
ثانيا: الشخصيات: الأقنوم
إذا كانت الشخصية تعد بمثابة العمود الفقري للقصة إلى درجة قيل فيها إن القصة فن الشخصية (6) فإنها في قصة محمد سليم سواري(اجير الاغا) المكون الأكثر بروزاً والذي تنهض جمالية هذه القصة عليه.يتساءل هانز جيورج جادامر:هل كان غوته محقا حينما جعل الرمز مفهوما أساسيا بالنسبة لكل استيطيقا وزعم أن كل شيء يشير إلى كل شيء آخر وأن كل شيء يكون رمزا)(7)والحق أن غوته كان محقا فيما ذهب إليه من قول وقوله هذا يصدق على قصة اجير الاغا ففي هذه القصة يصبح كل شيء رمزا وأكثرما يتبلورالرمزفي الشخصية حيث يعمل الكاتب بفنية التخييل على إبراز شخصية الاغا في كل مستويات القصة.
يبدوا الاغا شخصية رمزية في كل ما يند عنه من أقوال أو أفعال فهو تارة يرمز إلى الشر المطلق بمعناه الميتافيزيقي وتارة يرمز إلى الإنسان في ضعفه وقوته وتارة ثالثة يتبدى أقنوما لكل ما يمارس في عالم الإنسان من شر(فالقوة الرمزية هنا لا تؤدي الوظيفة التمثيلية في الإشارة لشيء ما يكون هناك اتفاق مشترك عليه من قبل وإنما هي تؤدي الوظيفة التمثيلية على وجه التحديد في إيقاظ وعي مشترك بشيء ما من خلال قوتها التعبيرية الخاصة(8)
وذلك ما ينميه ويطوره محمد سليم سواري في هذه القصة فهو عندما يجعل الاغا قوة رمزية محملة بطاقة تعبيرية إنما يسعى إلى بلورة وعي بقضايا الحياة والمجتمع من حوله.
واللافت للنظر أن شخصية الاغا الرمزية لا تقوم بالأفعال بشكل مباشر وإنما تأمرالناس بفعل هذا الشيء(الشرير)أو ذاك. ولذلك فهذه الشخصية الرمزية لا تقوم بالبطولة بالمفهوم التقليدي وإنما هي شخصية متقنعة خلف شخصيات آدمية أخرى تلبي نداءها في الفعل ولا تتفطن إلى ما اقترفته من آفات إلابعد اكتشاف حقيقة الاغا الذي يظهر ويختفي.وهو في كل ذلك يشف عن بعدأسطوري يلف حياة الإنسان المعاصر ولذلك فإن كل أسطورة بإمكانها بسهولة أن تسعف في أن تكون رمزا للوضعية الدرامية الحالية كما يقول غاستون باشلار(9)كان يحلو لبول فاليري أن يقول عن الشخصيات القصصية إنهم أحياء بدون أحشاء والواقع أن من يتأمل شخصية الاغا في قصة محمد سليم سواري اجير الاغا يشعربإحساس غريب تجاه الشخصية فهي حية ملموسة تسيرأقدار الناس وكأنها سلطة ميتافيزيقية تتحكم في البشربطريقة فولاذية قوية إلى حد تسخيرهم لفعل ما لم يفكروا في فعله وهي بكل ذلك تتسلط عليهم كأنها قدر محتوم.
تبدأ القصة هكذا:
(كان الاغا في وسط الديوان يجيء ويذهب وقد تغضن جبينه حتى لتحسب ان عقربا قد لدغه يحز على اطراف شاربيه باسنانه مصدرا صريرا انتعل حذاءه وذهب الى الباب نظر الى زقاق القرية ثم دخل مرة اخرى بعد ان نزع حذاءه يجيء ويذهب على السجادة المفروشة وسط الديوان فجأة جلس ووضع وسادة على ركبتيه اسند ذقنه على يديه ياللعار أأكون ابن(...)اغا ويعي امري اجير تربى على فتات موائدي مثل(عبدال)حتما ستتقوض هذه الدنيا والا كيف يعصي امري احير كـ عبدال ويرفض ان يذهب الى (سخرتي)(10)
وهي بداية تنفتح على الشخصية وتحدد حقائق عنها فالاغا وما كان منه يعد حكاية ذكرها أناس كانوا شهودا عليها وقد جاء من دون تلك الحكاية في الكتب ومن هؤلاء المدونين الكاتب نفسه وما على الكاتب إلا أن يتخفى حتى يتناسل الرمز في الواقع والأسطورة من الذات الجماعية التي هي رحم الكتابة (11)
وهذا جلي في قصة اجير الاغا فالكاتب يتخفى وراء قناع الاغا ورمزه الذي أضحى أسطورة معاصرة تجلوا الحياة الإنسانية المعاصرة في مختلف مستوياتها. إن الاغا يتشكل في صورة تتدرج به من حال إلى حال حسب الشخصيات الأخرى التي يتخفى وراءها ليمارس أفعاله الشريرة. إن ملازمة الشرلأفعال هذه الشخصية يومئ إلى أصولها الخرافية الأسطورة التي تعلق عليه كل ما يمور في الحياة من شرور. إلاأن ما يميزالاغا المعاصرهو انسلاله إلى مرافق الحياة المختلفة ومزاولته لأفعاله الشيطانية التي تسحق حياة البشر وتودي بهم إلى الهاوية فكيف تتشكل صورة الاغا؟
وما حدث في قصة محمد سليم سواري أن الاغا تقنع هذه المرة وتوارى وترك البشرأنفسهم يقومون بأفعال الشرعوضا عنه وبإيحاء منه وهو في هذا يبدو كما ذكرنا سابقا أقنوما للشريعبث بحياة البشرويسيرها حسب هواه وذلك في كل مجالات الحياة الإنسانية.إنه رمز للسلطة الغاشمة التي تفسد لا تبقي ولا تذر أي أمل للإنسان في حياة كريمة سعيدة. لقد اتخذ محمد سليم سواري, الأغا رمزا لكل مظاهرالفساد في الحياة الإنسانية ليبلغ بذلك فكرة عميقة وهي أنه بدون عبدال ليس ثمة حياة كريمة أيكون عبدال إذن هو الديمقراطية التي تصون حرية الإنسان وكرامته أجل ذلك ما يتبدّى في القصة وذلك ما يمكن استخلاصه من شخصية الأغا.
لقد تدرج محمد سليم سواري في رسم صورة الأغا ورمزه تدرج بها من الحكاية إلى الواقع ومن الواقع إلى الحكاية في جدلية شفيفة مؤداها أن عالمنا المعاصر يشبه في حقيقته السرية عالم الإنسان القديم فثمة دائما سلطة غاشمة تعمل على تدهور حياة البشر.ألا ينبغي أن يتجاوزالرمزما وراء تعبيره ألا يفضي إلى ربط علاقة أساسية بين معنيين: معنى ظاهرومعنى آخرخفي (12)
نتساءل مع غاستون باشلارحقا إن شخصية الأغا الرمزية تتعدى التعبيرالسطحي عنها إلى ما هو أعمق إلى الحياة الإنسانية في تعقدها وتشابكها.إن الاشتغال الجمالي لمكون الشخصية في جمالية الرمزية ينهض على أساس فني قوامه أن يكون أقنوما يرمز إلى دلالات ثرة غنية تحتوي القصة في كليتها.
ثالثا: الزمان: البعثرة المنهجية.
يذهب هايدغر إلى أن الزمان هو أفق الوجود(13) وهو حقا كذلك بالنسبة إلى شخوص ملقى بهم في الواقع يواجهون مصيرهم وهذا المصير المأساوي المتحكم فيه من لدن شخصية الاغا العجيبة.فهل للزمان في قصة محمد سليم سواري(اجير الاغا) أي بعد رمزي ذلك حقا ما نحاول استجلاءه.يبدو الزمان خاضعا للبعثرة المنهجية حسب اصطلاح الروائي ألدوس هكسلي فهو ليس زمنا خطيا تصاعديا كما تعودنا رؤيته في قصة جمالية التقليد بل هو زمان مفتت متشظ مبعثر ينم انتماء قصة سواري إلى جمالية التحديث فما هي مظاهر هذه البعثرة المنهجية؟
تتجلى البعثرة أول ما تتجلى في انبثاقات الزمان وسيرورته إذا يرافق تلك التحيزات المكانية المتنوعة التي تستوعب أحداث القصة عبر شخصياتها المختلفة عن الوجود الإنساني مهموم بتحقيق إمكانياته في الوجود (14)تلك الإمكانيات التي وقفت على حافتي الزمان:الآن والمستقبل: الآن بما كانت تقوم به الشخصيات بإيحاء من الاغا بأشياء مدمرة. والمستقبل بما كانت الشخصيات تتمنى تحقيقه على يد الاغا بعد التأكد من وجوده العيني.لكن الآن والمستقبل لا ينسابان بالتوالي بل بالتزامن وهذه هي قمة البعثرة المنهجية للزمان فالآن والمستقبل يتلازمان وكأن وجود الواحد لا يتحقق إلا بوجود الآخر.
لكل شيء زمانه الخاص به: هذا واضح في تعدد الأحداث واختلافها وتنوعها وإن كانت كلها تصب في مجرى واحد ثابت هو الدمار الذي يطول الحياة الإنسانية بفعل تدخلات الاغا وإيحاءاته الرعناء.لكن كل شيء يمكن ان يفهم في ذاته أو في معزل عن الأشياء الأخرى كل شيء يمس الحياة الإنسانية عن الاغا يتربص بالناس في كل مكان وهو في كل آن يظهرفيه يصنع شيئا جديدا مدمرا ومن كل ذلك يتبدى الزمان مفتتا بتفتت الأحداث وتنوعها واختلافها.يقول بول ريكورإن الرمزوحده يبتعث الفكربابتعاثه الكلام أولا(15) يعني هذا أن الرمز يبلور الفكر بانسياب الكلام وتلازما مع هذا القول يمكن الإبانة عن الزمان في قصة سواري(اجير الاغا) باعتباره رمزا للمصير الذي تؤول إليه الشخصيات بحكم ما تصنعه بإيعاز من الاغا وهي في ذلك شبيهة بالكائن الحائر الذي يجهل مصيره في أتون من الصراع الحاد المحتشد بالألغازهكذا يعمل الرمز بمعناه العام جدا، بصفته فائض دلالة (16) فما الدلالة التي تفيض عن رمز الزمان في قصة سواري(اجير الاغا).للجواب عن ذلك يمكننا استعارة عنوان كتاب الكسيس كاريل (الإنسان ذلك المجهول) لنقول إن الاغا يلعب لعبته في الزمان ليبقي على الإنسان في مصيره المجهول يدفع به دفعا إلى الغموض والتشاؤم والحيرة والشك والسوداوية.إن زمان القصة أو على الأصح أزمنة هذه القصة تشف على الحيرة التي تلف الحياة الإنسانية حيث تتبدد مجهودات الإنسان في إرساء عالم جميل خير يستجيب لتطلعات البشر في السعادة والوئام ليحل محله مصير مجهول مشؤوم مداره أزمنة متوثبة مبعثرة قلقة. جاء في القصة:
(- سيدي..هل سمعت لقد كان صوت استغاثة؟
- نعم لقد كان صوت استغاثة..قتل (عبدل)..الا تعرف؟
- سيدي..ولكن من قتله؟
نظر الاغا وابنه الى الفقيه وقد تقطب جبينهما..فقال الفقيه:
- سيدي..ما بكما ..قتل(عبدال)..ماذا تريدان مني..؟
- فاجابه الاغا:
- ايها الفقيه..لا تتظاهر بالجهل..هل تظن اننا لا نعرف؟
- ما هذا الذي تقولان ؟اني لا افهم شيئا.
- ولم الفهم؟..تقتل(عبدال) وتيتم اولاده.. ثم تقول اني لا افهم
شيئا..
- من..؟ انا؟ سيدي اني لا اقدر على قتل عصفور فانى لي ان اقتل مسكينا كـ (عبدال)..مالي وعبدال؟
ثم اخذ الفقيه يلطم على راسه وقد خنقته العبرة(17 )
هذه الأسئلة وما هو بسبيلها من أحلام الناس وتطلعاتهم سيكشف عنه الزمن الآتي وهو زمن محتدم يمرر بالأحداث العجيبة الغريبة التي لا تنفك تتكشف بين لحظة وأخرى.وإذا كانت الرموز مبعث تفسير لا نهاية له كما يقول بول ريكور(18) فإن الزمان في تدفقه المتبعثر يدل في هذه القصة على الشتات العام الذي يميز الحياة الإنسانية إنها حياة لا نظيم يلحمها بل هي بالأحرى حياة مفعمة بالفوضى. والزمان في انسيابه يدل على ذلك كله ويومئ إليه بطريقة موحية تجعل القارئ يطالع الأحداث وكأنه يراها في فيلم سينمائي يصور حربا شعواء لا هدنة فيها عن شريط الأحداث ينساب مبعثرا في تلك التكرارات الحديثة لفعل واحد هو التدمير الذي يمارسه الاغا.فهذا زمن منشطر إلى قسمين( زمن ما كان من أمر المارد/ وزمن ما سيكون من أمره: ماض ومستقبل متلاحمان متلازمان إن لم يكونا متزامنين.
يقول الكاتب الفرنسي مورياك في كتابه أوراق روائي : إن بعض قصص جوجول بوشكين وموباسان تفتح على أروح الإنسانية آفاقا لا نهائية (19) وكذلك هو الحال مع قصة سواري هذه فهي تشف عن روح نقدية لاذعة في مقاربة الواقع بتخييل سردي جديد.
رابعا: المكان، جدلية المفتوح والمغلق:
يقول بول ريكور: إن الرمز مقيد بالكون (20) بمعنى آخر إنه مقيد بالمكان فالرمز يتجلى في المكان.وقصة سواري (اجيرالاغا) مفعمة بالرموزوهي رموزمتشابكة منها ما يحيل على الشخصية ومنها ما يحيل على الزمان ومنها ما يحيل على المكان ويهمنا الآن أن نلامس رموز المكان في هذه القصة.تقوم رمزية المكان في قصة سواري(اجيرالاغا) على جدلية المفتوح والمغلق آية ذلك أن الأحداث لا تقع في مكان ما إلا بعد فتح مكان مغلق هوالقرية حيث كان الاغا يقيم القرية. فبانفتاح القرية تغير كل شيء لذلك ينبع المعنى من بنية عالم المكان ذاته.
وهذا هو السبب في أن القرية مثلا يتوافق دائما مع نموذج الاغا وهو أيضا السبب في أن الحكايات تتناسل على ألسنة الناس بعد انفتاح القرية.فهناك مطابقة ما بين انفتاح القرية وتناسل الحكايات وكلها تشترع أحلاما طوباوية بإصلاح العالم وتحسين ظروف العيش فيه.هذه هي طريقة الاشتغال الجمالي لمكون المكان في قصة (اجير الاغا)فما هي تجليات هذا الاشتغال؟.
هناك مطابقة ثلاثية بين القرية الاغا والكون تجعل القرية يرمز إلى حياة الاغا والاغا يرمز إلى الشر والكون يرمز إلى حياة الإنسان. وفي طيات هذه الرموز تتفاعل جدلية المفتوح والمغلق من الأمكنة.تلك الجدلية التي تنم التشكل الجمالي للمكان في جمالية الرمزية.
ثمة شيء مضمر تومئ إليه القصة وهو حياة الاغا الماضية في غياهب القرية لا حراك له. لكن كل شيء يتبدل بعد أن يرفض عبدال ان يذهب الى سخرة الاغا فيخرج الاغا إلى القرية ويقرر الانتقام لحياته الماضية بأيدي سكان هذا القرية.وتظل هذه التساؤلات معلقة إلى حين الانتقال إلى الفعل فعل الاغا في التأثير على حياة الناس.
كل ذلك يرد في إطار أمكنة كأنها أقنعة لأفكار الكاتب وهو يورد في البدء أسماء أماكن عامة.
ولهذا التعميم فائدته الرمزية فهو يومئ إلى أماكن حياة الإنسان في هذا العالم فإما أن تكون قرى أو مدنا. مما يعني أن هذه الأماكن ترمز إلى أفكار الكاتب بشأن الحياة الإنسانية المعاصرة فهي حياة تنغل بالحركة والدينامية ودأبها دائما تجمهرات الناس المتطلعين إلى حياة الرفاهية واليسر.لذلك فإن التعميم في تسمية الأماكن ذو فائدة رمزية جلية. وقد تلبست الأمكنة في هذه القصة بالإيحاء لا بالنص الصريح وهذا من أول أهداف الرمزية(21)
والمثير للنظر أن الفضاء المكاني (يلقي بفيوض تأثيراته ويشع بقواه اللامرئية ويفصح عن المعطيات الحياتية والتاريخية والنفسية والاجتماعية مما يؤدي إلى تكوين رؤية شمولية في العمل القصصي وهكذا نلحظ أن المكان في قصة اجيرالاغا يؤدي وظيفة رمزية قوامها الإيماء والإيحاء.على الرغم من الطابع الأسطوري الذي يلف هذه القصة فإن المكان ينشد إلى الواقع ويرتبط به. سواري وعي بمسألة المكان في الإبداع القصصي.وهذا حقا ما نلمسه في قصة سواري موضوع تحليلنا إذ تتجاوز فيه دلالة المكان المعنى الأصلي المباشرإلى معان إيحائية رمزية تقوم على جدلية المفتوح والمغلق سواء كان هذا المفتوح أم المغلق المكان ذاته أو دلالته الرمزية المتراوحة بين الظهور (المفتوح) والتخفي (المغلق).
خامسا: الرؤية السردية: الراوي الحداثي
من الصعب التأكيد أن التحديث قد شمل كل المكونات الفنية في الكتابة القصصية فثمة دائما رسوبات من جمالية التقليد تنسرب في تضاعيف أعمال جمالية التحديث. وهذه المسألة غاية في التعقيد تفرض على الباحث الإنصات للنبضات الفنية للنص ذلك أن كل توسيع يستتبع جملة من المواقف النقدية والتي تصف جمالية النص من حيث اشتغال المكونات الفنية.
إن نص سواري (اجير الاغا) يتوافر على حظ كبير من التحديث الذي يتجلى في طرائق اشتغال المكونات الفنية فهذا الاشتغال ينم في جل تجلياته الانتماء إلى جمالية الرمزية بما هي مظهرمن مظاهر جمالية التحديث.ألا تشكل الكتابة من ثمة وعيا محملا بالرموز؟ ألا تعبر عن رؤية؟ فمن أين تنبثق هذه الرؤية؟ إنها تنبثق من أحد أنماط التبئيرالثلاثة حيث يختص مفهوم وجهة النظربصيغة التلفظ. ويتعلق الأمربطرح الأسئلة الآتية:من يرى؟ ومن أية زاوية؟ هل من منظورعلاقة مباشرة مع الواقع أم من منظورتباعد عنه؟(22)
والجواب فيما يخص قصة سواري أن من يرى أو يروي الأحداث هو الراوي / الكاتب لذلك يمكننا اعتبارالراوي مؤقتا قناعا للكاتب إلى حد ما أو ذاتا ثانية للكاتب كما يقول بوثbooth (23) وفي بداية القصة ذاتها ما يشير إلى أننا إزاء راوٍ هو الكاتب المقنع نفسه.فالقصة بكاملها حكاية عن الاغا خرج من القرية كما روى الكاتب فدون عنهم هذه الحكاية ويبقى السؤال قائما من يروي في القصة (24)
والجواب:المؤلف هذا هو الجواب البديهي لكن الجواب الأكثر صعوبة هو كيف يروي؟ نحن هنا أمام متوالية احتمالية:راو يخبر بقصة تقديم البطل بصورة الغائب. أو راو يروي قصته الإيحاء بالحميمية والصدق عبر استخدام صيغة ضمير المتكلم أنا أو راو يروي عن أشخاص عرفهم أو راو يكتب انطلاقا من دفتر مذكرات وجده أو الخ(25)هذه التعددية في الرواة تجعلنا أمام مجموعة من احتمالات الراوي التي يمكن تلخيصها على الصورة التالية:
الراوي الظاهر: المنفصل عن أحداث ما يرويه ولكن الذي يكشف نفسه باعتباره راوياً دون أن يقوم بالضرورة بتحديد نفسه.
الراوي الخفي: الذي يستخدم صيغة ضمير الغائب.في هذين الشكلين من الراوي هناك سيطرة مفترضة للكاتب (...) الراوي المتطابق مع البطل: أي الراوي البطل عبر اللجوء إلى أسلوب ضمير المتكلم (...)(26)
فأي نوع من هؤلاء الرواة هو راوي قصة محمد سليم سواري؟
إنه الراوي الخفي الذي يستخدم صيغة ضمير الغائب:الراوي هنا منحاز إلى بطله:الشخص أو الرمز. منحاز في موقع له هويته منه ينطق ومنه يمارس اللعبة الفنية أو باتجاهه يمارس هذه اللعبة بانيا عالم قصة. الموقع هو أبدا إيديولوجي. لكن هيمنته تعني في نظر الكثيرين هيمنة هوية إيديولوجية معينة. (إن الهوية للإيديولوجي هي دخوله في الصراع وهي مؤشر على السياسي) الكاتب معني طبعا بهذه الهوية وإن نجح فنيا بتلبس لبوس الحيادية وتوسل بـ (تقنية الخفاء)(27)
ولكن ما يجدر التأكيد عليه أن الراوي في قصة محمد سليم سواري هذه لا ينحاز إلى الرمز– الاغا الأقنوم وإنما ينحاز إلى الشخصيات الآدمية المغلوبة على أمرها وكأنه بذلك يمارس لعبة التخفي والظهورفي الوقت نفسه فهو يتخفى وراء الشخصيات لكنه يكشف عن وعي إيديولوجي قوامه مؤازرة الإنسان في محنته الوجودية.
إن الراوي في هذه القصة لا يروي من تلقاء ذاته وإنما يروي بالارتكازعلى ما خبره وسمعه عن أناس رأوا المارد وعايشوه وحكوا عنه فدون الراوي/الكاتب كل ذلك من أجل التعريف بهذا المارد المسيطر على الحياة.تنعطف الرؤية السردية بهذه القصة إلى مصاف القصة الحداثية وذلك أن الراوي وإن بدا ظاهريا أنه من نوع الراوي التقليدي كما ألمعنا إلى ذلك في مستهل حديثنا عن الرؤية السردية فإنه لا يتسم بجميع خصائص الرؤية السردية لجمالية التقليد.إنه راوغيرعالم بكل شيء بل هو ينقل عن الآخرين ما عاشوه وحكوه وهذا النقل لا يقوم على الإسناد كما هو الحال في الحكي التقليدي القديم .ويمكن القول بإيجازعن الرؤية السردية في قصة محمد سليم سواري (اجيرالاغا) إنها حداثية تشف عن بعد رمزي ذي برنامج تشكل بمجموعة من العناصرالمرتبطة بالتذكروالمرئي والوصفي وعلى الخصوص بمرجعية ثقافية وأسطورية معينتين (28)
سادسا: البنية السردية، البنية الشذرية
تقوم البنية السردية في قصة سواري(اجير الاغا) على الشذرية وهي إحدى السمات الجمالية للقصة القصيرة المعاصرة(29) وهي بنية مركبة لا تسلس القياد لأول وهلة بل تحتاج إلى تعمق وتمعن شديدين وليس هذا إلا لأن النص الجديد لم يعد يوحي بما يحمل بسهولة ويسر(30). بل إن قصة محمد سليم سواري عالم مغلق على ذاته يحتاج إلى من يسبر أغواره بالتفاعل المثمر.إن جمالية العمل الأدبي والفني لا تتكشف في ظل مطلق منهجي بحكم طبيعتها الدينامية وهذا ما يجعلها تستدعي جهازا مفهوميا معقدا لرصد مسارات تشكلاتها وترفض أي منهج أحادي يختزل سيرورتها المعقدة(31).ويهمنا من كل هذا أن نلامس البنية السردية الشذرية في قصة محمد سليم سواري إنها بنية موزعة على شذرات سردية مكتفية بذاتها إذا ما نُظِرَ إليها في بعدها السردي باعتبارها متوالية سردية لا تترابط بضرورة ما وهي مع ذلك تتسق في نظام متماسك بحكم انسجامها وتكاملها.
إن أول ما يلفت انتباهنا في البنية السردية لهاته القصة القصيرة أنها تتمرد على الشكل التقليدي الهرمي الذي يبدأ بفرشة فعقدة فحل وإنما نجد أحداثا محتشدة متشابهة في عمقها بحكم تكرار نفس الحدث أو الفعل الذي يقوم به الاغا ومعه الشخصيات الآدمية.مؤدى هذا الفعل هو الأمر بالتخريب والتدمير وليس ثمة أزمة تنفرج في النهاية بل إن نهاية القصة تنطوي على أزمة تحتاج إلى حل تلك الأزمة المرتبطة عبدال الذي ينبغي إيجاده للتحكم في الاغا والتخلص من شروره.
تقوم هاته القصة القصيرة على شذرات قوامها حركة الفعل بين الاغا وشخصية من الشخوص الآدمية.
وكل شذرات القصة مدارها إما الحديث عن الاغا وما يكون من شأنه في إصلاح الحياة الإنسانية وإما قيام الاغا ومعه شخصية من الآدميين بفعل تدميري ينمي الحدث في اتجاه نهاية متوقعة... وتصل عدد الشذرات المكونة للقصة تسعا وعشرين شذرة. كل شذرة تومئ إلى لقطة من الحياة وبإمكان القارئ ملء الفراغات والبياضات التي تثوي في ثنايا القصة ليخرج برؤية فكرية شاملة متكاملة عن الحياة المعاصرة وما تعج به من صراعات واحداث ولقد تنبه النقاد إلى هذا الجديد الذي يميز الكتابة القصصية عند سواري أولى هذه الظواهر تتمثل في خرق العمود القصصي وكسر عروضه الكلاسيكي بوحداته الموبسانية المعروفة/ البداية/ العقدة/ لحظة التنوير والإجهاز من ثم على الحبكة القصصية التي تشد أوصال النص وتشكل لحمته وسداه مما أفضى إلى بعثرة نظام الكتابة القصصية وإنتاج نص سائل ومتحرر تارة ونص مركب وبنيوي تارة ثانية.ويصل سواري إلى الذروة في خرق البنية السردية التقليدية في مجموعته (طريق الكبش)(32).وما يهمنا نحن في هذا هو قصة اجير الاغا التي انزاح فيها محمد سليم سواري عن البنية السردية التقليدية الهرمية خالقا بذلك عالما قصصيا شذريا تتسق شذراته في لحمة فنية منسجمة.
-ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 0 د.عزالدين إسماعيل:الشعر العربي المعاصر:قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية. بيروت،دارالعودة ودارالثقافة،ط 2/1972، ص. 138-139.
2 0 جبورعبدالنور:المعجم الأدبي،بيروت،دارالعلم للملايين،طالثانية يناير 1984،ص. 124.
3 0 د. محمد فتوح أحمد: الرمز والرمزية في الشعرالمعاصر، ص.3.
4 0د.أحمد الزعبي: التيارات المعاصرة في القصة القصيرة في مصر،أربد،الأردن،ط الأولى 1995، ص.81.
5 0 نفس المصدر, ص 115
6 0د. طه وادي: دراسات في نقد الرواية، القاهرة، دار المعارف، ط 3/1994، ص.25.
7 0هانز- جيورج جادامر: تجلي الجميل،ترجمة سعيدتوفيق،المجلس الأعلى للثقافة،القاهرة، 1997،166.
8 0نفسه المصدر، ص299.
(9) Préface de Gaston Bachelard au livre de Paul Diel: le symbolisme dans la mythologie grecque. Paris.Ed. Payot 1966, p:6.
10 0محمد سليم سواري, طريق الكبش , ص21
11 0محمد عز الدين التازي، الكاتب الخفي والكتابة المقنعة، طنجة، كتاب الشهر رقم 72، سلسلة شراع، 1 يونيو 2000، ص. 14.
12 0 0G. Bachelard, in préface, le symbolisme dans la mythologie grecque. Op cité, P.7
13 0د.عبد الرحمن بدوي:الزمن عند مارتن هيدجر،الكويت مجلة عالم الفكر،المجلد 8،العدد 2، يوليو-أغسطس- سبتمبر 1977،ص. 187.
14 0نفسه مصدر، ص 189.
15 0بول ريكور:نظرية التأويل-الخطاب وفائض المعنى،ترجمة سعيد الغانمي،الدار البيضاء،بيروت،المركز الثقافي العربي،ط الأولى 2003،96.
16 0 نفسه مصدر، ص 96.
17 0محمد سليم سواري, طريق الكبش , ص21
18 0 بول ريكور، نظرية التأويل ، ص. 99.
19 0 0: Jean Pierre Aubrit/ le Conte et la nouvelle, Arme colin, 1977, P.158.
20 0 بول ريكور، نظرية التأويل، ص. 106.
21 0إدمون ولسون: قلعة اكسل،ترجمة جبرا إبراهيم جبرا، ب بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط الثالث 1982، ص. 23.
22 0 بيرنار فاليط،النص الروائي-مناهج وتقنيات،ترجمة د.رشيد بنحدو، طنجة، منشورات سل
23 0سعيد يقطين،القراءةوالتجربة،الدارالبيضاء،دار الثقافة،ط الأولى 1985، ص. 76-77.
24 0وقائع ندوة مكناس،دراسات في القصة القصيرة:مقالة إلياس خوري:ملاحظات حول الكتابة القصصية: اللغة– الراوي–الكاتب" بيروت، مؤسسة الأبحاث العربية، ط. الأولى.
25 0نفسه مصدر، ص 60.
26 0 نفسه مصدر، ص 60.
27 0 يمني العيد،الراوي،الموقع والشكل،بيروت،مؤسسة
28 0أحمد المديني،الكتابة السردية في الأدب المغربي الحديث–التكوين والرؤية،الرباط،مطبعة المعارف الجديدة، ط الأولىأكتوبر2000،ص. 240.
29. 0Voie: Daniel Grojnowski: lire la nouvelle, Paris Dunod, 1993, P.38-39
30 0سليمان الشطي، المز والرمزية في أدب نجيب محفوظ، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، دون طبعة، 2004، ص. 395.
31 0د.محمد بوعزة إستراتيجية الترجمة في(جمالية التلقي)لرشيد بنحدو،الرباط، العلم الثقافي،السنة 35،السبت 6 نونبر 2004م،ص.11.
32 0محمد عز الدين التازي، شمس سوداء،الدارالبيضاء،دارتوبقال للنشر، ط الأولى، 2000.
إعجاب ·
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق