يبدو أن أهلَ الحل والعقْد، في العالم، مُصِرّون على تقسيم العام إلى أيام عالمية، لاحتفالاتٍ صورية، ومهرجانات دعائية، وخُطبٍ بلاغية، لا قيمة لها، ولا هدف منها، إلا البكاء على اللبن، الذي سكبوه، والبحث عن رتق ما مزَّقوه، ومأوى لِـمَـنْ شرَّدوها وشرَّدوه، وعلاجٍ لِـمَنْ أصابوها وأصابوه، ومقبرةٍ لِـمَنْ قتلوها وقتلوه، بعدما قتلوا أحلامهم حية، وهل تلدُ الحيةُ إلا حية...!
................
فبأي يومٍ عالمي يحتفلون؟! وعن أي عنفٍ يتحدثون؟! ولأي امرأةٍ يتجهون ويوجِّهون؟!
عن امرأةٍ تدفعُ ثمنَ الحُبِّ والحرب؟!
عن امرأةٍ تُدافِعُ عن نفسها كمتهمة، إلى أن يثبت العكس؟!
عن امرأةٍ تعاني الأمرَّين، كعائلة لا عائلة ولا عائل لها، عليها كل الواجبات، ولا حق لها؟!
عن امرأةٍ يطالبون بمساواتها بالرجال في الميراث، ولم تأخذ النصف الذي شرعه الله لها؟!
عن امرأةٍ، فقدت حياتها كأرملة، وحياءها أمام مَنْ لا يستحون؟!
................
الاحتفالُ باليوم العالمي للعنف ضد المرأة، بحاجةٍ إلى عالمٍ يمنحُ المرأةَ أدنى حقوقها، ويمنعُ عنها كل مَـنْ وما يؤذيها، والاعترف بدورها، وتجنيبها صراعاتٍ ليست طرفاً فيها، وحروباً لن ينتصر فيها أحد، بل تهلك الحرث والنسل، وتزيد الأرامل والثكالى، واللاجئات والمشردات، والمعاقات والمحرومات، بعدما خلقها الله جميلة المبنى والمعنى، وكفل لها عائلاً في الكتاب والسنة، وليت قومي يعلمون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق