هُنَاكَ..هُنَاكَ
فِي صُعُودِ الرُّوحِ أَعْلَى وَأَعْلَى
خَلْفَ خِصْرِ سَاحِرَةِ تِلْكَ الرَّبوْة،
بَيْنَ بَسْمَةِ الصَّلْصَالِ الْمَكِينِ المُجَلَّى
وَشَهْقَةِ الْمَاءِ الْحَرُونِ الْمُغَلَّى
تُشْعِلُ الْمَسَرَّاتُ أَحْشَاءَكَ جَمْراً وَشِعْرا..
لِتُنْشِدَ فِي الصُّعُودِ مِنْهَا إِلَيْهَا
تَرانِيمَ تَيْهٍ وَخَلْوَة..
أَرَاكَ رُوحاً تَعْرُجُ فِي السَّمَاءِ وَتَسْعَى..
وَمِنْ سَمَاءٍ لِأُخْرَى
سَتَغْدُو شَفِيفاً خَفِيفاً كَفِكْرَة..
وَتَغْمُرُكَ الْأَنْوَارُ وَالْأَذْكَارُ
وَيَعْلُو بِكَ فَوْقَ الْغَمَامِ الْهُيَامُ..
وَيَأْتِيكَ الْيَقينُ أنَّكَ أَنْتَ أَنْتَ
وَأَنْتَ هَوَاكَ الَّذِي كُنْتَ تَهْوَى..
وَأَنْتَ هَوَاكَ ومَسْراكَ الَّذِي رُمْتَ..
فَتَصْرُخُ مَلَائِكَةُ الشَّهْوَة:
كُلُّ فُصُوصِ الْعِشْقِ فيكَ تَجَلَّتْ
وَأَنْتَ الْعِشْقُ فِيهَا قَدْ تَجَلَّى.
خَفِّفِ النَّبْرَ صَاحِ،
فَنَبْرُ الْعِشْقِ يُحْيِي جِرَاحِي،
وَقَدْ كَانَتِ الْجِرَاحُ فِي غَفْوَة..
أَيْقظْتَ نَارَ حَمْرَائِي..
فَرُحْتُ صَاعِداً خَلْفَكَ أَدْرَاجَ السَّمَاءِ..
أَهِيمُ بَيْنَ النُّجُومِ تَخْتَالُ ثَمْلَى
وَأرْقُبُ بَيْنَ النَّيَازِك ِالْبَتْعَاءِ طَلْعَةَ بَتْعَائِي..
وَقَفْتُ بِبَابِ اللهِ،
وَالرُّوحُ فِي الْجَسَدِ الْمَنْقُوعِ فِي نَارِ الْعِطْرِ نَشْوَى،
وَقَفْتُ أَرْجُو فِي الْعِشْقِ رَجَائِي.
فَيَا فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوى..
فَي لَيَالِي الصُّدُودِ قَلْبِي ثَوَى وَانْكَوَى..
وَقَلْبِي يَنِزُّ شَوْقاً وَشَوْقاً
لِلَيْلَةِ اللَّيَالِي..
بِطِيبِ الرُّضَابِ تَنْسَابُ فِي فَمِ الدَّوَالِي ..
يَا فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى،
وَيَا خَالِقَ النِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ..
مُعَلَّقٌ أَنَا بِحَبْلِ مُهْجَتِي
فِي أَعَالِى الْأَعَالِي..
فُكَّ وِثَاقِي وَقَيْدَ الْجَوَى
بِمِفْتَاحِ الْوِصَالِ..
أَعِدْنِي.. أَعِدْنِي
إِلَى تَلَّتِي الْحَمرَاءِ.
القنيطرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق