لا يسدُّ رمقَ
الشلّالِ الهابط إلا حبلُ الصعود ،
ولا تسمعُ الأضلاعُ الصوتَ الهادرَ
من الأعماقِ إلا بأذنٍ من نيران ،
يا وجعَ الخاصرةِ على انكسار مدبب
لا تتأمل من قصيدتي مدمنةِ السهر
ألا تكتبَ بلهجةِ الملْح
المنثورِ على جوعٍ كافر ..
منْ يثقبُ لي جدرانَ العطشِ
بإزميلِ الترابِ فهو آمن ،
وَمَنْ يكسرُ الأرائكَ
على رأسِ الإنتظار
قبلَ أن يتمكنَ الحلمُ
من افتراسِ اليقظةِ فهو آمن ..
إن عرفتني وإن لم تعرفني
فأنتَ واهمٌ … واهم
أنا في ميزانِ الذهبِ
زنةُ ارتعاشةِ لهبٍ ،
وإن عرفتَ حجمي
فالفضاءُ ذابَ في صلصالي
مُذ صيرورة الكلمة
بينما كانَ الشعرُ يحبو على النطق..
كيف تقيسُ العذابَ
وأنتَ لا تعرفُ وزنَ الخطوات
عند اختباءِ الطريق
في غابةِ الظلال ،
وكيف ترى الشروقَ
وأنت كالفجرِ المطمورِ بالأحلام
همّكَ الوحيدُ هو المناقيرُ لا التغاريد..
الغربةُ المتلبدةُ بزفراتٍ
تهطلُ من ميزابٍ عادلٍ
يوزعُ الرذاذَ بالتساوي
على كتابةِ المشاعر
بينما هم يتربصونَ بالفرار
إلى شفتيك المحميةِ بقواميس الغزل ،
يبقى صعباً فتحُ النوافذِ على الرموز
حينَ النّهارُ يسدلُ الستار
على قصيدةٍ ورقيةٍ
تطيرُ متى ما يركضُ حاملُها إليك ..
البصرة / ١٠-٦-٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق