أفلتُ وجهي بوجه الزمان
فمه ثوانٍ تلمنا فُتات...
أشعلتُ في قلبي الوجود المدى
ولم أدرك غايتي
غبتُ فيه ثم عدتُ
ولم تتبدل الأمكنة
دلني عصفورٌ على غصنين
بأعلى الشجر
قال هنا بنو لعشتار أرجوحةً
من اجل عينيها
وهنا كان الفجر يرقص على الزقزقات
وهنا كان الهَور ... وكان الفرات
وكان تحت تلك النخلةِ
تلعب آلاف البنات
كلهنَّ تزوجنَّ
إنه سّفر المواويل
لا يدوم الغناء على نغمةٍ واحدة
عطش الهور
ولعب الغبار بالنجوم فلم ! نعد نراها
والفتياتُ عُدنَّ إلى أهلهن أرامل
إنها الحربُ
وكلما نعست حربٌ ونام جمرها
أفاقت أخرى وسعر لهيبها
واختطفوا الأطفال حين بانت شواربهم
ودفنوا أول لحظات الحبِ
صنعوا مدارساً للموت
حين سهرت قلوبهم تخفقُ
جمعوهم في مقبرة
وانهال عليهم التراب ثقيلاً
عليلاً ...
عاد وجهي
غريباً محملاً بالسؤال
وضعتهُ على كتفي
فظل يبكي طويلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق